قصة أورسون - العلجوم مرة أخرى

اقرأ في هذا المقال


قصة أورسون – العلجوم مرة أخرى أو (The Toad Again, Ourson) هي حكاية فرنسية خيالية، من كتاب أورسون، يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر حكاية شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  •  أورسون.
  • فيوليت.
  • باسيروس.
  • أجنيلا.

قصة أورسون – العلجوم مرة أخرى:

مرت عدة سنوات على نحو سلمي منذ مجيء فيوليت دون وقوع أي حدث لافت للنظر، وكبر كل من أورسون وفيوليت بسرعة، لم تفكر أجنيلا أكثر في حلم فيوليت المخيف، وكانت تسمح لها في كثير من الأحيان بالسير بمفردها، أو تحت رعاية أورسون، كان يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا وكان طويل القامة وقويًا، ولم أحد يستطيع أحد أن يقول ما إذا كان وسيمًا أم لا، لأنّ شعره الأسود الطويل غطى جسده ووجهه بالكامل.

لقد كان طيبًا وكريمًا ومحبًا، ومستعدًا دائمًا لتقديم خدمة، وهو دائمًا راضٍ ومبهج، فمنذ اليوم الذي وجد فيه فيوليت في الغابة اختفى حزنه، لقد كان غير مبالٍ تمامًا بالكراهية العامة التي أظهرها الآخرين، ولم يعد يسير في أماكن غير مأهولة، ولكنّه يعيش بسعادة في دائرة النساء الثلاثة اللواتي كان يعتز بهن، واللواتي أحببنه بشدة.

كانت فيوليت تبلغ من العمر عشر سنوات ولم تفقد سحر جمالها أثناء نشأتها، كانت عيناها ملائكية، وكانت طويلة ورشيقة، وتعلّمت فيوليت أشياء كثيرة خلال تلك السنوات السبع، علّمتها أجنيلا كيفية القيام بالأعمال المنزلية، وعلّمها أورسون باقي الأمور أخرى مثل القراءة والكتابة والحسابات، وغالبًا ما كان يقرأ لها بصوت عالٍ أثناء التنزه والجلوس معاً، تمّ العثور على كتب تعليمية ومسلية في غرفتها دون أن يعرف أحد من أين أتوا.

كانت هناك أيضًا ملابس وأشياء أخرى ضرورية لفيوليت وأورسون وأجنيلا وباسيروس، لم تعد هناك ضرورة للذهاب إلى السوق للبيع أو القرية المجاورة للشراء، من خلال الخاتم الذي منحته الجنيّة لأجنيلا، كان يتمّ إحضار كل ما يتمنونه أو يحتاجون إليه بسرعة، وذات يوم عندما كان أورسون يسير مع فيوليت تعثّرت بحجر، وسقطت وأصابت قدمها، خاف أورسون عندما رأى فيوليت تنزف، ولم يكن يعرف ماذا يفعل ليساعدها.

ثمّ اتكأت عليه ومشوا للوصول إلى النهر، لغسل قدمها بالمياه العذبة، جلست فيوليت على حدود النهر حيث خلعت حذائها وغسلت قدمها الصغيرة، وقال أورسون لها: سأركض إلى المنزل، وأحضر بعض القماش لألف قدمك، انتظريني هنا، لن أتغيب طويلاً واحرصي جيدًا على عدم الاقتراب من النهر، لأنّ هذا النهر الصغير عميق وإذا اقتربت منه قد تغرقين.

وعندما غادر أورسون وكان بعيداً عن الأنظار، شعرت فيوليت بعدم الارتياح بسبب الألم الناجم عن جرحها، وفجأة رأت الماء مضطربًا ورأس ضفدع ضخم يظهر على السطح، وكان قد سلّط عيونه الغاضبة المنتفخة العظيمة البغيضة على فيوليت التي كانت تخشى الضفادع منذ حلمها، إنّ ظهور هذا المخلوق البشع، وجسده الوحشي المنتفخ ونظرته المروعة، قد جمّدها بالرعب لدرجة أنّها لم تستطع التحرك أو الصراخ.

قال الضفدع: آه! ها! أنت أخيرًا في منطقي أيها الأحمق الصغير! ثمّ قال الضفدع: أنا الجنيّة الغاضبة، عدو عائلتك، لقد كنت في انتظارك منذ فترة طويلة، وكان يجب أن أكون معك من قبل لو لم تحميك أختي الجنيّة دروليت، وأرسلت لك حلمًا لتحذيرك ضدي، أختي في رحلة وأنت أخيرًا ملكي، وبقول هذه الكلمات، أمسك بقدم فيوليت بأقدامها الباردة، وحاول سحبها إلى الماء.

صرخت فيوليت بأعلى صوتها، وكافحت وتمسّكت بالنباتات والشجيرات التي تنمو على حدود الجدول، وكانت تنادي: أورسون! ساعدني يا عزيزي، أنقذني، أنا سأموت، ولكن للأسف: كانت الجنيّة فيوريوس قد قامت بحملها، وسكتت صرخة فيوليت الأخيرة، واختفت تحت الماء تمامًا، وظهر شعرها وحده فوق الماء وعندما وصل أورسون إلى المكان لاهثًا من الرعب؛ لأنّه كان قد سمع صرخات فيوليت وعاد بسرعة البرق.

ودون تردد، قفز في الماء وأمسك فيوليت من شعرها الطويل لكنه شعر على الفور أنه كان يغرق معها، كانت الجنية الغاضبة تجذبهم إلى قاع التيار، كان يعلم أنه كان يغرق لكنّه لم يفقد ثقته بنفسه، وأمسك بذراعي فيوليت، واستدعى الجنية دورليت، وعندما وصلوا إلى القاع، قام بضربة قوية بكعبه مما أعاده إلى السطح مرة أخرى، وأمسك فيوليت بأمان بأحد ذراعيه، وسبح بقوة معها.

ومن خلال قوة خارقة للطبيعة وصل إلى الشاطئ حيث أودع فيوليت التي كانت غائبة عن الوعي، وشحوب الموت على وجهها، وألقى أورسون نفسه على ركبتيه بجانبها باكياً بمرارة، وبكى مثل طفل صديقته الوحيدة، لقد هجرته قوته وشجاعته وغرق دون وعي بجانب فيوليت، وفي هذه اللحظة طارت قُبّرة بسرعة، واقتربت من فيوليت وأورسون، ونقرت بضربة واحدة من منقارها الصغير وأخرى لفيوليت واختفت.

لم يكن أورسون الوحيد الذي رد على صرخات فيوليت، سمعتهم باسيروس أيضاً حيث ركضت إلى المنزل لإعلام أجنيلا، وركضت كلاهما بسرعة نحو النهر الذي بدا أن صرخات المساعدة قادمة منه، وعند الاقتراب، رأوا بدهشة وانزعاج أن فيوليت وأورسون كانا مستلقين على الأرض في حالة من فقدان الوعي، وضعت باسيروس يدها على قلب فيوليت وشعرت أنّه لا يزال ينبض.

ووجدت أجنيلا في نفس اللحظة أنّ أورسون كان لا يزال على قيد الحياة، وبعد حملهما للمنزل، عادت الحياة إلى أورسون وفتح عينيه، وحدّق بحنان في أمه، وألقى بنفسه على رقبتها باكيًا، وقال: أمي العزيزة! لقد ماتت أختي فيوليت الحبيبة! دعيني أموت معها! أجابت أجنيلا: كن هادئاً يا بني، لا تزال فيوليت على قيد الحياة، حملتها باسيروس إلى الغرفة الأخرى، وستمنحها كل الاهتمام الذي تحتاجه.

كان أورسون يطير من فرحه بعد سماع هذا، ثمّ أخبر والدته بكل ما يعرفه عن الأحداث التي كادت أن تودي بحياته هو وفيوليت، وأضاف أنّ الوحل الذي خرج من فم الجنيّة الغاضبة قد ترك غشاوة غريبة في رأسه، وأخبرته أجنيلا كيف وجدتهما هي وباسيروس فاقدين للوعي على حدود النهر، ثمّ هرع أورسون إلى غرفة فيوليت للاطمئنان عليها، وعند رؤيته، تذكرت فيوليت كل شيء واندفعت نحوه.

ألقت ذراعيها حوله وبكت معه، وعندما رأتهم باسيروس جميعهم يبكون قاطعتهم قائلة: ألا يقول أحد، أننا كنّا أكثر الناس المؤسفون في الكون! انظروا إلى أورسون المسكين، مبتلًا مثل قصبة في الماء يستحم في دموعه ودموع فيوليت، أيها الأطفال تحلو بالشجاعة،  والسعادة! انظروا، نحن جميعًا أحياء بفضل أورسون، فقالت فيوليت: نعم بالتأكيد! شكرًا لأورسون كيف سأدفع له مقابل كل ما أدين له به؟

فقال أورسون: من خلال حبك لي دائمًا كما تفعلي الآن، عزيزتي فيوليت، وأختي، ألم تغير وجودي بالكامل؟ ألم تجعلني سعيدًا، أنا الذي كنت بائسًا جدًا وقد أضفت سعادة لحياتي؟ ثمّ قالت والدته: ابني العزيز، أنت، ذهب وغيّر ملابسك، تحتاج فيوليت لبضع ساعات من الراحة سنلتقي مرة أخرى على العشاء، فذهبت فيوليت إلى الفراش، لكنّها لم تنم لأنّ قلبها كان يفكر بكل ما حدث.


شارك المقالة: