قصة شقيقتي كندة

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا رواية الكثير من القصص الهادفة للأطفال، فمن خلال القصص يمكن لنا تعليم أطفالنا الكثير من الأمور، وتحذيرهم من الوقوع في الأخطاء، سنحكي في قصة اليوم عن فتاة صغيرة وجميلة، كانت هذه الفتاة قد وقعت في خطأ من غير قصد، وكان السبب هو عدم مرافقتها لوالدتها وأخاها، ولكن الفتاة عندما رأت ما حدث لها وما واجهته من ألم ومعاناة؛ قرّرت أن لا تذهب إلى أي مكان إلّا برفقة والدتها وأخاها.

قصة أختي كندة

في إحدى الأزمان القديمة يسكن طبيب اسمه ماهر مع أخواته الأربعة، كانت أخته الكبرى متزوّجة وتسكن مع زوجها وأولادها، وكان الطبيب ماهر يسكن مع والدته أمّا والده فكان متوفّى؛ لذلك كان هو المسؤول الأوّل عن إخوته ووالدته.

يحكي الطبيب ماهر في هذه القصّة عن أحداث غريبة حدثت مع أخته الصغرى واسمها كندة، كانت كندة أصغر الأخوات وأجملهنّ، وتبلغ من العمر ستّة عشر عاماً، ولشدّة جمالها كان يتقدم لخطبتها الكثير من الشبّان، ولكن كندة كانت ترفض المتقدّمين لها؛ وذلك لأنّها ترى أنّها لا زالت صغيرة في السن، بينما والدتها كان لديها رأي آخر، فكانت ترى بأنّ ابنتها في سن مناسب.

كان الطبيب ماهر دائماً يطلب من والدته عدم الضغط على أخته الصغيرة بأن توافق على الزواج، وأن تتركها تعيش كما تريد وترغب، كان ماهر يحب أخواته ويحاول تعويضهم عن حنان الأب الذي افتقدوه، وفي يوم من الأيام بينما كان الطبيب ماهر عائد من عمله، ويعمل الطبيب في إحدى المشافي المجاورة لمنزله، وجد أخته كندة تلبس وتجلس تنتظره.

أخبرت كندة أخاها ماهر أنّها تريد زيارة صديقتها سعاد، وأنّها تريد منه أن يوصلها إلى هناك، ولكن ماهر أخبر أخته أن الوقت كان متأخرّاً وقارب على الساعة التاسعة، وأخبرها ان تؤجّل زيارتها لليوم التالي، ولكن كندة عادت للمنزل ودخلت غرفتها وهي غاضبة جدّاً.

وفي اليوم التالي عاد الطبيب ماهر من عمله حوالى الساعة الثانية مساءً، وكانت والدته تعدّ طعام الغداء، جلس الطبيب ماهر مع أخواته ووالدته على مائدة الغداء ماعدا كندة؛ حيث كانت لا زالت تجلس في غرفتها وهي غاضبة بسبب ما حدث معها البارحة، ذهب ماهر لغرفة أخته وأخبرها بأن تجهّز نفسها ليوصلها لمنزل صديقتها كما تريد، وأخبرها بأنّه سيذهب معها هي ووالدتها.

لكن كندة أخبرت أخاها أنّه لا داعي لذهاب والدتها؛ فهي ستكون جلسة صديقات فقط، ذهب ماهر مع أخته ليوصلها لمنزل صديقتها وأخبرها بأنّه سيعود ليأخذها، ذهبت كندة وجلست مع صديقاتها وقضت أوقاتاً مسليّة، وفي آخر الجلسة اتصلت بأخيها لكي يأتي ويصطحبها للمنزل، وكانت ماهر في طريقه للمجيء، بينما كانت كندة تلعب مع صديقتها سعاد لعبة لحين قدوم أخيها.

كانت تلك اللعبة عبارة عن تحكيم بين الفائز والخاسر، وكان الشرط أن الخاسرة ستدخل إلى المرحاض وتبدأ بالغناء في الظلام، وللأسف كانت كندة هي الخاسرة في اللعبة؛ لذلك دخلت كندة إلى المرحاض وصارت تغنّي في الظلام، وعلى الرغم من خوفها في بداية الأمر، ولكن صديقتها سعاد بدأت تنعتها بالجبانة الخائفة، فدخلت كندة وكانت تغنّي وعندما انتهت أرادت الخروج، فوجدت بأنّ بابا الحمام مقفل.

صارت كندة تنادي بصوت عالي على صديقتها سعاد لتفتح لها الباب، ولكن دون فائدة، ظلّت كندة كذلك حتّى أغشي عليها ووقعت على الأرض، وصل الطبيب ماهر ووالدته إلى المنزل، وعندما علم بما حدث لأخته قام بنقلها إلى المنزل فوراً، وعندما سألها ماذا حدث معها رفضت التحدّث.

انتظر ماهر حتّى يكون لوحده مع أخته وأعاد عليها السؤال؛ فأجابته بأنّه شعرت وهي بالمرحاض بأنّ يدين تقوم بضمّها بقوّة، ومنذ ذلك اليوم لم تعد كندة على ما يرام، وكانت تقضي أوقاتها تجلس في غرفتها وترفض الطعام أو التحدّث مع أحد.

وفي يوم من الأيّام دخل ماهر إلى غرفة أخته كندة فوجد شيئاً غريباً، رأى وكأنّ قطّة لونها أسود تجلس بجانب أخته، وعندما بدأ يتحدّث مع أخته سمع صوتاً يقول: لا تتحدّث معها فأنا صديقها المقرّب، شعر الطبيب ماهر بالخوف على أخته وطلب استدعاء شيخ على الفور لمعالجة أخته.

عند قدوم الشيخ اتضح بأن أخته قد أصابها مس شيطاني؛ وهذا بسبب غنائها في المرحاض في الظلام، وأخبر أخاها بأنّه يستطيع أن يعالجها ولكن هذا الأمر سوف يسبّب لها بعض الألم في جسدها، فكّر الطبيب ماهر قليلاً بالأمر ثم قرّر أنّ معالجتها مع ألم مؤقّت سيكون أفضل بكثير من تركها بهذا الألم.

وعندما قام الشيخ بمعالجتها وبدأ بالخطوات، استطاع معالجتها ولكن حدث مع كندة شيء غريب؛ حيث سقطت كندة على الأرض وتكسّرت عظام الظهر لديها، فقام الطبيب ماهر بنقلها إلى المستشفى وأخبرها الطبيب أنّها تحتاج لوقت حتّى تستطيع المشي؛ لأنّ الضربة التي عرّضت لها كانت قويّة.

ولكن بعد مدّة ومع اعتناء ماهر بأخته ومتابعته لحالتها تحسّنت كثيراً، وعادت لتمشي وشكرت كندة أخاها ماهر على اهتمامه بها، ووعدته بأن لا تذهب إلى أي مكان إلّا برفقته أو رفقة والدتها.


شارك المقالة: