نبذة عن قصة أسطورة نوكماني:
تُعد قصة أسطورة نوكماني واحدة من أكثر القصص الخيالية والحكايات الشعبية الأيرلندية شهرة. وهي حكاية تروي قصة العملاق الأيرلندي الأسطوري فين ماكوال، الذي قيل بأنَّه بنى جسر العملاق في شمال أيرلندا.
الشخصيات:
- فين ماكوال.
- أونا.
- بيناندونر.
ملخص أحداث قصة أسطورة نوكماني:
كان فين أقوى عملاق في أيرلندا، ولكنه كان حذرًا من منافسه العظيم بيناندونر من اسكتلندا وهو عملاق قوي لدرجة أنَّه يمكنه التقاط الصواعق وجعل الأرض تهتز. كان فين خائفا عندما جاء بيناندونر لمحاربته ولحسن الحظ، ابتكرت زوجته أونا حيلة ماكرة لخداع بيناندونر جعلته يخاف كثيرًا لدرجة أنَّه عاد إلى منزله. هناك عملاق آخر يُدعى بيناندونر، كان مستفزًا للغاية ولا يمكن لأي عملاق آخر أنْ يواجهه، فاشتهر للغاية بسبب قوته. قامَ بيناندونر بضرب كل العمالقة في المنطقة باستثناء فين، وعزم على قتاله.
فسمع فين أنَّ بيناندونر كان قادمًا إلى الكوزواي لقتاله، وفجأة شعر بالحنين لزوجته البعيدة عنه. وبناءً على ذلك، قامَ بقطع شجرة التنوب وصنع منها عصا للمشي، وانطلق في رحلاته ليراها. قضى فين أيامه السعيدة مع زوجته وهو خائف من العملاق الآخر، فأخبر زوجته بأنَّه يخاف أنْ يستهزئ الجميع منه عندما يتقاتل مع العملاق الآخر. فرأى فين بيناندونر قادم تجاهه وحاول الهرب، ولكنه خاف من الخزي الذي سيلحقه إذا هرب.
قامت أونا بإطلاق النار على قمة الجبل وبعد ذلك وضعت إصبعها في فمها وأعطت ثلاث صفارات، وبهذا علم بيناندونر أنَّه تمت دعوته إلى كولامور، فهي الطريقة التي قدمها الأيرلنديون منذ فترة طويلة لدعوة جميع الغرباء والمسافرين لإعلامهم بأنَّهم مرحب بهم. وفي غضون ذلك، كان فين حزينًا للغاية ولم يعرف ماذا يفعل. وبالنسبة لبيناندونر كان هو الآخر يشعر بالخوف من فين. وبسبب خوفه الشديد من بيناندونر، بدأ بالتوسل إلى زوجته لتجد طريقة له للتخلص من هذا الأمر، فهي صاحبة أفكار جيدة للغاية.
فحاولت زوجته التخفيف عنه وإشعاره بالراحة بأنَّها ستجد الحل له، فشعر بالراحة لشدة ثقته بها. وهنا بدأت برسم الخيوط الصوفية التسعة بألوان مختلفة، وهو ما كانت تفعله دائمًا لمعرفة أفضل طريقة للنجاح في أي شيء مهم تقوم به. ثم قامت بتقسيمها إلى ثلاث طبقات بثلاثة ألوان في كل منها، ووضعت واحدة على ذراعها اليمنى وواحدة حول قلبها والثالثة حول كاحلها الأيمن، وبعدها عرفت بأنَّها لن تفشل. فذهبت بعدها إلى الجيران واستعارت واحدًا وعشرين شبكة حديدية وعجنتها في قوالب واحد وعشرين كعكة خبز ووضعتها في الخزانة.
وبعد ذلك، وضعت قدرًا كبيرًا من الحليب على النار وصنعت منه لبن. وبعد أن فعلت كل هذا، جلست راضية تمامًا منتظرة وصول بيناندونر الذي كان من المتوقع وصوله في الساعة الثانية في اليوم التالي. كان فين معروف للغاية بالقدرة الهائلة التي يمتلكها في إصبعه الأوسط من يده اليمنى. وفي اليوم التالي شُوهد بيناندونر وهو يأتي عبر الوادي وعرفت أونا بأنَّ الوقت قد حان لبدء خطتها، فأحضرت المهد على الفور وجعلت فين يستلقي فيه ويغطي نفسه بالملابس.
وفي حوالي الساعة الثانية جاء بيناندونر وبدأ بالسؤال عن فين، فتحدثت أونا معه وأخبرته بأنْ يجلس وبالفعل جلس معها وقال: أنت السيدة ماكول على ما أظن، أليس كذلك؟ وقالت له: نعم، ولكنني أشعر بالخجل من زوجي. فقال: لا، يحمل زوجك اسم الرجل الأقوى والأكثر شجاعة في أيرلندا، ولكن مع كل ذلك، هناك رجل ليس بعيدًا عنك يرغب في أنْ يقاتله. هل هو في البيت؟ فأجابت: لا، غادر من المنزل غاضبًا، فيبدو أنَّ شخصًا ما أخبره عن شخص ضخم وعملاق يُدعى بيناندونر يبحث عنه وانطلق إلى هناك لمحاولة الإمساك به. وأكملت: آمل ألّا يجده؛ لأنه سيصنع فين منه عجينة.
قال الآخر: أنا بيناندونر وكنت أبحث عنه، ولكنه كان دائمًا بعيدًا عني. فقالت أونا: هل رأيت فين من قبل؟ وإذا أخذت نصيحتي أيها المخلوق ذو المظهر الفقير ستصلي ليل نهار حتى لا تراه أبدًا، لأني أقول لك أنَّه سيكون يومًا أسود بالنسبة لك عندما تراه. كان هذا أمرًا مذهلًا لبيناندونر ولكنه بدأ بتفقد المنزل. وعندما رأى فين ذلك، شعر بالخوف فتداركت أونا الموقف وقالت: نشعر بالسوء الشديد بسبب نقص المياه ولو كان فين هنا لكان عصر من الحجار ماء، فهل يمكنك مساعدتنا؟ غادر العملاق ليحضر الماء لهم وبعدما أحضره قالت له: تناول طعامك فعلى الرغم من أنَّ فين عدو لك، إلّا أنَّه سيغضب مني إنْ لم أعاملك بلطف في منزله.
أحضرت أونا الطعام ووضعت نصف دزينة من الكعك الذي عجنت معه الحديد ووضعت اللبن ولحم الخنزير المقدد المسلوق وكومة من الملفوف. وضع بيناندونر إحدى الكعكات في فمه، فصدرت ضوضاء مدوية وصرخ لسقوط أسنانه، فقالت: هذا ما يتناوله فين دائمًا وفي الواقع نسيت أنْ أخبرك أنه لا يمكن لأحد أن يأكله إلا نفسه، وهذا الطفل في المهد هناك. ومع ذلك، اعتقدت بأنَّه نظرًا لأنه قيل بأنَّك زميل صغير شجاع لفين، فقد تكون قادرًا على تناوله ولم أرغب في إهانة رجل يعتقد أنَّه قادر على محاربة فين. عندما سمع ذلك تناول مجموعة أخرى من الكعك، ولكن سقطت مجموعة أخرى من أسنانه، فقالت أونا: أيها الرجل إذا لم تكن قادرًا على أكل الخبز قل ذلك بهدوء ولا تجعل الطفل الذي في المهد يستيقظ.
جاء صوت يقول: أمي أنا جائع أحضري لي شيئًا لأكله. ذهبت ووضعت في يده كعكة لا تحتوي على الحديد بداخلها وسرعان ما ابتلعها فين، فصُعق بيناندونر وشكر ربه لأنه لم يجتمع مع فين وقال في سره: لن يكون لدي أي فرصة مع رجل يمكنه أنْ يأكل مثل هذا الخبز. وأكمل لأونا: أود أنْ ألقي نظرة على الفتى في المهد. نهض فين الذي كان يرتدي ملابس مناسبة لصبي وقال لبيناندونر: هل أنت قوي؟ هل أنت قادر على عصر الماء من هذا الحجر الأبيض؟
قال فين: سأدخل الآن إلى مهد؛ لأني أزدري أنْ أضيع وقتي مع أي شخص لا يستطيع أكل خبز أبي أو عصر الماء من الحجر. وأكمل: من الأفضل أنْ تخرج من هنا قبل أنْ يعود؛ لأنه إذا أمسك بك ستموت في غضون دقائق. كان بيناندونر نفسه عندما رأى ما رآه من نفس رأي فين، فسارع إلى توديع أونا وطمأنتها أنَّه ابتداءً من هذا اليوم لن يسمع زوجها عنه.
وقال: أنا أعترف بأنني لست مناسبًا لقتاله وشوف أتجنبه كما أفعل مع مرض الطاعون. وفي غضون ذلك، ذهب فين إلى المهد حيث كان يرقد بهدوء شديد، وكان قلبه في فمه مسرورًا لأن بيناندونر كان على وشك المغادرة دون اكتشاف الحيل التي تم التلاعب بها. وقالت أونا: هذا جيد بالنسبة لك؛ لأنه لو كان هنا سيقتلك إلى الفور.
قال بيناندونر: أنا امتنع عن التعامل معه بأي شكل من الأشكال، ولكن قبل أنْ أذهب هل تسمحين لي أنْ أشعر بنوع الأسنان التي يمتلكها الفتى والتي يمكنها أنْ تأكل خبز مثل هذا؟ قالت: بكل سرور، ولكن يجب أنْ تضع إصبعك بطريقة جيدة. فوجئ بيناندونر بإيجاد مثل هذه المجموعة القوية من الأسنان في فم طفل صغير، فقامَ فين بضرب يد بيناندونر بإصبعه القوي، وصرخ الآخر بأعلى صوت. وفي غضون دقائق غادر منزلهم وكان خائف للغاية، ونجح فين من خلال ذكاء واختراع زوجته أونا في التغلب على عدوه بالمكر، وهو شيء لم يكن بمقدوره فعله بالقوة.