اقرأ في هذا المقال
- تعريف فن المقامات الأدبية
- المقامة في العصر العباسي
- مؤسسو المقامات في العصر العباسي
- العناصر الرئيسية لفن المقامة
- خصائص فن المقامة في العصر العباسي
- مواضيع المقامات في العصر العباسي
- مؤسس فن المقامات بديع الزمان الهمذاني
- خصائص مقامات بديع الزمان الهمذاني
برزت الإبداعات النثرية في الفترة العباسية التي كانت جزء من الحركات الأدبية في ذلك الوقت، ومن هذه الإبداعات فن المقامات، والتي تعد قصة نثرية تتضمن أشعار تكون مُحمّلة إما موعظة أو مدح أو نقد وغير ذلك، ولقد نما هذا الفن وتطور في العهد العباسي وانتشر فيما بعد إلى شتى البلاد وقد ترجم إلى اللغات الغربية، وبرز في هذه الفترة العديد من الأدباء، وفي هذا المقال سنوضح هذا الإبداع النثري.
تعريف فن المقامات الأدبية
المقامة تعتبر إبداع نثري قديم، حيث بدأ في التكون في القرن الرابع والمقامة تشبه الرواية الخيالية، حيث تحكي قصة تم تأليفها من قبل الراوي وقد يكون الشخص الذي يُلقي المقامة هو الشخص الرئيسي في مجريات هذه القصة.
قيل أن أول شخص قام بِتأسيس المقامة هو الهمذاني، وأُطلق عليها مقامات ويقصد بها المكان الذي يجلس فيه الناس، إن الغرض المنشود من المقامة الإرشاد والنصح وكذلك التعليم وأخذ العِبر منها، وتدل المقامة في اللغة على جماعة من الناس وإلى المكان الذي يلتقون فيه، حيث تدل على كلام الشخص بغض النظر عن الهيئة التي يكون عليها سواء أكان واقفًا أم جالسًا.
والمقامة اصطلاحًا هي إبداع نثري يُبنى على أسلوب السرد الروائي، ويكون فيها بطل وأفراد وشخصيات يحكون أحداث المقامة، وتكون على هيئة قالب لغوي دقيق يعج بالألفاظ القوية، والمعاني المعبرة.
المقامة في العصر العباسي
برزت المَقامة في الفترة العباسية وقام بتأسيسها الشاعر الهمذاني الذي سار على نهجه بعد ذلك الحريري، وكان هذا الإبداع في هذه الفترة يتركز على المخادعة والكدية بشكل كبير، وذلك لجذب المتلقي وبث الحماسة في نفسه كي يتابع الأحداث حتى النهاية، وغالبُا ما ينتهي بهروب البطل وقدرته على خداع البشر.
وقد كانت تلقى في مجالس السمر واللهو، ولم تتعدى المقامات وتخرج إلى العصور الأخرى إلا ما ندر، وعلى الرغم من عدم بروزها في العصور اللاحقة للفترة العباسية، إلا أن نمط الخداع وبراعة اللغة وجمالها وفن الهروب، وكذلك تضمينها آيات من القرآن الكريم وكذلك أبيات من الشعر، كل ذلك كان سبب في تناقلها عبر الأجيال حتى وصلت إلى هذا العصر.
مؤسسو المقامات في العصر العباسي
1- بديع الزمان الهمذاني: يعتبر الهمذاني هو المؤسس للمَقامات حيث أبدع في وضع أسسها وطريقتها وأدخل إليها المخادعة والكدية.
2- أبو محمد القاسم الحريري: نهج الحريري نهج الهمذاني في هذا الفن في الفترة العباسية، وقام على تأليف من المقامات الممتعة ومن أبرزها المقامة الرحبية.
العناصر الرئيسية لفن المقامة
1- البطل: وقد يكون مؤلف المقامة البطل الرئيسي أو شخص تتحدث المقامة عنه، وهو الفرد المتمكن من المخادعة والهروب، والبطل الرئيسي في مقامات الهمذاني، الإسكندراني.
2- الراوي: وهو الذي يقوم بقص المقامة وكان الراوي عند الهمذاني وهو بن هشام وهي من الشخصيات الوهمية غير الحقيقية قام بِابتكارها الهمذاني.
3- الموضوع: وهي التفاصيل والمجريات التي تتكلم عنها المقامة.
4- فن الخداع: وهو جزء أساسي في المقامة يتميز بها عن باقي الأنواع النثرية.
خصائص فن المقامة في العصر العباسي
1- تتحدث المقامات عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وهي تحكي وضع الشعب بشكل خاص.
2- تتصف المقامات بأنها تعجّ بأشكال متعددة من المحسنات البديعية مثل الطباق والسجع وغير ذلك.
3- تتميز المقامات بالمفردات الغريبة والصعبة.
4- الهدف الرئيسي من المقامات تعليم اللغة للناس، لذلك نراها تُبنى على الألفاظ الصعبة والغريبة.
5- تُبنى المقامات على المخادعة وتكون وسيلة للفت انتباه المتلقي والوصول إلى الغاية.
6- تعجّ المقامات بالكثير من الحكمة والمواعظ، وقد يكون فيها اقتباس من القرآن الكريم أو تحتوي أبيات من الشعر.
7- ترتبط المقامات بالحكايات الوهمية الخيالية التي تكون من تأليف خيال الكاتب.
8- التناص في النمط الأدبي الذي يرتكز على السجع.
9- يغلب على إبداع المقامات الحوار الذي يجعلها إبداع قصصي يستمتع بسماعها المتلقي.
10- الوصف: حيث يقوم المؤلف على وصف الحياة وكذلك الأشخاص والوقت والمكان.
11- تكون غاية الكاتب هو إرسال رسالة إلى المتلقي وتكون غير واضحة ويجب التفكير والتمعن؛ حتى يتم فهمها، وهي مثل الإشارة والرمز لشيء ما.
مواضيع المقامات في العصر العباسي
1- المدح: تم كتابة الكثير من المقامات بهدف المدح ومثال عليها مقامة الهمذاني في مدح حاكم سجستان.
2- الوعظ والإرشاد: حيث تضمن الكثير من المقامات في هذا العصر على دعوات الزهد وترك ملذات الحياة والعمل من أجل الآخرة والاستعداد للانتقال إلى الآخرة.
3- النقد: وهو يختلف عن باقي أنماط النقد مثل نقد أهل الشعر.
4- الخيال: حيث دارت أغلب المقامات حول حكايات وهمية غير حقيقية.
5- التشجيع على العلم: ومنها المقامة العلمية التي قام على كتابتها الهمذاني.
6- توضيح حالة المجتمع: حيث كانت المقامات في هذا العصر تتناول حال المجتمع من الناحية الفكرية والاجتماعية وأيضًا الاقتصادية.
7- توضيح المشقة في الحصول على الرزق: حيث أن الغرض الأساسي لها الكدية، والمخادعة التي يعمل بها البطل من أجل تأمين رزقه.
مؤسس فن المقامات بديع الزمان الهمذاني
قام بتأسيس المقامة أحمد بن الحسين الهمذاني، وكنيته أبو الفيصل، وهو من مدينة همذان في إيران، تعلم الفنون الأدبية العربية وتميز في ذلك، تلقى تعليمه على يد علماء مشهورين أمثال أحمد بن فارس، ورحل عن مدينته في ريعان شبابه، وقرّبه بن عباد من حيث أعجب بأدبه وبلاغته، وكان من الكتّاب المشهورين في بلاط بن عباد.
وقام بتأسيس المقامات وكان عيسى بن هاشم وهي شخصية غير حقيقية راوي لمقامات الهمذاني، والإسكندري هو بطل في هذه المقامات، كان الهمذاني يتمتع بِفراسة وبراعة وتمكن لغوي وبلاغة، ومن أبرز مقاماته: المقام الكوفية، المقامة المضيرية وكذلك المقامة القردية.
خصائص مقامات بديع الزمان الهمذاني
1- كانت مقاماته تمتاز بقصر المقدمة حيث كان يبتعد عن الإطالة.
2- كانت مليئة بِالدعابة والسخرية وتعج بالمرح.
3- كان يتحاشى أن يكرر في المعنى المنشود، حيث نجد كل مقامة له لها معنى خاص ومختلف عن مقاماته الأخرى.
4- كانت مقاماته تظهر عيوب المجتمع، ولكنه يهمل جانب إصلاح هذه العيوب.
5- تظهر في مقاماته صفات الناس وأطباعهم، وكان يلجأ إلى أسلوب الاحتقار في مقاماته.
6- كانت مقاماته توضح مدى براعته وفصاحته، حيث كان يختار المفردات دون تصنع والابتعاد قدر الإمكان عن المحسنات البديعية من سجع وغيره.
7- كان يستَهل مقامَاته بكلمة حدثنا.
8- كان راوي مقامات الهمذاني هو دائمًا بن هشام وهو شخصية غير حقيقة من نسج خيال الهمذاني، والبطل في مقاماته أيضًا هو الإسكندري.
وفي النهاية نستنتج أن المقامة إبداع نثري على هيئة قصص نثرية تحتوي أبيات من الشعر ويكون الموضوع فيها إما مدح أو وعظ أو تعليم أو نقد، وازدهر هذا الفن في الفترة العباسية وقد تم ترجمتها إلى اللغات الغريبة، وقام على تأسيسه الهمذاني.