قصة أمانة الجندي

اقرأ في هذا المقال


من أفضل الأخلاق الحميدة وأسماها هي الأمانة، سنحكي في قصة اليوم عن جندي كان قد وجد صندوقاً من المال، ولكن لشدّة أمانته قرّر أن يحتفظ به حتى يجد صاحبه، وحدث أن هذا الجندي قد وجد صاحب الصندوق مصادفةً في إحدى المحلّات وأعطى الأمانة له.

قصة أمانة الجندي

في إحدى الأزمان القديمة كان هنالك رجل يجلس بجوار الشيخ صاحب محل العطارة، كان الرجل والشيخ يتحدّثان مع بعضها البعض، وبينما هم كذلك إذ مرّ بهما رجل يبيع العطر، كان الشيخ صاحب محل العطّارة يحب العطور كثيراً؛ فطلب من بائع العطور أن يعطيه شيء من العطر، أعطاه البائع طبقاً صغيراً وفيه القليل من العطر، ولكنّه وقع فجأةً على الأرض.

جلس البائع بجانب الطبق الصعير الذي وقع منه وبدأ يبكي بشدّة، شعر الشيخ بالحزن لحاله وبدأ بمواساته وقال له: هل تبكي على قليل من العطر، إنّ مصير الدنيا أهون عند الله من ذلك؟ ردّ عليه البائع قائلاً: أنا لا أبكي لهذا السبب؛ فعندما كنت رجلاً مقتدراً وأملك المال، أضعت منّي خمسة آلاف درهم في صندوق ولكنّني لم أجزع لفقدهما، أمّا الآن فأنا قد تزوجت وأنجبت مولوداً، وأحاول أن أبيع العطر لأنفق على عائلتي.

كان في محل العطارة جندي ويستمع إلى الحوار الذي دار بين الشيخ وبائع العطر؛ فطلب الجندي من الشيخ أن يأتي ببائع العطر إلى منزله، ظنّ الجميع أن هذا الجندي يريد أن يعطي بعض المال لهذا البائع شفقةً على حاله، ولكن عندما وصل الجندي المنزل هو والبائع طلب منه أن يروي له حادثة فقدانه لمبلغ الخمسة آلاف.

روى البائع ما حدث معه، ووصف له الصندوق الذي كانت به النقود، فجأةً أخرج الجندي الصندوق من غرفة في منزله، وأعطاه للبائع وقال له: لقد وجدت هذا الصندوق في المكان الذي ذكرته، وقد احتفظت به لحين أجد صاحبه، تهلّل وجه بائع العطر عندما عادت إليه نقوده، ومن شدّة فرحه كان يريد إعطاء بعض المال لهذا الجندي الأمين، ولكن الجندي رفض وقال له: لا يوجد أجر للأمانة، فهي خلق يجب أن يتصّف به الجميع.


شارك المقالة: