على قد لحافك مد رجليك - Cut your coat a cording to your cloth

اقرأ في هذا المقال


يُعد هذا المثل من أكثر الأمثال تداولا في الحياة اليومية، فالمعنى الحرفي لهذا المثل هو: مُد: ابسط، لحافك: هو مايتغطى به الإنسان في فصل الشتاء أو يفرشه على سريره ويتميز بالسماكة، فالمعنى الحرفي له هو أن لا تبسط رجليك بزيادة عن طول اللحاف، ولكن اجعلها دائما على مستوى اللحاف حتى لا تتعرض للبرد وخلافه.

أشهر القصص التي وردت عن مثل “على قد لحافك مد رجليك”:

يحكى أن هناك شاباً كان وحيداً لوالديه، مات والده فورث الشب كل ما كان ملكاً لوالده فقد كان ميراثه كبير، ولكن الشب لم يحسن التصرف بما ورثه، فبدأ يصرف الكثير من النقود في مكانها وغير مكانها ولم يعتقد يوماً أن هذا الأمر قد يوصله إلى الفقر يوماً ما.
عُرف عن ذلك الشاب أنه كان لديه الكثير من أصحاب المصلحة؛ إذ يجدهم وقت الرخاء فقط، أما وقت الحاجة والضرورة فلا يجد منهم أحد، خاصةً وأنهم كانوا يعيشون حياة الترف واللهو وعدم تحمل المسؤولية، إلى جانب استغلالهم المفرط لصديقهم الثري.
ومع مرور الأيام وشيئاً فشيئاً بدأت الأموال بالنفاذ وبدأ الجميع بالتخلي عنه، حتى وصل به الحال إلى تخلي أصدقائه عنه، حتى وصلت به الأمور أنه أصبح لا يجد قوت يومه، فصغرت عليه الدنيا وضاقت به الأحوال.

بدأ الشاب بالتفكير بإيجاد عمل حتى يلقى ما يسد به جوعه، ولا يكون عبئا ثقيلا على أحد من الناس، وبينما هو يبحث عن عمل وجد مزرعة يبحث صاحبها عن بستنجي لرعايتها، ثم قام بتقديم طلب ووافق صاحب المزرعة عليه، وبعد مرور مدة قصيرة وجد صاحب المزرعة أن الشاب لا يجيد العمل أبداً في المزرعة، فخمن الرجل أن هذا الشاب هو ابن ترف وأن الظروف قد أجبرته على العمل، ثم قرر أن يسأله ما الذي أجبره على العمل ومن هو؟ فاخبره الشب بما حدث له منذ بداية وفاة والده وحتى هذه اللحظة.
غضب صاحب المزرعة كثيراً من تصرف الشاب، خاصةً وأنه كان على معرفةٍ بوالده وبمقدار ثروته، وهنا بدأ صاحب المزرعة يضرب الشاب بقوة وغضب، متعجباً بكيفية نفاذ ثروة والده، ثم قال له: لا أريدك بعد عز والدك أن تُذل وتُهان، ثم قام بتزويجه ابنته وأعطاه بيت صغير، وبعدها ألقى على مسامعه مثل ” مد لحافك على قد رجليك” يا بني، ولا تكن إنساناً لا مبالياً وهمجياً.

العبرة من مثل “على قد لحافك مد رجليك”:

على الإنسان أن يقتنع بنفسه ويتعايش مع ظروفه المتاحه له، وأن يحسن التصرف بما يملك ويتسم بالبساطة دون تكلف، وأن لا يتطرق إلا ما به من حاله، فيكون معتدل في الإسراف؛ فلا يتقشف من البخل ولا يبذر حد الإفراط.


شارك المقالة: