قصة أورسون - تضحية فيوليت

اقرأ في هذا المقال


قصة أورسون – تضحية فيوليت أو (Violette’s Sacrifice, Ourson) هي حكاية فرنسية خيالية، من كتاب أورسون، يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر حكاية شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  • أورسون.
  • أجنيلا.
  • باسيروس.
  • فيوليت.

قصة أورسون – تضحية فيوليت:

عندما جاءت ساعة العشاء، نهضت فيوليت وارتدت ملابسها ودخلت غرفة الطعام حيث كان ينتظرها أجنيلا وباسيروس، أمّا أورسون لم يكن هناك، وسألت فيوليت: أين أورسون؟، قالت أجنيلا: لم أره، وقالت باسيروس: ولا أنا، سأذهب وأبحث عنه، وعندما دخلت غرفته ووجدته جالسًا على سريره ورأسه على ذراعه، قالت: تعال يا أورسون بسرعة، نحن ننتظرك على العشاء.

قال أورسون بصوت ضعيف: لا أستطيع أن آتي، لدي ثقل غريب في رأسي، فدخلت أمه وفيوليت بسرعة وحاول أورسون أن ينهض من أجل طمأنتهم، لكنّه سقط على الكرسي، وجدت أجنيلا أنّه كان يعاني من حمى شديدة، قالت فيوليت: أنا سبب مرضه، ولن أترك جانبه حتى يتحسن، سأموت من القلق إذا أجبرتموني على ترك أخي العزيز، ولم تتركه أجنيلا وفيوليت أبدًا ليلًا أو نهارًا أثناء مرضه، وفي اليوم الثامن من مرضه، بدا أن تنفسه أصبح صعب وعيناه هامدتين يعلنان اقتراب الموت.

كانت فيوليت راكعة على ركبتيها، تمسّك بيديه وتبكي بشدة، وفي وسط مشهد الحزن هذا، قاطعتها أغنية حلوة الصمت الحزين لغرفة الصبي المحتضر، وعندما رفعت فيوليت رأسها لترى مصدر الصوت، رأت قُبّرة تطفو على الباب المفتوح، قالت القُبّرة: فيوليت! فارتجفت فيوليت بخوف، ثمّ كرر الصوت الرقيق الصغير للقُبّرة، فيوليت: هل تحبين أورسون؟

قالت فيوليت: نعم، أحبه، أحبه أكثر من أي شخص آخر، أكثر مما أحب نفسي، فقالت القُبّرة: هل تشتري حياته بثمن سعادتك؟ قالت: نعم، بكل سرور سأشتري الحياة له بالتضحية بسعادتي وحياتي، فقالت القُبّرة: اسمعي، إذاً فيوليت، أنا الجنيّة دورليت، وأنا أحب أورسون، وأحبك وأحب عائلتك، إنّ السمّ الذي أطلقته أختي الجنيّة الغاضبة على رأس أورسون كافي للتسبب في وفاته.

ومع ذلك، إذا كنتِ مخلصة له، وإذا كنتِ تشعرين حقًا تجاه أورسون بمشاعر الامتنان والحنان التي تعبري عنها، فإنّ حياته بين يديكِ ومسموح لكِ باستردادها! وإذا كان لا بد من بقائه على قيد الحياة، فسوف تدفعين ثمن وجوده بأبشع تضحية، فقالت فيوليت: سيدتي! أخبريني ما يجب أن أفعله لإنقاذ عزيزي أورسون، أجابت الجنية: حسنًا، يا طفلتي، اقتربي من أذنه اليسرى ثلاث مرات، وقولي في كلّ مرة: إليك! إليك! معك!

ولكن فكري مرة أخرى فيوليت قبل الشروع في هذا العلاج، إذا لم تكوني مستعدة لأصعب التضحيات، فستغمرك أكبر المصائب وستكون أختي فيوريوس سيدة حياتك، فقالت فيوليت: أنا مستعدة للتضحية بحياتي من أجل إنقاذ صديقي وأخي، وألقت بنفسها على أورسون، وقالت في أذنه اليسرى ثلاث مرات، بلهجة المحبة: إليك! لك، معك! وبالكاد قالت هذه الكلمات، عندما نطق أورسون بتنهد عميق، وفتح عينيه.

وعندما رأى فيوليت وأمسك بيديها وقرّبها منه قائلاً: فيوليت، عزيزتي يبدو لي أنني أستيقظ من حلم طويل، أخبريني كل ما مضى، لماذا أنا هنا؟ لماذا أنت شاحبة للغاية وحزينة؟ ،ويبدو أنّ عيونك الجميلة حمراء من البكاء، قالت فيوليت: لا توقظ والدتك إنّها نائمة بجانبك، لم تنم منذ وقت طويل وهي متعبة جداً، لقد كنت مريضاً جداً يا أورسون! فقال: وأنتِ يا عزيزتي فيوليت، لماذا لا تستريحين؟

احمرّت فيوليت خجلاً وترددت، وقالت: كيف لي أن أنام يا عزيزي أورسون وأنا سبب كل معاناتك؟ كان أورسون صامتاً، ونظر إليها بحنان وطلب منها مرة أخرى أن تخبره بما فات، أخبرته بكل ما حدث ولكنّها لم تكشف له الثمن الذي طلبته الجنيّة لعلاجه، لذلك لم يعرف أورسون الحقيقة، وشعر أنه قد استعاد صحته، وقام ومضى إلى والدته بهدوء وأيقظها بقبلة.

اعتقدت أجنيلا أنّه كان حلماً، ودعت باسيروس التي اندهشت عندما أخبرتهم فيوليت أنّ أورسون قد أعادت له الجنيّة الطيبة دولريت الحياة، مرت سنتان بعد ذلك، وكان يرى أنّ فيوليت تظهر في الصباح شاحبة ومرهقة، وعندما سألها عن شحوبها وحزنها، قالت: هل تتذكر الحلم الذي حلمت به في طفولتي، الضفدع والنهر! حسنًا، الليلة الماضية كان لدي هذا الحلم نفسه مرة أخرى.

عزيزي أورسون، حياتك في خطر! إذا مُت، سأموت أيضًا! قال أورسون: كيف! من يهدد حياتي؟ قالت فيوليت: اسمع! كنت نائمًا وجاء إلي ضفدع وقال: إنّ اللحظة التي سيستأنف عزيزك أورسون شكله الطبيعي فيها قد اقتربت، وهو مدين لك بهذا التغيير على شكله، أنا أكرهه! وأنا أكرهك! ولن أجعلكما سعيدان! سوف يموت أورسون ولا يمكنك تحقيق التضحية التي تتأمليها من أجله.

وفي غضون أيام قليلة، وربما في غضون ساعات قليلة سأقوم بإشارة انتقامية لكما، استمع أورسون بجزع كبير لحديث فيوليت، ولم يكن خائفًا من المصير الذي كان يهدده هو، لقد انزعج من التضحية التي قدمتها فيوليت من أجله، فإنّ مجرد التفكير في فيوليت العزيزة والتي ستصبح محبوسة في جلد دبه البشع جعله يرتعد ويفضل الموت، وعندما سألته فيوليت لماذا يرتعد من الخوف بعد سماع كلامها.

قال أورسون: ليس الخوف هو ما يجعلني أرتجف، وليس الخوف هو ما يثيرني، إنّها كلمة نطقت بها الجنية الغاضبّة، والتي لا تفهمين معناها ولكني أفهمها تمامًا، كان التهديد موجّه إليك يا فيوليت، وأنا من أجلك أرتجف! استنتجت فيوليت من هذا أنّ لحظة التضحية قد جاءت، وأنها على وشك أن تُدعى للوفاء بالوعد الذي قطعته للجنيّة دولريت، وبدلاً من الخوف والتراجع، شعرت بفرحة وحيوية.

حيث يمكنها الآن أخيرًا أن تحقق شيئًا من رد الجميل والتفاني، والحنان المتواصل الذي قدمه لها أورسون، ويمكن أن تكون بدورها مفيدة له، ولم ترد على المخاوف التي عبر عنها أورسون ، لكنّها شكرته وتحدثت معه بحنان أكثر من أي وقت مضى، معتقدة أنها ربما ستنفصل عنه قريبًا بالموت، كان لدى أورسون نفس الفكرة، وكلاهما استدعى بشدة حماية الجنيّة دولريت، دعاها أورسون بصوت عالٍ لكنها لم تستجب لندائه.

ومضى اليوم حزينًا، لم تتحدث فيوليت ولا أورسون لأجنيلا حول موضوع انزعاجهم، خوفًا من تفاقم حزنها الذي كان يتزايد باستمرار ، في تلك الأثناء كان في اليوم الذي حلمت فيه فيوليت بحلمها المخيف، كان لأجنيلا حلم أيضًا، فظهرت لها الجنيّة دولريت، وقالت لها: أيتها الملكة الشجاعة، في غضون أيام قليلة، سيفقد أورسون جلد الدب الملتصق به، ويمكنك أن تعطيه اسمه الحقيقي الأمير مارفيلوس.

استيقظت أجنيلا مليئة بالأمل والسعادة، وضاعفت حنانها لفيوليت، معتقدة أنها ستدين لها بسعادة ابنها، وبعد انتهاء اليوم، ذهب الكل إلى غرفهم، وكان كل واحد ينام في الليل بمشاعر مختلفة، فيوليت وأورسون، المليئين بالقلق من المستقبل الذي بدا مهددًا للغاية، وقلب أجنيلا محاط بالفرح في المستقبل الذي بدا قريبًا جدًا ومليئًا بالسعادة، أمّا باسيروس كانت مندهشة من حزن أحدهما وفرحة الآخر و هي تجهل سبب كليهما.


شارك المقالة: