قصة أصل الرياح

اقرأ في هذا المقال


قصة أصل الرياح أو (Origin of the Winds) هي حكاية شعبية جمعت من الأسكيمو الذين يعيشون في أمريكا الشمالية، للمؤلف: كلارا كيرن بايليس، نُشرت عام 1922، للناشر: شركة Thomas Crowell، الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيّات:

  • الدمية.
  • والدي الدمية.

قصة أصل الرياح:

في قرية في الجزء السفلي من منطقة يوكون كان يعيش رجلاً وزوجته ليس لديهما أطفال، وذات يوم قالت المرأة لزوجها: بعيدًا في التندرا تنمو شجرة منعزلة، اذهب إلى هناك وأحضر قطعة من الجذع، واصنع منها دمية، ثمّ سيبدو وكأن لدينا طفلًا، خرج الرجل من المنزل ورأى مسارًا طويلًا من الضوء الساطع مثل ذلك الذي أحدثه ضوء القمر على الثلج، والذي يقود عبر التندرا في الاتجاه الذي قيل له أن يسلكه.

كانت درب التبانة على طول هذا الطريق الذي سافر به الرجل بعيدًا حتى رأى أمامه شيئًا جميلًا يسطع في الضوء الساطع فصعد إليه، ووجد أنّها الشجرة التي جاء بحثًا عنها، كانت الشجرة صغيرة، فأخذ سكينة الصيد، وقطع جزءًا من الجذع، وحمل القطعة إلى المنزل، ثمّ جلس في المنزل ونحت من الخشب صورة لطفل صغير، وصنعت له زوجته بدلتين من الملابس وألبسته إحداهما، واحتفظا بالآخر ليلبسه عندما يتسخ الأول.

ثمّ قالت الزوجة: والآن، أيها الأب، اصنع لطفلك الصغير مجموعة من أطباق الألعاب، فقال الرجل:لا أرى أي فائدة فيفعل كل هذا، لن نكون أفضل حالاً مما كنا عليه في المقام الأول، قالت الزوجة: لماذا، أنا أشعر بأننا أصبحنا بالفعل أفضل حالاً، قبل أن نحصل على الدمية لم يكن لدينا ما نتحدث عنه سوى أنفسنا، والآن لدينا الدمية التي نتحدث عنها وتسلينا.

من أجل إرضائها قام الزوج بصنع أطباق للدمية، ووضعت الدمية على مقعد الشرف على المقعد المقابل للباب، وأمامها الأطباق مليئة بالطعام والماء، وعندما ذهب الزوجان إلى الفراش في تلك الليلة كانت الغرفة مظلمة للغاية وسمعوا عدة أصوات صفير منخفضة، قالت المرأة وهي تهز زوجها حتى استيقظ: هل تسمع ذلك؟ إنّها الدمية، نهضوا في الحال، وحملوا الضوء، ورأوا أنّ الدمية قد أكلت الطعام وشربت الماء، وأنّ عيناها كانت تتحرك.

اشتعلت المرأة من شدة الفرح وقامت بمداعبتها ولعبت معها لفترة طويلة، وعندما تعبت وضعته على المقعد وذهبوا إلى الفراش مرة أخرى، وفي الصباح عندما استيقظوا كانت الدمية قد ذهبت، فبحثوا عنها في جميع أنحاء المنزل، لكنّهم لم يتمكنوا من العثور عليها، ثمّ ذهبوا إلى الخارج، وكانت هناك آثار تقودهم بعيدًا عن الباب، اتبعوا المسارات المؤدية إلى الوادي وعلى طول الضفة إلى مكان خارج القرية حيث انتهوا.

من هذا المكان صعدت الدمية إلى درب التبانة على طريق الضوء الذي ذهب عليه الرجل ليجد الشجرة، سافرت الدمية على طول الطريق المشرق حتى وصلت إلى حافة النهار، حيث تلتقي السماء على الأرض والجدران في الضوء، وبالقرب منه في الشرق، ثمّ رأت الدمية غطاءً جلديًا مثبتًا فوق ثقب في جدار الفضاء، كان الجلد منتفخًا إلى الداخل كما لو أن هناك قوة قوية على الجانب الآخر تدفعه.

قالت الدمية وهي تسحب سكينها وتفتح الغطاء على جانب واحد من الحفرة: المكان هادئ للغاية هنا، أعتقد أن ريحًا صغيرة ستجعلها أكثر حيوية، وفي الحال هبت ريح قوية بين الحين والآخر جالبة معها حيوان الرنة الحيّ، وبالنظر من خلال الفتحة، رأت الدمية ما وراء الجدار عالمًا آخر مثل الأرض، ثمّ وضعت الغطاء فوق الحفرة مرة أخرى، وقالت للريح: لا تنفخ بشدة، أحيانًا تنفخ بقوة، وأحيانًا بخفة، وأحيانًا لا تنفخ على الإطلاق.

ثم صعدت إلى جدار الفضاء ومشت حتى وصلت إلى الجنوب الشرقي، هنا غُطيت فتحة أخرى مثل الأولى، وكان الغطاء منتفخًا إلى الداخل، وعندما فتحت الدمية هذا الغطاء، اجتاحت الرياح عاصفة في جلب الرنة والأشجار والشجيرات، وسرعان ما غطت الحفرة وقالت للعاصفة: أنت قوية جدًا، أحيانًا تنفخين بقوة، وأحيانًا بخفة، وأحيانًا لا تنفخين على الإطلاق، الناس على الأرض يريدون التنوع.

مرة أخرى، وهي تمشي على طول جدار الفضاء، وصلت إلى حفرة في الجنوب، وعندما فتحت هذا الغطاء الذي كان هناك، جاءت ريح حارة مسرعة تحمل المطر والرش من البحر العظيم الذي يقع خلف حفرة الفضاء على ذلك الجانب، أغلقت الدمية هذا الغطاء وتحدثت إلى الريح كما كان من قبل في حديثا مع العاصفة، ثمّ مرّت إلى الغرب حيث كانت هناك حفرة أخرى جلبت العواصف المطيرة الغزيرة ، مع صقيع ورذاذ من المحيط.

وعندما أغلقت الدمية هذا الغطاء وأعطت الريح تعليماتها، ذهبت إلى الشمال الغربي، وهناك، عندما فتحت الغطاء، جاء انفجار بارد يندفع إلى الداخل، وجلب الثلج والجليد الذي يتسبب بالوصول حتى العظم ويجعله متجمدًا، وسارعت بإغلاق الحفرة كما كان مع الآخرين، ثمّ بدأت تسير على طول جدار الفضاء من جهة الشمال، لكن البرد أصبح أكثر وأكثر شدة حتى اضطرت أخيرًا إلى ترك الجدار والقيام بدائرة باتجاه الجنوب، والعودة إلى الشمال فقط عندما جاءت أمام الغطاء الأول.

كان البرد شديدًا لدرجة أنّها انتظرت بعض الوقت قبل أن تتمكن من حشد الشجاعة لفتح الغطاء بعيدًا، وعندما فعلت ذلك، اندفع انفجار مخيف إلى الداخل، حاملاً كتلًا كبيرة من الثلج والجليد، ونثره على كامل سهل الأرض، كان بارداً جدًا لدرجة أنّها أغلقت الحفرة بسرعة كبيرة، وأخبرت الريح القادمة من هذا الاتجاه أن تأتي فقط في منتصف الشتاء حتى لا يتم أخذ الناس على حين غرة، وربما يكونون مستعدين لها.

من هناك سارعت الدمية إلى المناطق الأكثر دفئًا في سهل وسط الأرض حيث رأت وهي تنظر إلى الأعلى، أنّ الفضاء مدعوماً بأعمدة طويلة ونحيلة ومقوسة مثل تلك الموجودة في كوخ مخروطي، ولكنها مصنوعة من بعض المواد الجميلة غير المعروفة لها، وفي طريقها، وصلت أخيرًا إلى القرية التي بدأت منها وذهبت إلى منزلها، عاشت الدمية في هذه القرية لفترة طويلة جدًا.

وعندما مات والدي الدمية بالتبني، تمّ أخذه من قبل أشخاص آخرين في القرية وعاشت لعدة أجيال، حتى ماتت أخيرًا، ومنذ وفاتها صنع والديها دمى لأطفالهم تقليدًا للدمية التي فتحت أغطية رياح الفضاء لأول مرة ونظمت كل رياح الأرض الست.


شارك المقالة: