على مرّ العقود السابقة ظهرت العديد من الاختراعات التي عكست مدى التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي بسرعة رهيبة، وعلى وجه الخصوص في تلك المؤسسات التابعة إلى القوات العسكرية في أي بلد من بلدان العالم، حيث أنه تظهر مجموعة من التكنولوجيا العسكرية التي لا يتم إظهارها على الملأ، ولكن ما حدث في هذه القصة هو أن حينما أدرك أحد الأشخاص وجود ذلك التطور سرعان ما استغله لصالحه وتوصل من خلاله إلى تحقيق أعظم أحلامه.
قصة A. X. L
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول مجموعة من العلماء تم توكيل إليهم مهمة القيام بصنع كلب روبوتي من قِبل قوات الجيش التابع إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى جانب قيامهم بتلك المهمة طُلب منهم أن تتم تلك العملية بسرية تامة للغاية، وقد كانت غاية قوات الجيش من ذلك الكلب الآلي من أجل القيام بالمساعدة إلى جانب الجنود في تقديم الحماية التامة لهم خلال الحروب التي سوف يقومون بها في المستقبل.
وبعد أن قاموا مجموعة من العلماء بإتمام تلك المهمة تم إجراء الفحوصات والتجارب على ذلك الكلب الآلي، وقد تم التوصل إلى أن تصميمه كان يرتكز على مبدأ الهجوم والاستكشاف والخدمات اللوجستية، وإن دلّ ذلك على شيء، فإنه يدل على مدى الذكاء الاصطناعي الذي سوف يتمتع به الجيل القادم، وبعد مرور فترة بسيطة رغبت قوات الجيش الأمريكي بإجراء تجربة حول ذلك الكلب بأن يتم البحث عن أحد المصممين الذي اختفى في الصحراء من فترة، ولم يتمكنوا من الوصول إليه على الاطلاق.
وفي يوم من الأيام ظهر أحد الشباب والذي يعرف باسم مايلز، حيث أن ذلك الشاب كان يمتلكه الشغف في ركوب الدرجات النارية والدخول في السباقات، وذات يوم حينما كان مايلز يقوم بجولة على دراجته الخاصة في الصحراء من أجل يتجهز ويستعد من أجل الخوض في واحد من السباقات التي تم عرضها عليه اكتشف وجود ذلك الكلب الغريب، حيث كان موضوع في مكان مخفي عن أنظار الجميع، وأول ما اقترب مايلز من الكلب وتمعن به حاول أن يجد طريقة من أجل أن يتمكن من التواصل مع ذلك الكلب، وبينما كان يفتش في جوانبه عثر على أداه، وقد كانت تلك الأداة هي ما تقوم بتفعيله وأول ما يتم استخدام تلك الأداة يبدأ الكلب في التحرك.
وفي تلك اللحظة قام مايلز بعرض إمكانياته الخارقة على ذلك الكلب، إذ سرعان ما اندمج مع هذا الكلب الآلي، وبعد مرور لحظات بسيطة تفاعل الكلب مع مايلز وبدأ يفكر في أن هذا الكلب لا يوجد له مثيل وأنه بإمكانه الاعتماد عليه في تحقيق أحلامه وطموحاته في مختلف مجالات حياته، وعلى وجه التحديد في مجال السباقات التي يتنافس بها مع أعداد هائلة من الشباب من مختلف المناطق، والذين بدورهم كانوا يتمتعون بقدرات وإمكانيات عظيمة للغاية.
وبعد تودد مايلز للكلب تنشأ بينهم علاقة صداقة قوية فريدة من نوعها، وقد بنيت تلك العلاقة وتم الاتفاق عليها وفق مجموعة من الأسس من أهمها وأبرزها أن تلك العلاقة تعتمد في أساسها أولاً على الحب المتبادل واهتمام كل طرف بالآخر، وثانياً الثقة التامة المطلقة والولاء إلى آخر يوم في حياة أي منهم، وثالثاً التعاطف بشكل مستمر بين كلاهما، ورابعاً التعاون في كافة المواقف والأحداث، وبعد الانتهاء من الاتفاق على أهم معايير العلاقة التي تربطهم ساعد هذا الأمر الكلب في كسب الثقة التي كان تنقصه.
ومنذ تلك اللحظة أصبح مايلز تغمره السعادة العارمة ويعلن وهو يرفع بيديه ويهتف إلى أعلى أنه منذ تلك اللحظة لدية المقدرة على مواجهة العالم أجمع دون أي خوف أو تردد، وأنه كذلك سوف يكون قادر على فعل أي شيء بمساعدة ذلك الكلب الآلي، وأول ما عاد مايلز من رحلته في الصحراء توجه نحو المنزل الذي تقيم به أعز صديقاته وهي فتاة تدعى سارة، وعلى الفور قام بإخبارها عن ذلك الكلب، ولكن ساره شعرت بالغيرة من مايلز وقامت بإشاعة الخبر بين مجموعات من الناس، وعلى إثر ذلك تم وصول الخبر بامتلاك مايلز إلى ذلك الكلب إلى أحد العلماء من الذين قاموا بصنعه، والذي بدوره على الفور قام بإخبار كافة العلماء الذين اشتركوا في صنع الكلب.
ومن هنا بدأ صراع رهيب بين مصنعي الكلب وبين مايلز؛ وذلك لأنهم كانوا يريدون استعادة الكلب، ولكن ما حصل هو أن مايلز تمكن من السيطرة على ذلك الكلب بالكامل إلى تلك الدرجة التي أصبح بينهم اقتران كبير، وهذا الأمر جعل الكلب يستمع إلى كلام مايلز ويطيعه بشكل كامل ويساعده في كل شيء يقوم به، فقد كان بعد أيام قليلة سوف يبدأ ذلك السباق الذي يريد مايلز أن يحقق من خلاله حلمه في أن يكون بطل سباقات موتوكروس، وقد كان متيقن مايلز من أنه لن يواجه أي صعوبات تعيق طريقه، وما جعله في تلك الثقة التامة هو أن والده والذي يدعى السيد تشاك يعمل في مجال الميكانيكا.
وفي ذلك الوقت كان جميع المتسابقين يستعدون من أجل اكتساب أكبر قدر من المهارة والإمكانية في خوض ذلك السباق، وهذا الأمر الذي كان يركز عليه والد مايلز وينصح به ابنه ويخبره أنه على الرغم من أن البطولة على وشك البدء وأنه يتمتع بمهارة عالية وأب مساند ودراجة من النوعية الجيدة، إلا أن الفوز من وجهة نظره يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير، فالسباق بحاجة إلى المال والرعاية من قِبل إحدى الشركات.
وكافة تلك الأشياء لا يبدو أن مايلز حصل ولو على نفحة بسيطة منها، على العكس تماماً من الشاب المراهق والذي يدعى سام وهو ما كان من سكان ذات المنطقة، فقد كان يمتلك كافة الرعاية والاهتمام بالإضافة إلى المال الوفير بسبب أن والده من الرجال الأغنياء، كما أن المعدات التي يمتلكها سام كانت هي الأكثر تطورًا وحداثةً.
وقد كان كل تلك التصريحات التي أشار بها والد مايلز إلى ابنه دون أن يعلم أن مايلز أصبح يمتلك كلب آلي، وحينما جاء يوم السباق استعد الكلب مع مايلز تماماً، وأول ما دخل مايلز السباق ساعده الكلب في القيام بقفزات خيالية بديعة للغاية وانطلاقات سريعة جداً، وطول الطريق في الصحراء وهو يقدم له الحماية الكاملة والرعاية دون أن يشاهده أي من المتسابقين، وفي النهاية تمكن مايلز من تحقيق حلمه والوصول إلى هدفه والفوز بالسباق في وسط فرحه مدوية له ولوالده وكل المعجبين به.
وأخيراً استمر الكلب في البقاء مع هذا الشاب ولم يتمكن من صنعوه استعادته، على الرغم من أنهم قاموا بإرسال كتيبة من الحشرات التكنولوجية الطائرة من أجل العثور عليه، لكنه في تلك المرة هرب منهم بمساعدة مايلز صديقه الجديد ورفيقه الذي فضل البقاء معه عن الذهاب لموطنه الأصلي ومكان تصنيعه.