قصة أورسون - القبرة والعلجوم

اقرأ في هذا المقال


قصة أورسون – القُبّرة والعلجوم أو (The Lark and the Toad , Ourson) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب أورسون، يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر حكاية شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر (Penn Publishing Company).

 الشخصيّات:

  • الملكة.
  • الخادمة باسيروس.
  • الجنيّة الضفدع.
  • القُبّرة.

قصة أورسون – القُبّرة والعلجوم:

كانت هناك امرأة جميلة تدعى أجنيلا، كانت تعمل في مزرعتها، وعاشت وحدها مع خادمة شابة تدعى باسيروس، كانت المزرعة صغيرة، ولكنّها جميلة وفي حالة جيدة، كما كان لديها بقرة ساحرة تنتج الكثير من الحليب، وقطة لقتل الفئران، وحمار ليحمل لها البضائع من الفواكه، والزبدة، والخضروات، والبيض والجبن إلى الأسواق كل يوم أربعاء.

لم يعرف أحد حتى ذلك الوقت كيف وصلت أجنيلا وباسيروس إلى هذه المزرعة المجهولة في المقاطعة التي كانت تسمّى وودلاند فارم، وكان يعتقد الجميع أنهما تحملان سراً، وفي إحدى الأمسيات كانت باسيروس مشغولة بحلب البقرة، بينما أعدت أجنيلا العشاء، وفي اللحظة التي كانت تضع فيها حساءً جيدًا وطبقًا من الكريمة على المائدة رأت ضفدعًا ضخمًا يلتهم بشغف بعض الكرز الذي تم وضعه على الأرض في ورقة عنب.

صاحت أنجيلا بغضب: أيها الضفدع القبيح! سوف أعلمك كيف تأكل الكرز! وفي نفس اللحظة رفعت الأوراق التي كانت تحتوي على الكرز، وركلت الضفدع ركلة قوية تسببت بدفعها له عن عشر درجات، وكانت على وشك رميه من الباب، عندما أطلق الضفدع صرخة حادة، ورفع نفسه على رجليه الخلفيتين، وكانت عيناه العظيمتان تومضان، وفمه الضخم ينفتح ويغلق من الغضب، وكان جسده القبيح كله يرتجف، وأصدر من حلقه المرتعش خوار رهيب.

توقفت أجنيلا في دهشة، ولقد تراجعت من الخوف، لتتجنب سمّ الضفدع الغاضب، ونظرت حولها بحثًا عن مكنسة لإخراج هذا الوحش الشنيع، وعندما تقدم الضفدع نحوها، وجعل لسانه الطويل يمتدّ أمامها، وقال بصوت يرتجف من الغضب: لقد تجرأت على لمسي بقدمك! لقد منعتني من إشباع شهيتي بالكرز الذي وضعته في متناول يدي! لقد حاولت طردي من منزلك!

لذلك سيصل إليك انتقامتي وسيقع عليك في الأشياء التي تحبيها كثيرًا! ستعرفين وتشعرين قريباً أنّ الجنية الغاضبة لا يجب إهانتها مع الإفلات من العقاب، لذلك سيكون عقابك بأن يكون لديك ابن مغطى بشعر خشن مثل صغير الدب، ثمّ قاطعه صوت وقال: توقف، كان هذا الصوت صوتًا صغيرًا، وحلوًا وشبيهًا بالنغمات الموسيقية، وبدا أنّه يأتي من أعلى، رفعت أجنيلا رأسها ورأت قُبّرة تدور على الجزء العلوي من الباب الأمامي.

ثمّ قالت القُبّرة: أنت تنتقم من نفسك بقسوة مفرطة من الضرر الذي لحق بك، أنت لا تستطيع الظهور في شخصية الجنيّة، ولكن على الشكل القبيح والمثير للاشمئزاز الذي يسعدك أن تتنكر فيه، وبقوتي التي تفوق قوتك، أنا أمنعك لتضخيم الشر الذي فعلته بالفعل في غضبك الأعمى والذي للأسف! ليس في وسعك التراجع عنه، ثمّ واصلت كلامها بالنظر لأجنيلا.

وقالت: وأنت، أيتها الأم المسكينة، لا تيأسي تمامًا، هناك علاج ممكن لتشوه طفلك، سأمنحه القدرة على تغيير جلده مع أي شخص قد يوافق على تبادل جلده مع جلد ابنك، كان ابنك سيكون له شكل وسيم الذي كان سيبدو عليه لو لم تلعنه أختي الجنيّة الغاضبة، هذا الدليل الرهيب على حقدها وقسوتها.

فأجابت أنجيلا: للأسف! سيدتي القُبرّة، كل هذا التغيير لا يمكن أن يمنع ابني الفقير غير السعيد من أن يكون مقرفًا، كالوحش البري وسوف يتجنبه زملاؤه ويعاملونه كوحش، ردّت الجنيّة: هذا صحيح، والأكثر من ذلك أنّه ممنوع عليك أنت أو باسيريوس تغيير الجلود معه، لكنني لن أتخلى عنك ولا ابنك، سوف تسميه أورسون حتى اليوم الذي يمكن أن يتخذ فيه اسمًا يليق بميلاده وجماله.

ثم يجب أن يطلق عليه الأمير الرائع، وبقول هذه الكلمات، حلّقت الجنيّة بخفة في الهواء واختفت عن الأنظار، وانسحبت الجنيّة الضفدع فيوريوس، مليئة بالغضب، وكانت تمشي ببطء وتستدير في كل لحظة لتحدق في أجنيلا بنظرات مخيفة، وبينما كانت تتحرك ببطء، كانت تبصق سمّها من جانب إلى آخر، وتضرب العشب والنباتات والشجيرات على طول مسارها.

كان هذا سمًا خفيًا لدرجة أنّ جميع النباتات والشجيرات ذبلت على الفور، ولم تزهر مرة أخرى، وأصبح يطلق على الطريق هذا اسم طريق الجنيّة فيوريوس، وعندما وجدت أجنيلا نفسها وحيدة، بدأت تبكي، ودخلت باسيروس بعدما أنهت عملها ورأت ساعة العشاء تقترب، غرفة الطعام وبدهشة كبيرة رأت السيدة تبكي، فقالت لها: عزيزتي الملكة ما الأمر؟ من يمكن أن يسبب لك هذا الحزن العظيم؟

لم أر احدًا يدخل المنزل، فقالت أجنيلا: لم يدخل أحد يا عزيزتي إلا من يستطيع أن يدخل في أي مكان يريده، إنّها جنية شريرة على شكل ضفدع وجنية جيدة تحت مظهر قُبّرة، فقالت باسيروس: وماذا قالت لك هذه الجنيّات يا ملكتي لتجعلك تبكي بشدة؟ ألم تتدخل الجنية الطيبة لمنع المصائب التي أرادت الجنية الشريرة أن تحدثها؟ فقات أجنيلا: لا، يا عزيزتي، لقد خففتهم إلى حد ما، ولكن لم يكن في مقدورها أن تمنعهم عنّي تمامًا.

ثمّ روت أنجيلا كل ما حدث، وأنّها ستنجب ولدًا له جلد مثل الدب، وبعد سماع هذا بكت باسيروس بمرارة مثل سيدتها، وقالت بحزن: يا لها من مصيبة! ماهذا الذل والعار؟ هل وريث مملكة عظيمة يجب أن يكون دبًا! ماذا سيقول الملك الشرس زوجك، إذا كان يجب عليه اكتشافنا؟ فقالت أجنيلا: وكيف سيجدنا يومًا ما، يا باسيروس؟ أنت تعلمين أنّه بعد رحلتنا جرفتنا زوبعة وانطلقنا من سحابة إلى سحابة لمدة اثني عشر ساعة بهذه السرعة المذهلة لدرجة أننا وجدنا أنفسنا أكثر من ثلاثة آلاف فرسخ من مملكة الملك الشرس.

إلى جانب ذلك، أنت تعرفين الملك الشرس، ومدى كرهه لي منذ أن منعته من قتل شقيقه وشقيقته، وأنت تعلمين أنني هربت، لأنّه تمنّى قتلي أيضًا، ليس لدي سبب للخوف من ذلك، فهو لن يلاحقني لأنّني متأكدة من أنّه لن يرغب في رؤيتي مرة أخرى، وبعد أن بكت باسيروس وبكت الملكة لبعض الوقت، طلبت باسيروس من سيدتها أن تجلس على الطاولة.

ثمّ قالت: إذا بكينا طوال الليل، أيتها الملكة العزيزة، فلن نتمكن من منع ابنك من أن يكون كما حكمت عليه الجنيّة، ولكننا سنسعى إلى تثقيفه جيدًا، وجعله رجلاً جيدًا، بحيث لن يمضي وقتًا طويلاً في العثور على روح طيبة وممتنة، وسيتبادل معها الجلد الأبيض بهذا الشعر الذي وضعته عليه الجنيّة الشريرة فيريوس، تلك الهدية الجميلة حقًا، والتي كان من الأفضل لها الاحتفاظ بها لنفسها.

نهضت الملكة المسكينة ببطء وجففت عينيها، ونجحت في التغلب على حزنها إلى حد ما شيئًا فشيئًا، وقبل نهاية المساء، أقنعتها باسريوس أنّ أورسون لن يبقى دبًا لفترة طويلة، وأنّه سيستأنف قريباً شكلاً يليق بأمير نبيل، وأنّها ستكون هي نفسها في الواقع سعيدة للغاية لتبادل جلدها معه، إذا سمحت الجنية بذلك، ثمّ ذهبت هي والملكة إلى غرفهن ونمن بسلام.


شارك المقالة: