قصة أميرة كانتربري

اقرأ في هذا المقال


قصة أميرة كانتربري أو ( Princess of Canterbury) هي من الحكايات الشعبية والأساطير الإنجليزية والويلزيه، حررها جوزيف جاكوبس، ظهر تقليد الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.

قصة أميرة كانتربري:

كان هناك رجل نبيل يعيش في مقاطعة كمبرلاند لديه ثلاثة أبناء، اثنان منهم كانا شابين لطيفين وذكيين، والآخر أحمق بالفطرة، يُدعى جاك وغالباً ما كان مختبئًا مع الأغنام ولا يرى أحداً، وكان يرتدي ثيابًا ملونة، ومعطف، وقبعة متوجة، في تلك الأثناء كان لملك كانتربري ابنة جميلة تميزت بذكائها وفطنتها، وفي أحد الأيام أصدر والدها قرارًا يقضي بأنّ كل من يجيب على الأسئلة الثلاثة التي طرحتها عليه الأميرة يجب أن يتزوجها ويكون وريثًا للعرش بعد وفاته.

بعد نشر هذا المرسوم بقليل، وصل ذلك الخبر إلى أبناء النبلاء، وقرر الشباب الأذكياء على الذهاب للمثول أمام الأميرة والإجابة على أسئلتها، وكان من بينهم أخوة جاك، لكنّهم كانوا للأسف في حيرة من أمرهم لمنع أخيهم الأحمق من الذهاب معهم، ولم يتمكنوا بأي شكل من الأشكال من التخلص منه، واضطروا إلى السماح لجاك بمرافقتهم، وفي طريق ذهابهم معاً بدأ يصرخ جاك ضاحكًا، وقائلاً: لقد وجدت بيضة.

قال له أخوته: ضعها في جيبك، وبعد فترة وجيزة انفجر في نوبة أخرى من الضحك عندما وجد عصا ملتوية، وضعها أيضًا في جيبه، ومرة ثالثة ضحك مرة أخرى بصوت عالٍ لأنّه وجد جوزة، ثمّ وضعها أيضًا مع كنوزه الأخرى، وعندما وصلوا إلى القصر، تمّ إدخالهم على الفور ليقفوا أمام الأميرة، وتم اقتيادهم إلى غرفة تجلس فيها الأميرة وخادماتها ولكنّ جاك الذي لم يقف في الحفل أبدًا، صرخ قائلاً: يا لها من فرقة من السيدات اللواتي لدينا هنا!

قالت الأميرة: نعم نحن سيدات جميلات، لأننا نحمل النار في أحضاننا، قال جاك: هي يمكن أن تشوي لي تلك البيضة، وأخرج البيضة من جيبه، فقالت الأميرة: كيف ستخرجها مرة أخرى إذا وضعتها في جيبك وهي مشوية؟ أجاب جاك: بعصا ملتوية، فقالت الأميرة: من اين جاءت هذه العصا؟ أجاب جاك: من الجوز، وسحب الجوزة من جيبه، ثمّ قال جاك: لقد أجبت على الأسئلة الثلاثة، والآن لدي الأميرة.

قال الملك: لا، لا، ليس بهذه السرعة، لا يزال لديك اختبار يجب أن تنجح بتجاوزه حيث يجب أن تأتي إلى هنا في غضون أسبوع وتراقب ليلة كاملة الأميرة ابنتي دون أن تنام ساعة واحدة في تلك الليلة، وإذا تمكنت من ذلك وبقيت مستيقظاً طوال الليل سوف تتزوجها في اليوم التالي، قال جاك: ولكن إذا كنت لا أستطيع؟ قال الملك: سوف أقطع رأسك، لكنك لا تحتاج إلى المحاولة إلا إذا أردت.

ثمّ عاد جاك إلى المنزل لمدة أسبوع، وفكر فيما إذا كان يجب أن يحاول الفوز بالأميرة، وفي النهاية اتخذ قراره، وقال بعدها: حسنًا، سأحاول استخدام خطة جيدة أمام ابنة الملك، وذلك بمحاولة الصيد أمامها، وأخذ علبة وحقيبة، ومشى إلى القصر، وفي طريقه إلى هناك اضطر إلى عبور النهر، وخلع حذائه وجواربه، وبينما كان يمر من فوقه، لاحظ عدة أسماك جميلة تتمايل على قدميه.

فأمسك ببعضها ووضعها في جيبه، وعندما وصل إلى القصر طرق على البوابة بصوت عالٍ، وبعد أن أخبر الحراس سبب مجيئه، تمّ نقله على الفور إلى القاعة حيث جلست ابنة الملك مستعدة لرؤية جاك، ثمّ تمّ وضعه على كرسي فاخر، وكان أمامه وليمة من الطعام والشراب وجميع أنواع اللحوم الجيدة، كان جاك غير معتاد على مثل هذا الطعام، فأكل وشرب بوفرة حتّى أنّه كان سيغفو تقريبًا قبل منتصف الليل.

وعندما رأته الأميرة نائماً، فقالت له: أوه، أيها الكسول لقد أمسكتك نائماً! فرد جاك: أيتها الأميرة اللطيفة، كنت مشغولاً بصيد السمك، قالت الأميرة بدهشة بالغة: صيد السمك، لا يمكن ذلك، لا توجد بركة أسماك في القاعة، فقال جاك: أنت مخطئة لقد كنت أصطاد، وأمسكت واحدةً للتو فقالت الأميرة: دعني أراها.

فأخرج جاك السمكة بمكر من جيبه وتظاهر بأنه اصطادها، وأظهرها لها، وأخبرته أنّها أفضل ما رأته على الإطلاق، وبعد حوالي نصف ساعة قالت الأميرة:  هل تعتقد أنك تستطيع أن تحضر لي واحدة أخرى؟ فأجاب: سأفعل ذلك، ولكن عندما أطعم خطافتي، وبعد فترة وجيزة أخرج سمكة أخرى كانت أفضل من الأولى، وكانت الأميرة مسرورة جدًا لدرجة أنّها أعطته الإذن بالنوم، ووعدته بأنّها لن تخبر والدها بشأن نومه.

وفي الصباح أخبرت الأميرة الملك ما حدث في الليلة السابقة، وبدهشة كبيرة أنّه لا يجب قطع رأس جاك، لأنّه كان يصطاد في القاعة طوال الليل، ولكن عندما سمع كيف اصطاد جاك مثل هذه السمكة الجميلة من جيبه، طلب منه أن يصطاد واحدة في قصره، تولى جاك المهمة وطلب من الملك الاستلقاء، وتظاهر بالصيد وهو في جيبه، وكان هناك سمكة أخرى مخبأة في يده.

وأعطاه وخزًا خبيثًا بإبرة، ورفع السمكة، وأظهرها للملك، لم يستمتع جلالته بالعملية كثيرًا، لكنّه وافق لأنّه كان معجباً بها وتزوجت الأميرة وجاك في نفس اليوم، وعاشا لسنوات عديدة في سعادة ورخاء.


شارك المقالة: