قصة أميرة الجبل النحاسي أو (The princess of the brazen mountain) هي حكاية فولكلورية بولندية، للمؤلف ( A. J. Glinski) ترجمها (مود أشورست بيغز) نشرها (John Lane، The Bodley Head London) شركة جون لين.
الشخصيات:
- الأميرة.
- الأمير.
قصة أميرة الجبل النحاسي:
كان هناك أمير شاب، كان وسيمًا أيضًا طيب القلب، وفي إحدى الأمسيات الصيفية، كان الأمير يمشي على ضفاف بحيرة، عندما نظر لأعلى، ورأى مفاجأة عظيمة في الهواء مقابل الغيوم الوردية لغروب الشمس، حيث كانت هناك ثلاث فتيات جميلات، وبعد أن نزلنّ على الأرض أسقطن أجنحتهن وثيابهن، وتركنها ملقاة على الشاطئ وقفزن في الماء البارد، وبدأن يسبحن فيه مثل الكثير من الطيور المائية.
وبمجرد أن رأى الأمير هذا، خرج من مخبأه في الأدغال، والتقط زوجًا من الأجنحة الخاصة بهن واختبأ مرة أخرى، وعندما أمضين وقتًا طويلاً في الماء، عادت الفتيات الجميلات إلى الأرض مرة أخرى وارتدين ملابسهن بسرعة، وسرعان ما ارتدت اثنتان منهن ثيابهن البيضاء وأجنحتهن، ولكن الصغرى لم تجد أجنحتها، وبعد تشاورهن لحل المشكلة، طارت اثنتان بعيدًا على شكل طيور بأسرع ما يمكن لجلب زوج آخر من الأجنحة لأختهن الصغرى.
وسرعان ما اختفين في السماء الزرقاء، وبقيت الصغرى وحيدة وتبكي، فاقترب الأمير وسألها: لماذا تبكين أيتها الجميلة؟ فقالت: أنا غير سعيدة للغاية! أنا أميرة الجبل النحاسي، جئت أنا وأخواتي إلى هنا للاستحمام في البحيرة، وقد سرق شخص ما جناحي، لذلك يجب أن أنتظر هنا حتى يحضرن لي زوجًا آخر، فقال الأمير: أنا أمير وهذه مملكة أبي، كوني زوجتي وسأعيد لك أجنحتك.
فقالت: أوافق، فقط يجب أن تعيد لي أجنحتي، فقال الأمير: دعينا نذهب أولاً إلى الكنيسة ونتزوج، وأخذ الأميرة الجميلة بيده، وأحضرها إلى والده وأمه، وطلب الإذن بالزواج منها، كان الملك والملكة مسروران بزوجة ابنهما الجميلة، ومنحوه مباركتهما، وكان الجميع جاهزين للزفاف، وبعد الزفاف أعطاها الأمير أجنحتها فحملتهم بفرح وربطتهم بكتفيها، ثمّ طارت من النافذة واختفت.
فبكت الملكة بمرارة، وأصبح الأمير حزين للغاية، ثمّ ذهب للبحث عن ذلك الجبل النحاسي، حيث كان يأمل في العثور عليها، وسافر طويلاً يستفسر عنها من كل من يقابله، لكن لم يسمع أحد عن مثل هذا الجبل، وبدأ يفقد كل أمل في العثور عليه، وفي إحدى الأمسيات رأى أمامه ضوءًا متلألئًا فتبعه، ولقد قاده في طريق طويل عبر سهول مستوية، وبطول مسافة إلى غابة مظلمة.
لكنّه جاء أخيرًا إلى حيث انطلق النور من صومعة منعزلة، فدخل ولكنّه وجد الناسك ميتًا، وحوله ستة شموع مشتعلة، وكان من الواضح أنه مات منذ بعض الوقت، ويبدو أنه لا أحد بالقرب منه، ولا أي سكان على الإطلاق في هذه المنطقة المقفرة، كان أول تفكير للأمير هو كيفية دفنه بالطقوس المناسبة، وبينما كان يفكر في هذا، سقط شيء من وتد في الحائط بالقرب منه، كان سوطًا من الجلد.
أخذه الأمير وقرأ على المقبض هذه الكلمات: السوط السحري، ثمّ قفز السوط من يده وأصبح غير مرئي وطار بعيدًا، وفي وقت قصير كان هناك طنين من جموع من الناس عبر الغابة، والعديد من الأشخاص الآخرين معهم، وشرع البعض في صنع نعش، وبدأ آخرون في حفر قبر، وركب حارس عربة لإحضار كاهن، ولمّا طلع الفجر بدأت الأجراس تدق من عدة كنائس بعيدة.
وعند شروق الشمس دُفنت الجثة على نحو لائق، وعندما انتهت الجنازة، تشتت جميع الناس إلى منازلهم، وعاد السوط السحري إلى يد الأمير، علّقه في حزامه، وتابع طريقه وبعد ساعة أو ساعتين وصل إلى منطقة خالية في الغابة حيث كان اثنا عشر رجلاً يتقاتلون فيما بينهم، فصاح الأمير: توقفوا يا رفاق! لماذا تتشاجرون؟ أجابوا: نحن لصوص ونناضل من أجل هذه الأحذية التي كانت ملكاً لقائدنا الراحل.
ومن يحصل عليهم سيكون قائدنا ويستطيع المشي بها بسرعة كبيرة، ونظرًا لأنّك غريب، فسوف نلتزم بقرارك بشأن من يجب أن ينتمي له هذا الزوج من الأحذية، فسحب الأمير الحذاء، وأخذ السوط السحري من حزامه، فقفز السوط من يده، وأصبح غير مرئي، وضرب اللصوص، ثمّ نجح الأمير في الهروب، ووصل إلى طريق ضيق بين بعض الصخور حيث وجد مرة أخرى أثنا عشر رجلاً يتقاتلون.
وأوضحوا أنهم كانوا يقاتلون من أجل غطاء غير مرئي كان ملكًا لقائدهم الراحل، وطلبوا منه كغريب أن يقرر من يجب أن يحصل عليه، فأخرج السوط السحري كما كان من قبل الذي سلّط عليهم الضربات، وفي النهاية هربوا وتفرقوا في كل الاتجاهات، ولبس الأمير الغطاء غير المرئي، وكان قادرًا على المشي بينهم والتحدث معهم، رغم أنهم لم يتمكنوا من رؤيته.
بدأ الآن في التفكير فيما إذا كان لا يمكنه استخدام كل هذه الكنوز لمساعدته في العثور على الجبل النحاسي، لذلك فقد ارتدى الحذاء، ووضع الغطاء غير المرئي على جبهته، وأخذ السوط السحري من حزامه، وقال: أيها السوط السحري العجيب! قدني، وسأتبعك إلى الجبل النحاسي،فقفز السوط من يده، وانزلق بسرعة فوق سطح الأرض مثل قارب فوق بحر هادئ.
وتوقفوا بعد قليل في الجبل النحاسي، في البداية شعر الأمير بسعادة غامرة عندما وصل إلى هدفه، ولكن عندما نظر عن كثب إلى السلاسل التي تحيط به، كان مرتفعاً كما لو كانت قمته مفقودة في السحب، وكان يائسًا كيف سيصل إلى القمة؟ فقد اعتقد أنه يجب أن يكون هناك طريق ما بعد كل شيء، فنزع حذائه وقبعته وانطلق في جولة حول قاعدة الجبل.
بعد نصف ساعة وصل إلى طاحونة، وكان الطحان ساحرًا عجوزًا، وله لحية طويلة، وكان يقف بجانب موقد حيث كانت غلاية الماء تغلي، ويقلّب محتوياتها بملعقة حديدية طويلة، ويضع الخشب على النار، نظر الأمير إلى الغلاية وقال: ماذا تفعل هناك؟ أجاب الطحّان بفظاظة: هذا عملي الخاص، فسأل الأمير: لمن هذه المطحنة؟ أجاب الطحان: إنها تنتمي إلى أميرات الجبل النحاسي الثلاث.
إنهن ينزلن حبلاً هنا كل يوم، ويخرجن كل الدقيق الذي يريدونه بواسطة الحبل، وفي اليوم التالي صعد الأمير مع الحبل بعدما ارتدى غطاءه غير المرئي، وبالتالي تم رفعه إلى قمة الجبل النحاسي، وبعد أن جمعت الأميرات الثلاث إمدادات الدقيق الخاصة بهن، ووضعته عدن إلى مسكنهن، كانت الطيور الجميلة تغني والقرود تحكي حكايات خيالية، وبين كل هؤلاء جلست ثلاث أميرات جميلات.
وجلست الأميرة الصغيرة بصمت بعيدًا عن أخواتها، ورأسها متكئ على يدها في تفكير عميق، وكانت دموع اللؤلؤ تتساقط على وجهها الجميل، وعندما سألتها أخواتها بماذا تفكر، فقالت: أنا أفكر في الأمير زوجي، وأنا آسف جدًا له، أعتقد أنني تركته بدون أي خطأ على الإطلاق، وعليّ أن أترككما، وأعود إليه، فقط أخشى أنه لن يغفر لي أبدًا. وفصاح الأمير: أنا أسامحك، وخلع الغطاء غير المرئي و احتضنها بحماسة، ثمّ أعطته أجنحة مثل جناحيها، وطاروا بعيدًا معًا، وبعد ساعة أو ساعتين وصلوا إلى مملكة أبيه، فاستقبلهم الملك والملكة بفرح.