فبما رحمة من الله لنت لهم

اقرأ في هذا المقال


الآية:

﴿فَبِمَا رَحۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِینَ﴾ [آل عمران ١٥٩]

ذكر أهل التفسير وأهل العلم أنّ سبب نزول هذه الآية جاءت في حال ووقت مَن انهزموا يوم أُحد، وتضمنت تلك الآيات الكريمة استحقاقهم للّوم والعتاب؛ حيث تولوا منهزمين، وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه العدو، ولو جرى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يستحقون، لقابلهم بالعتاب والتوبيخ، ولكنّه لاقاهم برفق، ولم يواجههم باللّوم والعتاب، وذلك معنى قوله (فَبِمَا رَحۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ) والفظاظة: الخشونة وغلظ القلب: قسوته، والانفضاض: الانصراف.

قال الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله تعالى صاحب تفسير البيان : والمعنى لو كنت خشناً في قولك أو فعلك، قاسيَ القلب، لانصرفوا من مجلسك، ولمّا استضاؤوا بنور هديك، وكأنّ الآية تقول: هو لين في قوله وفعله، ولينه هذا لم يصدر عن أمر عارض من نحو رغبة أو رهبة، بل كان عن طبيعة كريمة النفس.


شارك المقالة: