فأدركهن ثانيا عن عنانه...يمر كمر الرائح المتحلب

اقرأ في هذا المقال


صاحب المقولة

علقمة بن عَبَدة بن ناشِرة بن قيس( توفي نحو سنة 20 قيل الهجرة/603 م)؛ معروف بعلقمة الفحل وهو من بني تميم، ويؤكد ذلك قوله:

ما أنتَ أم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةيخَطُّ لها من ثرمداء قَليبُ

وهو شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. عاصر امرأَ القيس بن حجر الكنديّ، وله معه مُساجَلات شعريّة. وهو من أصحاب المُفَضليّات في الشعر.

أسرَ الحارث بن أبي شمَّر الغسّاني، أخاً له اسمه” شأس”، فَشَفعَ به علقمة، ومدح الحارث بأبياتٍ من الشِّعر فأطلقه. ولُقِّب بالفَحلِ لتفوّقهِ على امرئ القيس، أمير شعراء الجاهلية؛ في قصة معروفة تَحاكَما فيها إلى أمِّ جُندب زوج امرئ القيس.

قصة المقولة

قام امرؤ القيس وأنشدَ قصيدة في وصف فَرسهِ، والتي مطلعها:

خليليَّ مُرَّا بِيَ على أمِّ جُندبٍنَقُضُّ لُبَانات الفؤاد المُعذَّبِ

إلى أنْ بلغَ قوله:

فَللسَّوطِ لَهُوب، ولِلسَّاق دِرَّةوللزَّجرِ منه وقعٌ أهوَج مُهذَّبِ

فاندفعَ عَلقمة الفحلِ مُنشدَاً قصيدة مطلعها:

ذهبتَ من الهُجرَانِ في غيرِ مذهبِولمْ يَكُ حقاً كلَّ هذا التَّجنّبِ

إلى أن وصلَ في قوله إلى:

فأدركهنَّ ثانياً عن عِنانهِيمرُّ كَمَرِّ الرَّائحِ المُتَحلِّبِ

فتَحاكما إلى أمِّ جُندب زوج امرئ القيس، أيّهمَا أشعَر في أبياتهِ. فكان حُكمها لصالح عَلقمة العبد، على أن إمرئ القيس أجهَدَ فرسهُ بالضَّربِ والزَّجرِ؛ في حين أنَّ وصفَ علقمة جاء أنَّه امتَطاهُ وهو تاركٌ عِنانَ فرسهِ؛ مِمَّا أثارَ نفس إمرئَ القيس، فطلَّقها وتزوَّجها علقمة؛ فسُمّيَ علقمة الفحل.

وقيل أنَّ علقمة الفَحل، كان أعلم أهل زمانه بالنِّساء في قوله:

فإن تسألوني بالنِّساء فإنّنيخبيرٌ بأدوَاءِ النِّساء طبيبُ
إذا شاب رأس المرء أو قَلَّ مَالهُفليس له من ودهِنَّ نصيبُ
يُرِدنَ ثَراءَ المرءِ حيث عَلِمنَهُوشَرخُ الشَّباب عندهنَّ عجيبُ

وقيل أنَّ علقمة عاش حتى أدرك الإسلام؛ لكنَّه لمْ يُسلِم.


شارك المقالة: