Vankais هي إحدى قصص أنتونيو تشيخوف العديدة التي تدور حول فصل الطفل عن الأسرة، بناءً على تجربته الخاصة، ودعم نفسه من خلال المدرسة ، وإرسال الأموال إلى بقية أفراد عائلته في موسكو. تم نشره يوم عيد الميلاد عام 1886. وقد تم عرضها في قصص عيد الميلاد.
الشخصيات:
- فانكا جوكوف.
- الجد، كونستانتين ماكاريتش.
- أليخان.
قصة فانكا جوكوف:
تدور أحداث القصة حول فانكا زوكوف وهو يتيم وفقير في التاسعة من عمره، تدرب لمدة ثلاثة أشهر لدى أليخان صانع الأحذية وحين كان جالسًا عشية عيد الميلاد في انتظار ذهاب سيده وزوجته وعمالهم إلى الإحتفال بليلة عيد الميلاد منتصف الليل، وبعد ذهابهم أخرج من خزانة سيده زجاجة من الحبر وقلمًا ووضع ورقة مجعدة أمامه ثمّ بدأ في الكتابة وقبل كتابته أي حرف نظر حوله مرارًا عدة مرات في خوف إلى الباب والنوافذ، وتنفس الصعداء ثم جلس أمام الورقة على المقعد.
كتب في تلك الرسالة: “عزيزي الجد، كونستانتين ماكاريتش، أنا أكتب لك رسالة وأتمنى لك عيد ميلاد سعيد وكل البركات من الله سبحانه وتعالى. ليس لدي أب ولا أم، أنت الوحيد الباقي لي ثمّ رفع فانكا عينيه إلى الأعلى وتذكر بوضوح جده كونستانتين ماكاريتش الذي يعمل كحارس ليلي في ملكية عائلة زيفاريف ويقيم في قرية مجهولة في روسيا حيث قام بنقل فانكا إلى موسكو للعيش والعمل مع عائلة صانع الأحذية اليخان ولكن الحياة مع عائلة اليخان كانت صعبة ويائسة حيث تم اضطهاد اليتيم الصغير، الذي شعر بالإحباط من تلك الحياة وحاول الاتصال بجدّه لطلب المساعدة.
وأثناء كتابته للرسالة، تذكر فانكا مزاح جده المفعم بالحيوية وحياته في القرية قبل أن يتدرب على هذا المنزل الجديد كما تذكر الكلبين، كاشتانكا وآيل، اللذان يتبعان جده في جميع أنحاء القرية ويتشاركان في شمه، ثمّ كتب فانكا عن المعاملة القاسية التي تلقاها على يد أليخان وزوجتة والمتدربين الأكبر سنًا منه فكان يتعرض للضرب والتوبيخ والسخرية ويضعون له الطعام غير المرضي. كان فانكا يتوق إلى الهروب ثمّ كتب لجده أنّه إذا تم إنقاذه من اليخان، فسوف يحمي جده ويعمل بكل سرور في أي مكان آخر.
كتب بعد ذلك لجده يصف مدينة موسكو حيث يقيم، فكتب موسكو مدينة كبيرة يا جدي إنها منازل السادة، وهناك الكثير من الخيول، لكن لا توجد خراف ولا كلاب مشردة. الأولاد هنا لا يخرجون للعب، ولا يسمحون لأي شخص بالدخول إلى إحتفالات عيد الميلاد إلا السادة الأغنياء، وهنا يوجد متاجر بها بنادق من جميع الأنواع، على عكس مسدسات السيد اليخان في المنزل، و كل واحدة منها مائة روبل، وفي دكاكين الجزارين هناك طيور وأسماك وأرانب، لكن التجار لا يقولون من أين أصطادوهم أو حصلوا عليهم.
يصف فانكا أيضًا بعض السلع المتوفرة في متاجر موسكو ومع ذلك تهيمن على أفكاره ذكريات عيد الميلاد في منزل زيفاريف، عندما كان فانكا قد اصطحب جده إلى غابة قريبة لقطع شجرة عيد الميلاد حيث قامت أولغا إجناتيفنا، وهي شابة مفعمة بالحيوية من عائلة زيفاريف، بتزيين الشجرة وهي أيضًا عزيزة على فانكا لأنها علمته القراءة والكتابة والعد والرقص. وبعد وفاة والدته، تم إرسال فانكا من شركة أولغا للعمل في مقر أليخان ثمّ تغلبت العاطفة على فانكا، وعاد إلى رسالته وكتب نداءً لجده ليأخذه بعيداً. وأرسل أيضًا تحياته إلى عدد قليل من الأشخاص من حياته السابقة في القرية.
تنهد فانكا مرتعشاً وحدق مرة أخرى في النافذة، لقد تذكر كيف كان يذهب جده دائمًا إلى الغابة للحصول على شجرة عيد الميلاد لعائلة سيده، وكان يأخذ حفيده معه، لقد كانت أوقات سعيدة حيث كان الجد يقطع الأشجار العظيمة من الغابة ويدخن الأنبوب دائماً، وكان يضحك على فانكا المجمد من البرد عندما يأخذه للغابة حيث هناك وقفت أشجار التنوب الصغيرة المغطاة بالصقيع بلا حراك، في انتظار رؤية أي منها سيقطع أولاً، وكان أينما نظر المرء هناك كانت تقفز الأرانب فوق الثلوج حيث لم يستطع الجد أن يمتنع عن الصراخ: أمسكه، أمسكه، أمسكه، لقد كانت ذكريات رائعة مع الجد.
ثمّ تنهد فانكا، وغمس قلمه بالحبر، واستمر في الكتابة: وبالأمس يا جدي سحبني السيد أليخان إلى الفناء من شعري، وضربني بحمالة حذاء لأنني نمت بطريق الخطأ بينما كنت أهتز طفلهما وهو في السرير لينام، وقبل أسبوع أخبرتني زوجته أن أنظف المنزل ثمّ قامت بضربي بشدة لأن العمل لم يعجبها، أمّا العاملون الآخرون كانوا يضحكون مني ويرسلونني إلى الحانة لسرقة المشروب لهم كما يستمر السيد اليخان بضربي بأي شيء يأتي بيده وليس هناك شيء للأكل.
في الصباح يعطونني الخبز وحده، وفي المساء العصيدة لتناول العشاء والسيد اليخان وزوجته يلتهمون كل شيء أمامهم وقد جعلوني أنام في الممر، وعندما يبدأ طفلهم في الصراخ ليلاً فلا أنام على الإطلاق، لأنّه يجب عليّ أن أهز المهد حتى يهدأ الصغير، جدي العزيز أطلب منك الرحمة، خذني بعيداً عن هنا إلى القرية، إنّ ما أمر به أكثر مما أستطيع تحمله أنا أنحني إلى قدميك وسوف أدعو الله من أجلكم إلى الأبد، خذني بعيدا عن هنا أو أموت.
بعد الانتهاء من الرسالة ، كتب الصبي اسم جده، قسطنطين ماكاريش أمّا بالنسبة للعنوان فقد كتب اسم القرية حيث أنه ليس على علم أن الرسائل من أجل إرسالها يجب أن يتم ختمها، وفي قمة آماله أندفع فانكا إلى الشارع، وألقى الرسالة في أقرب صندوق بريد، ثم عاد إلى المنزل ونام وهو يحلم بسعادة بجلوس جده بجانب الموقد وهو يقرأ رسالتة لأصدقائه الطهاة.