قصة أشخاص من رصاص

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا تعليم أطفالنا أهمية التفاعل مع من حولهم، ومشاركتهم أحزانهم وأفراحهم وآلامهم، وعدم الميل للانطوائية؛ فهي تجعل الشخص يبدو وكأنّه غير موجود ولا ينتبه له أي أحد، هذا ما حدث مع آدم الطفل الفضولي والانطوائي، وحدث معه في قصة اليوم موقف عجيب وضّح له آثار تجنبّه التفاعل مع زملائه.

قصة أشخاص من رصاص

آدم هو فتى في السابعة من عمره، كان آدم فتى كثير التساؤلات وكثير الفضول، يحب أن يسأل عن كل شيء من حوله، ولكن آدم كان لا يحب مشاركة هذه الأسئلة مع أي أحد؛ والسبب في ذلك هو أن لا يظهر أمام الآخرين بمظهر الولد غريب الأطوار، بالإضافة إلى أنّه كان لا يحب مشاركة الآخرين في كثير من الأمور.

وفي يوم من الأيام بينما كان آدم في الصف، إذ سقط قلم أحد زملائه على الأرض، وعندما نظر آدم إلى الأرض وجد به شق صغير، لم يخبر آدم زميله عن القلم، ودفعه فضوله أن ينزل هو ويتناول القلم ليرى الشق، وعندما أخذ القلم وأعاده لزميلة دون علمه، بدأ ينظر لهذا الشق، وبدا وكأنّه يستطيع أن يدخله.

شعر آدم كأن قوّة تجذبه لدخول الشق، ولما دخل وجد شيئاً عجيباً؛ حيث رأى قلم وممحاة يرقصان على أنغام الموسيقى، وفجأةً قفز قلم لونه أسود فوق رأسه وصار يعزف الألحان، وكانت هذه الأقلام تلبس ثياب ملوّنة، تفاجئ آدم ممّا رأى، وسمع صوت القلم الأسود يقول له: أهلاً بك في عالم المنسيين، قال له آدم: أهلاً بك ولكنّني أريد العودة، قال له القلم: أنت لا تستطيع أن تغادر هذا المكان؛ لأنّك من الأشخاص المنسيين أشخاص من رصاص، والسبب هو أنّك لا تتفاعل مع الآخرين ولا تشاركهم تساؤلاتك.

ظلّ آدم يستنجد ونظر من فوقه، وإذ بزملائه يمرّون من فوق الشق ولا يسمعه أي أحد، وسمع صوت القلم يقول: لا تتعب نفسك؛ فهذا مكان اللذين لا وجود لهم في الحياة، ولكن آدم ظلّ كذلك حتّى وجد نفسه فجأةً أمام زميله وبيده قلم الرصاص، وعندما سأله زميله: أين كنت؟ قال له زميل آخر: لماذا تسأل عن آدم؛ فأنا لم ألاحظ أنّه قد اختفى.

علم آدم وقتها أنّه كان مخطئ بشأن عدم مشاركته الآخرين انفعالاته وتساؤلاته، وأنّه لهذا السبب كان لا يلاحظ أي أحد غيابه، وقرّر أن يغيّر من أطباعه هذه.


شارك المقالة: