قصة أورسون - الحلم

اقرأ في هذا المقال


قصة أورسون – الحلم أو (The Dream, Ourson) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب أورسون، يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر حكاية شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  • أورسون.
  • أجنيلا.
  • باسيروس.
  • فيوليت.

قصة أورسون – الحلم:

قال أرسون: عزيزتي فيوليت، سأظل أحبك دائمًا، لن أنسى أبدًا أنك الطفل الوحيد الذي أبدى استعدادًا للتحدث معي، أو لمسي أو احتضاني، وبعد وقت قصير من وصولهم إلى المزرعة، كانت أجنيلا وباسيروس عند الباب تتحدثان معًا، عندما رأين أورسون يصل وهو يقود فتاة صغيرة، تفاجأن لدرجة أنّه لم يستطع أي منهما النطق بكلمة واحدة.

قال أورسون: أمي العزيزة، هذه فتاة صغيرة جيدة وساحرة وجدتها نائمة في الغابة تدعى فيوليت، إنّها لا تخشى مني، حتى أنّها احتضنتني عندما رأتني أبكي، فقالت الأم: ولماذا بكيت يا ولدي المسكين؟ قال أورسون بصوت حزين ومرتجف: لأنّ الفتاة الصغيرة كانت تخاف مني، وهي ليست خائفة الآن، فقاطعته فيوليت على عجل وسلّمت على الأم.

فقالت الأم: ولكن لماذا كانت وحدها في الغابة؟ من هي؟ أجب يا أورسون، أنا لا أفهم هذا، قال أورسون: لا أعرف، لقد رأيت هذه الطفلة الصغيرة نائمة في الغابة بمفردها، وعندما استيقظت، بدأت تبكي، وفجأة رأتني وصرخت في رعب، فصاحت فيوليت وهي تضع يدها الصغيرة على فمه: اصمت! اسكت!  بالتأكيد لن أجعلك تبكي مرة أخرى، وبينما كانت تقول هذه الكلمات كان صوت فيوليت يرتجف وعيناها مليئتان بالدموع.

قالت الأم: أيتها الصغيرة، أنت تحبين أورسون الذي لم يكن سعيداً يوماً، فقالت فيوليت: أوه، نعم! سأحب أورسون دائمًا! ثمّ طرحت أجنيلا على فيوليت العديد من الأسئلة حول والدها وأمها وبلدها، لكنهم لم يعلموا منها شيئًا أكثر مما أخبرته بالفعل لأورسون، كان والدها ملكًا، وأمها ملكة ولم تكن تعرف كيف أصبحت بمفردها في الغابة، لم تتردد أجنيلا في استقبال وحماية هذه الطفلة الضائعة.

لقد أحبتها بالفعل بسبب المودة التي أظهرتها لأورسون، وبسبب السعادة التي جعلته يعيشها، عندما رأى نفسه محبوبًا من قبل شخص آخر غير والدته ولقد كان شعورها نحوه قد ساعده على تجاوز عقدته في أنّه مختلف عن الآخرين، وفي أحد الأيام بينما كانت فيوليت نائمة، كانت أجنيلا تتأملها، فسألتها باسيروس بماذا تفكر، فقالت: أنظري لسوار هذه الطفلة، هذا السوار يجب أن يفتح، لكنني حاولت عبثا أن أفتحه، ربما نجد هنا صورة أو اسم داخله.

أخذت أجنيلا السوار وقلبته من جانب إلى آخر مرة أخرى، وضغطتها بكل الطرق محاولة فتحه، لكنها لم تنجح، وبعد أن سئمت من جهودها العبثية، أعادتها إلى يد الفتاة، وفجأة رأت في وسط الغرفة امرأة تتألق مثل الشمس، كان وجهها ناصع البياض، وشعرها يبدو مصنوعًا من خيوط من ذهب، كان رداءها العائم مرصعًا بنجوم مثل تلك التي شكلت تاجها.

قالت لأجنيلا: سيدتي، أنا الجنيّة دولريت، حامية ابنك والأميرة الصغيرة التي أحضرها إلى المنزل هذا الصباح من الغابة، وهذه الأميرة قريبة منك تقريبًا لأنّها ابنة أخ زوجك، لقد نجح زوجك بعد رحلتك في قتل أخيه وزوجته الذي لم يثق به، وللأسف لم أتمكن من منع هذه الجريمة لأنني كنت غائباً عن المساعدة في ولادة أمير كان والديه تحت حمايتي.

لكنّني وصلت في الوقت المناسب لإنقاذ الأميرة فيوليت، الابنة الوحيدة ووريثة الملك إندولنت والملكة نونشالانت، كانت تلعب في الحديقة بينما كان الملك الشرس يبحث عنها، ولقد حثثتها على الركوب على ظهر كلبي آمي الذي أمرته بتركها في الغابة، وحتى تلك اللحظة قمت بتوجيه خطوات الأمير ابنك إليها، لذلك أخفي عنها ولادتها وميلادها، ولا تسمحي لفيوليت برؤية هذه الأساور التي تحتوي على صور والدها ووالدتها.

ثمّ قالت الجنيّة: لديّ هنا نعش من الأحجار الكريمة، يحتوي على سعادة فيوليت، ولكن يجب أن تخفيها عن كل العيون، ولا تفتحي النعش أبداً، قالت أجنيلا: سأنفذ أوامرك بأمانة سيدتي، لكنّي أدعو الله أن تخبرني ما إذا كان ابني التعيس سيبقى يرتدي جلده المخيف لفترة طويلة، فقالت الجنيّة: الصبر! الصبر! ثمّ أخبرتها أنّه لا بد لابنها من تبادل جلده مع شخص يحبه جيدًا بما يكفي لتقديم هذه التضحية من أجله.

وبعد أن أعطتها خاتماً وطلبت منها أن تضعه على إصبعها، وأخبرتها أنه ما دامت ترتديه هناك فلن تحتاج شيئًا، ثمّ لوّحت الجنيّة بيدها وودعت أجنيلا، واتخذت شكل قُبّرة وحلّقت بعيدًا، وهي تغني بمرح، وفي الصباح، كان أورسون هو أول مستيقظ، وبعد أن غسل وجهه توجه إلى غرفة والدته التي كانت لا تزال نائمة، وسحب الستائر من سرير فيوليت ووجدها نائمة بهدوء مثل أجنيلا.

وفجأة صرخت فيوليت، ورفعت نفسها من السرير، وألقت ذراعيها الصغيرتين حول رقبة أورسون، وصرخت وهي خائفة وترتجف: أورسون! أنقذني كنت قد غرقت في الماء وكان ضفدع شرير يسحبني، ثمّ استيقظت وبدأت تبكي بمرارة، لقد حاول أورسون دون جدوى طمأنتها والسيطرة عليها لكنها ما زالت تصرخ: الضفدع الشرير! أنقذني أورسون! لم تستطع أجنيلا التي استيقظت عند بكاءها فهم فيوليت.

لكنّها نجحت أخيرًا في تهدئتها، ثمّ طلبت منها أن تخبرها بماذا حلمت، فقالت فيوليت: كنت أمشي مع أورسون، لكنّه لم يمد يده لي، وجاء الضفدع الشرير وسحبني في الماء، وسقطت وناديت أورسون، ثمّ أتى وأنقذني، لم يكن لدى أجنيلا أي شك في أنّ هذا الحلم كان تحذيرًا أرسلته الجنية دروليت لها، وعقدت العزم على مراقبة فيوليت بعناية وإعلام أورسون بكل ما يمكن أن يساعدها في جعله يساعدها في حماية فيوليت دون عصيان الجنية.

كانت فيوليت تنادي أجنيلا بأمي، وتخبرها بأنّ أمها لم تكن تعتني بها أبدًا، ثمّ كانت تقول: ماما أجنيلا تتحدث معي، وتقبلني، أحبك ماما أجنيلا كثيرًا، ردّت أجنيلا باحتضانها بحنان بين ذراعيها، ثمّ تناولوا الإفطار بشهية جيدة، وبعد الإفطار، خرج أورسون وفيوليت للمشي، ولعبت مع فيوليت وجمع لها الزهور والفراولة، وعندما عادوا إلى المنزل، بدأ أورسون في مهامه المختلفة، وتبعته فيوليت في كل مكان.

لقد بذلت قصارى جهدها في مساعدته، وبدأت في غسل الأكواب والصحون، ونشر القماش، ومسح المنزل، وذهبت إلى حلب البقرة مع باسيروس، وساعدت في تصفية الحليب وقشطه، ولم تكن أبدًا عاصية ولم ترد على أحد بنفاد صبر أو بغضب، أحبها الجميع أكثر فأكثر من يوم لآخر، وكانت أجنيلا وباسيروس أيضًا يحبانها جدًا،  لأنّهما علمتا أنّها ابنة عم أورسون، وأحببتهم فيوليت كما أحبت أورسون أكثر من أي شيء آخر، لأنّه نسي نفسه دائمًا لها، وكان يسعى دائمًا إلى إرضائها والذي كان بالفعل على استعداد للموت من أجل صديقته الصغيرة.


شارك المقالة: