تمتلك جميع أمم الأرض موروثها الثقافيّ الخاص، والذي بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي سنتناوله لاحقًا، هو: ” على نفسها جنت براقش”.
فيم يضرب مثل “على نفسها جنت براقش”؟
يُعدّ مثل “على نفسها جنت براقش”، من أشهر الأمثال العربية التي تُضرب في المرء الذي يجلب الخطر والشؤم سواءً على نفسه أو لغيره، ففي الكثير من الأحيان يتردد المثل القائل: “على أهلها جنت براقش”، أو بصيغة أخرى “جنت على نفسها براقش””، فترى ما هي القصة الحقيقية وراء هذا المثل؟
قصة مثل “على نفسها جنت براقش”:
على الرغم من اختلاف الكثيرين حول القصة الحقيقية وراء هذا المثل، غير أن علماء اللغة العربية قد أجمعوا أن القصة تعود إلى كلبة كانت تُدعى “براقش”، وكانت هذه الكلبة تعيش في إحدى القرى الصغيرة، إذ كانت تقوم بحراستها، وحراسة مساكنها من اللصوص والأعداء، إذ أن الكلبة كانت تقوم بالنباح كلما اقترب العدو؛ لتحذر أهل القرية.
في أحد الأيام، قام بعض أعداء القرية الأشداء بمهاجمة القرية، فما كان من براقش إلا أن قامت- كما تفعل في العادة- بالنباح؛ وذلك كي تحذّر أهل القرية؛ للخروج من مساكنهم والاختباء، وبالفعل هذا ما حدث، فقد كان العدو أكثر قوة من أهل القرية، الأمر الذي دفعهم للخروج من المنازل والاختباء في مغارة قريبة، حتى يخرج العدو من قريتهم، بحث الأعداء عن أهل القرية دون جدوى وحين همّوا بالخروج من القرية، نبحت الكلبة براقش فرحًا بخروجهم من القرية وسلامة أهلها.
على الرغم أن صاحب براقش حاول جاهدًا أن يسكتها، غير أن العدو تنبه إلى نباح الكلبة، وقام بالهجوم على المغارة، واستباح أهل القرية فقتل منهم الكثير، كما وقاموا بقتل الكلبة براقش، فكانت براقش سببًا في هلاكها وهلاك أهل قريتها، فأصبحت منذ ذلك الحين مثلًا يُضرب في من يجلب الهلاك والشؤم لنفسه أو لأهله.