قصة أسطورة الحذاء الخشبي - The legend of the wooden shoe

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن قصة أسطورة الحذاء الخشبي:

تُعد قصة أسطورة الحذاء الخشبي هي قصة هولنديّة شعبيّة خياليّة، قامَ الكاتب ويليام إيليوت جرافيس بتأليفها.

الشخصيات:

  • فان إيك.
  • شجرة البلوط.

ملخص أحداث قصة أسطورة الحذاء الخشبي:

في السنوات التي مضت منذ زمن بعيد نزلت الملايين من الجنيات اللطيفة من الشمس إلى الأرض، قاموا بتغيير أنفسهم إلى جذور وأوراق وأصبحوا أشجارًا، كانت هناك أنواع كثيرة من هذه الجنيات غطت الأرض، لكن الصنوبر والبتولا والبلوط كانت من الأنواع الرئيسية التي غطت هولندا. وكانت الجنيات التي عاشت في الأشجار تحمل اسم موس مايدينز، كانت شجرة البلوط هي الشجرة المفضلة للهولنديين، كانوا يأكلونه مُحمصًا أو مسلوقًا أو مهروسًا ويصنعون منه الخبز، ولحاء البلوط يدبغون الجلود منه ويصنعون منها القوارب والمنازل وتحت أغصانها وضع الناس مرضاهم على أمل الحصول على مساعدة الآلهة.

تحت أغصان البلوط أقسم المحاربون أنْ يكونوا مخلصين لأسيادهم، وكان الناس يعتقدون بأنَّ البلوط لديه قدرة شفائية هائلة. وبعد ذلك عانت الأرض الجديدة من مرض يُسمى الفال أو السقوط، وهو مرض غرق الأرض وفيه تسقط الناس والمنازل والكنائس والحظائر والماشية في طوفان من المياه ولكن البلوط بجذوره القوية ثبّت التربة.

ولكن بمرور الوقت عندما دخلت الأبقار إلى الأرض وتكاثرت الأغنام والخيول كانت هناك حاجة إلى المزيد من الأراضي المفتوحة للمراعي وحقول الحبوب والمروج. زُرعت أشجار الفاكهة، التي تحمل التفاح والكمثرىوالخوخوالكرز ونمت الأعشاب والقمح والجاودار والشعير. وبدلاً من الجلوس في الغابة المظلمة أحب الرجال أنْ تكون حدائقهم وبساتينهم مفتوحة لأشعة الشمس. وكان الناس ذوي أقدام عارية وكل ما يغطيها عبارة عن قطع خشنة من الجلد الصلب، فكانوا دائمًا عاريين القدمين.

كان لا بد من قطع الغابات فقطع الرجال بالفأس الشجر وفي غضون سنوات قليلة اختفت أرض الغابة، ثم حلت هولندا الجديدة بشعبها وبيوتها ذات الأسقف الحمراء بمداخنها وطواحين الهواء وسدودها ولقالقها، محل هولندا القديمة التي كانت تضم العديد من الأشجار. والآن كان هناك رجل طيب نجار ماهر جدًا باستخدام أدواته، أحب البلوط كثيرًا وعلّم أولاده على حب هذه الشجرة المقدسة.

واصل الأب النجار الحزن على فقدان الغابات حتى أنَّه كان يذرف الدموع خوفًا من عدم ترك شجرة بلوط واحدة في الريف. وعلاوة على ذلك، كان خائفًا من فكرة أنَّ الأرض الجديدة التي تم إنشاؤها عن طريق دفع المحيط وبناء السدود، قد تغرق مرة أخرى وتعود مليئة بالأسماك. وفي مثل هذه الحالة، سيغرق كل الناس الأطفال وأمهاتهم الرجال والنساء الخيول والماشية.

وذات يوم بينما كان جالسًا على عتبة بابه يتأرجح في حزن، ظهر له الطحلب البكر وشجرة الآلف يتمشيان جنبًا إلى جنب، فاقتربوا منه وأخبروه أنَّ بلوط أسلافه لديه رسالة ثم ضحكوا وهربوا. ذهب إلى الغابة ووقف تحت شجرة البلوط القديمة الكبيرة التي أحبها آباؤه والتي لم يسمح لأي شخص بقطعها. نظر لأوراق الشجرة لأعلى وبدا غصنًا كبيرًا يكتسح بالقرب منه.

ثم همست الشجرة في أذنه: لا تحزن؛ لأن أحفادك حتى بعد أجيال عديدة سوف يرون أشياء أعظم مما شهدته. أنا وزملائي أشجار البلوط سوف نزول، لكن أشعة الشمس ستنتشر على الأرض وتجعلها جافة. ولكن سوف نعيد الحياة مرة أخرى، ولكن بشكل آخر فعندما تشتد الحاجة، سنوفر لك ولأطفالك الدفء والراحة والنار والنور والثروة.

وأكملت شجرة البلوط: ولا داعي للخوف على الأرض؛ لأنها ستسقط ونحن وكل أشجار البلوط المتبقية وكل أشجار البتولا والزان والصنوبر سنقف من أجلكم وسنقوم برفع بيوتكم لئلا تسقط في الطين وتمشي وتجري فوق الماء. قال فان إيك: لا أستطيع أنْ أفهم كيف يمكن لكل هذه الأشياء أنْ تحدث. قالت الشجرة: لا تخف هذا وعد وسأفي به.

ظهر الطحلب مرة أخرى وقال: سنساعدك ونجعل أصدقاءنا الجان يفعلون الشيء نفسه، خذ بعض خشب البلوط وانزع قطعتين منه طول كل منهما قدمًا، ويجب أنْ تكون جافة جيدًا ثم ضعها في المطبخ على منضدة عندما تذهب إلى الفراش. وبالتفكير في ما قد يعنيه كل هذا، ذهب فان إيك إلى كوخه الخشبي ونزع خشب البلوط. وفي الليل، بعد أنْ فرغت زوجته من مائدة العشاء، وضع القطع الطويلة مكان المائدة.

عندما استيقظ فان إيك في الصباح، أدرك بأنَّ هذا حلم، وقبل أنْ يرتدي ملابسه أسرع إلى المطبخ. وهناك على الطاولة، رأى زوج من الأحذية الخشبية المصنوعة بدقة، كانت ناعمة تمامًا من الداخل والخارج، كان لديهم كعوب في الجزء السفلي وكانوا مشددين بشكل جيد إلى أصابع القدم وكانوا مريحين جدًا. لقد جربهم ووجد أنَّهم يناسبونه تمامًا، حاول المشي على أرضية المطبخ التي ظلت زوجته تنظفها وتلمعها، لكن بالنسبة لفان إيك كان الأمر أشبه بالسير على الجليد.

وبعد الانزلاق والتوازن لعدة مرات، خلع الحذاء الخشبي وهو داخل المنزل. ومع ذلك، عندما ذهب إلى الخارج وجد حذائه الجديد خفيفًا جدًا وممتعًا للقدمين ويسهل المشي فيهما، لم يكن الأمر أشبه بمحاولة التزلج كما كان الحال في المطبخ. وفي الليل في أحلامه، رأى اثنين من الجان يدخلان من النافذة إلى المطبخ، أحدهما كابوتر مظلم وقبيح كان لديه صندوق من الأدوات، والآخر قزم مشوه الوجه بدا وكأنه المرشد. أخرج الكباوتر في الحال منشاره والسكين الطويل، الذي يشبه الإزميل. وفي البداية، بدا أنَّ الجان يتشاجران حول من يجب أنْ يكون الرئيس، ثم استقروا بهدوء للعمل.

أخذ الكباوتر الخشب وشكّله من الخارج، ثم صنع زوجًا من الأحذية، قامَ القزم بتنعيمه وصقله. ثم وضع أحدهم قدميه الصغيرتين فيها وحاول أنْ يرقص، لكنه انزلق على الأرضية الملساء وضرب أنفه بالأرض، لكن الرجل الآخر سحب أنفه بشكل مستقيم مرة أخرى وكان كل شيء على ما يرام. تراقصوا معًا في الحذاء الخشبي ثم خلعوه وقفزوا من النافذة وهربوا. وفي الصباح عندما ارتدى فان إيك الأحذية الخشبيّة لم يغرقوا في الوحل وكانت أقدام الرجل مرتاحة حتى بعد ساعات من العمل في الطين.

قال فان إيك: سأجني ثروة من هذا الحذاء، سأقوم بفتح متجر للأحذية الخشبية في الحال. قامَ بفتح هذا المتجر وسرعان ما أصبحت أحذيته الموضة في جميع الأماكن الريفية. وفي أحد الأيام أتى رجل ثري إلى المدينة، كان يحمل عكاز بيده، فسأله فان إيك عنها وعرف الغرض منها. كان فان إيك سعيد للغاية وقال: سأجني ثروة أخرى من هذا العكاز. وفي الحال، أنشأ مصنعًا لصناعة الركائز أي العكازات، فقام بأرسال الرجال إلى الغابة، الذين اختاروا الأشجار الطويلة المستقيمة وقطعوا أغصانها. وبالفعل قامَ بصناعة هذه العكازات ولاقت رواجًا كبيرًا وأصبح أحد أغنى التجار في المدينة، وبهذا أوفت شجرة البلوط وعدها بمساعدته لإنشاء حياة جديدة مختلفة تمامًا حياته السابقة.

لم يكن لدى هولندا القديمة تربة خصبة مثل فرنسا أو قطعان كبيرة من الأغنام تنتج الصوف مثل المملكة المتحدة أو جيوش النساجين كما هو الحال في الأراضي البلجيكية. ومع ذلك، سرعان ما نشأت المدن الكبيرة مع القصور الرائعة وقاعات البلديات، وتم اعتبارها أولى الدول التي صنعت الأحذية الخشبية.


شارك المقالة: