قالوا إنا لله وإنا إلیه ر ا⁠جعون

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰ⁠جِعُونَ﴾ [البقرة ١٥٦]

إنّها كلمة عظيمة ومن أجّل الأذكار التي تقال عند المصائب، ويبشر الله أهلها بالثناء عليهم سبحانه وبالرحمة، وحصول الهداية لهم، وذلك بعد ذكره سبحانه وتعالى لحتمية البلاء في قوله ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [البقرة ١٥٥]

فإلانسان حين تقع المصيبة ويشعر بلظى الباء في قلبه، ربما تساءل: لماذا أصابني البلاء دون غيري؟

فيأتي هذا الذكر العظيم مبتدأ في كلمة (إِنَّا) يردده المؤمن فيتيقن أنّه مملوك لله (إِنَّا لِلَّهِ) كما يفيد هذا التقديم حصر الملك له سبحانه وتعالى؛ بكل ما تحمله من كلمة من معنى الملكية المطلقة.

والإنسان بفطرته  لا يلوم صاحب الملك إذا تصرف في ملكه؛ لأنّه أولى به وأعلم بشأنه وأحكم في تدبير شؤونه، وهكذا المسلم الصابر حين يردد (إِنَّا لِلَّهِ) يقع في نفسه تفويض أمره إلى ربه ومالكه وخالقه،؛ فيستحي أن ينازع الله في ملكه، فيصبر بل ويرضى فيترقى في أعلى مقامات أعمال القلوب(الرضا بالقضاء).

وكذلك يستشعر المسلم أن سطانه وجاهه وكل ما يفتخر به، تحت قهر الله وسلطانه وتدبيبره، فهو حين يقول (إِنَّا لِلَّهِ) بحق تسكن نفسه ببرد الرضاء بالقضاء.


شارك المقالة: