تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الأسترالي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول عائلة انقلبت حياتها رأساً على عقب بسبب تصرفات ابنتهم.
قصة أرض غريبة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول إحدى العائلات تتكون من الأب الذي يدعى ماثيو والأم التي تدعى كاثرين وطفل يدعى توم وطفلة تدعى ليلي، وفي يوم من الأيام قررت تلك العائلة الانتقال من إحدى المدن الكبيرة إلى بلدة من المناطق الصحراوية النائية المعروفة في دولة أستراليا، وعلى الرغم من أن تلك العائلة غير راضية عن ذلك الانتقال، إلا أنهم جراء تصرفات وسلوكيات ابنتهم ليلي اضطروا إلى ذلك، وفي تلك البلدة كان توم في الكثير من الأحيان من ساعات المساء لا يستطيع النوم، فيقوم بالخروج من نافذة الغرفة والتجول حول الحي المقيمين به، وما جعله يقوم بهذا الأمر بالخفية أن والديه لا يسمحان بالقيام بمثل ذلك الأمر بمفرده.
وفي ليلة من الليالي يشاهد ماثيو ابنه يخرج من تلك النافذة، وبعد لحظات قليلة خرجت ابنته كذلك، ولكنه لم يقوم بمنعهم من ذلك، كما أنه لم يقوم بإخبار زوجته بذلك الأمر، ويعود إلى غرفته ويخلد إلى النوم، وفي صباح اليوم التالي حينما استيقظت الزوجة لم تعثر على الأطفال في المنزل، وهنا سرعان ما قامت بالاتصال على زوجها في مكان عمله، ولكنه في تلك الأثناء طمأنها بأنهم من المؤكد أنهم ذهبوا إلى المدرسة قبل أن تفيق من نومها.
وهنا أول ما فكرت به هو الاتصال على إدارة المدرسة، وحينما فعلت ذلك تم الرد عليها أنهما لم يحضرا إلى المدرسة في هذا اليوم، وهنا بدأ القلق والخوف يسيطران عليها؛ وما زاد من خوفها أنه أصدرت الأرصاد الجوية أنه سوف تحل عاصفة رملية بالبلدة، وحينما أعادت الاتصال بزوجها أخبرها بما حدث؛ وذلك من أجل أن لا تقوم بالاتصال بأي شخص من المقربين؛ وذلك لأنه يرغب في أن تصبح مشاكل عائلته الخاصة معروفة للعامة، ولكنها لم تهتم لذلك الأمر وقامت بالتواصل مع عدة أشخاص، ثم بعد ذلك ذهبت برفقة زوجها لمركز الشرطة.
وأثناء تواجدهم في مركز الشرطة وإدلائهم حول ما حدث معهم اكتشف المحقق المسؤول والذي يدعى ديفيد أن الفتاة ليلي قد تم الإبلاغ عنها من قبل، وهنا أوضح له الزوجان أنها اختفت كذلك منذ ما يقارب عام، وقد استمر اختفائها عدة أيام فقط، لكن في ذلك الوقت سرعان ما تبين أن اختفائها كان حادث عارض، إذ ظهرت أنها كانت برفقة إحدى صديقاتها المقربات بعد ذلك، ولكن بعد قيام المحقق بالعديد من التحريات حول الأمر تبين له أنه منذ وقت قريب تم الاعتداء عليها من قِبل أحد المدرسين لها في المدرسة ويدعى مكرسون.
وأنه حينما علم والدها بذلك الأمر قام بإبراح المدرس ضرباً، وقد تم توقيف المعلم عن التدريس على إثر تلك القضية، وهنا اعترف ماثيو للمحقق أنهم اضطروا لمغادرة المدينة بسبب تصرفات ليلي، وفي تلك الأثناء شعرت كاثرين بالإحباط واليأس؛ وذلك لأنها كانت تشعر أن زوجها يقدم وظيفته كصيدلي على أمر البحث عن أبنائه المفقودين؛ وقد كان السبب الذي يدفع بماثيو إلى ذلك أن المجتمع في ذلك الوقت يحتاج إلى خدماته في الصيدلية.
وبعد أن تم إجراء المزيد من التحقيقيات والبحث المطول عن الطفلين، تم التوصل إلى أن ليلي على الرغم من أنها ما زالت صغيرة في الخامسة عشر من عمرها، إلا أنها كانت تقيم العديد من العلاقات مع أشخاص عدة، وهنا أول ما فكرت به الأم أنها توجهت إلى غرفة ابنتها وبدأت تتفحص كل أمر من أمورها الخاصة، وفي تلك الأثناء توصلت إلى دفتر المذكرات الخاص بها، وبعد أن اطلعت على ذلك الدفتر وجدت هناك الكثير من الأبيات الشعرية التي كانت تنظمها حول كل شخص كانت تقيم به علاقة عاطفية، وبعد أن رات والدتها صورهم أصيبت بحالة انفعال وغضب كبيرين.
وقد كان من بين هؤلاء الأشخاص المدرس مكرسون وشاب يدعى باركر، وباركر هذا كان من الأشخاص الذين لديهم إعاقة عقلية وشاب آخر يدعى سلوج، وتشير الفتاة في ذلك الدفتر إلى أنها ترغب في أن تقيم حياة زوجية جيدة على العكس تماماً من تلك الحياة الزوجية بين والديها، وهنا أجهشت الأم بالبكاء بسبب الجفاء بينها وبين زوجها وأنه كيف ينعكس على أبنائهم، وبعد الانتهاء من قراءة مذكرات قامت بتسليمه إلى المحقق، ولكن اشترطت عليه أن لا يطلع زوجها عليه؛ وذلك خوفاً من أن يقوم بمشكلة أخرى مع المدرس، وما تفاجأ به المحقق أنه حينما سأل ماثيو عن ابنته، أجاب أنه لا يعلم عنها شيئاً.
وفي تلك الأثناء تظهر فتاة تدعى كوريان وهي صديقة المحقق، وحينما شاهدت مدى انشغال المحقق في تلك القضية كما لم يسبق له من قبل شعرت بالغيرة، وما زاد من غيرتها أن المحقق على غير عادته لم يشاركها أي من تفاصيل القضية، كما كانت تخشى أن ينجذب المحقق إلى كاثرين، وفي ذلك الحين حينما كان المحقق غارق في قراءة دفتر المذكرات قام بتمزيق بعض الأدلة التي تثبت أن ليلي على علاقة بشاب يدعى بورتي، ومرت عدة شهور ولم يظهر أي من الطفلين، وفي يوم من الأيام أصر سكان البلدة على تنظيم حفلة بحث عن الطفلين، ولكن ما تفاجأ به الجميع هو أن الأب لم يشارك بالبحث، وهذا الأمر جعل زوجته تكن له كره كبير.
وفي لحظة من اللحظات أشار المحقق إلى والدة الأطفال أنه من الممكن أن السبب خلف هروب الأطفال من المنزل هو أمر حدث داخل إطار المنزل، وهنا حاولت كاثرين الحديث مع زوجها وقد صرحت بتاريخ ليلي في إقامة العلاقات العاطفية مع عدد من الشبان، وسألت زوجها فيما إذا اعتدى بالضرب على ابنته في يوم من الأيام، إلا أنه ينكر ذلك الأمر، وحينما سألها عن سبب سؤالها الغريب، استشهدت ببعض المواقف التي كان بها يتردد في البحث عن أبنائه، وبطريقة ما علم ماثيو بعلاقة ابنته العاطفية مع بورتي، وهنا سرعان ما هاجم بورتي وأبرحه ضرباً.
ومن هنا توجه ماثيو في عملية بحث عكسية لتلك التي يقوم بها سكان البلدة، وبالفعل تمت عملية بحثه بنجاح، إذ عثر على توم وقد كان في حالة يرثى لها، وبالكاد كان ينطق بأن ليلي في آخرة مرة شاهدها بها كانت تعتلي سيارة غريبة، وفي النهاية تتلقى كاثرين اتصال من شخص غامض يخبرها بها أن ابنتها أصبحت تعمل في أحد المقاهي وأنها لا ترغب في العودة للعيش بينهم، وهنا يذرف ماثيو الدموع ويشير إلى أنه لم يمنعها من الخروج لأنه رغب في معاقبتها بسبب غضبه منها جراء انتقالهم بسببها إلى تلك القرية، وأخذ يتمنى لو أن تلك اللحظة التي خرجت بها تعود؛ وذلك حتى يمنعها من الخروج.