قصة أورسون – القتال أو (The Combat ,Ourson) هي حكاية فرنسيه خيالية، من حكاية فرنسية خيالية، يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر حكاية شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر (Penn Publishing Company).
الشخصيّات:
- أورسون.
- فيوليت.
- باسيروس.
- أجنيلا.
- الجنيّة الطيبة.
- الجنيّة الشريرة.
قصة أورسون – القتال:
قال أورسون: أبداً سيدتي، أسفي الوحيد هو أنني لم أعرف في وقت قريب ما الذي يمكنني فعله لكنت قد منعتها، فلوّحت الجنية دروليت، التي اتخذ وجهها تعبيراً غير مألوف من الشدة والتهيج، بعصاها وقالت: اصمتي يا أختي! لن تنتصري طويلاً على فيوليت، سأقدم علاجاً لتلك المصيبة، إخلاصها السخي يستحق المكافأة، قالت فيوريس: أتحداك أن تأتي لمساعدتها تحت طائلة غضبي.
أجاب دروليت: أنا لا أشك في غضبك يا أختي، لكنني لن أعاقبك على ذلك، فقالت الجنيّة الشريرة: معاقبتي! هل تجرؤين على تهديدي؟ ثمّ ركبت عربتها، وارتفعت في الهواء وحاولت أن تطلق على دروليت كل سمّ ضفادعها من أجل خنقها، لكنّ قّبّرات دروليت المخلصات أبقت باب عربتها مفتوحًا وقفزت في الداخل، وارتفعت القُبّرات في الهواء، وحلقن فوق الضفادع، وبدأ قتال كبير بين جنود الجنيتين.
انتهى بأن قامت الضفادع بإلقاء سمومهم على القبرات الأقرب إليهم، وقامت دولريت بإنقاذ القُبّرات بسرعة، وارتفعت مرة أخرى في الهواء وسقطت بجيشها على الضفادع حتّى أنّ القُبّرات مزقت عيونهم بمخالبهن، قبل أن يكون لدى فيوريوس وقت لإنقاذ جيشها، كانت صرخات الضفادع وأزيز القُبّرات أحدثت ضوضاء تصم الآذان، ثمّ دعت الجنية دروليت ملكة الجنيّات لمساعدتها.
بالكاد لفظت هذه الكلمات عندما سقطت عربت الجنيّة الشريرة بشدة على الأرض، وهلكت الضفادع واختفت العربة، وبقيت الجنيّة الغاضبة فقط على شكل ضفدع ضخم، كانت تحدق في دروليت وقُبّراتها في حالة من الغضب ولكن قوتها تحطمت، ثمّ أنزلت الجنيّة دروليت عربتها ونزلت إلى الأرض وقالت: ملكة الجنيّات عاقبتك على جرأتك يا أختي، يجب أن تتوبي إذا أردت العفو، كان الجواب الوحيد لفيوريوس هو بصق سمها.
مدّت دروليت عصاها نحوها وقالت: أنا آمرك بالاختفاء وعدم الظهور مرة أخرى للأمير مارفلوس أو فيوليت أو لأمهم، وعندما نطقت دروليت بهذه الكلمات، اختفى الضفدع، ولم يبقَ بقايا للعربة ولا للضفدع، ظلّت دروليت بعض الوقت بلا حراك، وكأنها تطرد فكرة حزينة من رأسها، ثمّ اقتربت من الأمير الرائع فقالت له: يا أمير، اللقب الذي أعطيته لك يشير إلى مكانتك الحقيقية.
أنت ابن ملك وملكة، وأنت الأميرة فيوليت، ولادتك مساوية لولادة الأمير الرائع، كان والدك وأمك هما الملك إيندولنت والملكة نونشالانت اللذين أصبحا أخيرًا ضحايا الملك الشرس، ومنذ ذلك الوقت، قُتل الملك فيروسيوس على يد رعاياه الذين لم يعودوا قادرين على تحمل طبعه القاسي، ثمّ قالت: إنّهم يتوقعون منك أيها الأمير أن تحكم عليهم، لقد كشفت لهم وجودك ووعدتهم بأنك ستأخذ زوجة تليق بك.
يمكنك الاختيار من بين الأميرات الاثني عشر الذين احتجزهم والدك بعد أن قتل أهلهن، كلهنّ جميلات ولكل منهنّ مملكة تقع في نصيبها عند الزواج، أبقت المفاجأة الأمير الرائع صامتًا، وفي آخر كلمات الجنيّة التفت نحو فيوليت، ورأى أنّها كانت تبكي، فقال: لماذا تبكين يا فيوليت؟ هل تخشين أن أحمر خجلاً من أجلك، وأنني لن أجرؤ على الشهادة أمام الجميع بارتباطي معك؟ أو أن أخفي ما فعلته من أجلي أو أنسى الروابط التي تربطني بك إلى الأبد؟
هل تصدقي أنني سأكون ممتنًا بما يكفي للبحث عن فتاة أخرى غيرك وملء مكانك بأي من تلك الأميرات التي أسرها والدي؟ لا، عزيزتي فيوليت! حتى هذا الوقت لم أر فيك سوى أخت، ولكن من هذه اللحظة أنت رفيق حياتي، وزوجتي! فقالت فيوليت: هذا مستحيل! كيف يمكنك أن تجلس على عرشك مخلوقًا مثيرًا للاشمئزاز مثلي؟ دعني أعيش بالقرب منك وبالقرب من والدتك، وحيدة، مجهولة، ومغطاة بالحجاب.
أصرّ الأمير على رأيه، ولم تقل أجنيلا شيئًا حيث كانت ترغب في أن يقبل ابنها حتى هذه التضحية الأخيرة من فيوليت المسكينة، وأن يسمح لها ببساطة بالعيش بالقرب منهم ولكن مختبئةً عن العالم، قال الأمير أخيرًا: فيوليت، بما أنك ترفضين مطلقًا اعتلاء العرش معي، فأنا أتخلى عنه وعن كل السلطة الملكية لأعيش معك كما كان من قبل في عزلة وسعادة، وبدون حضورك سيكون العرش عبئًا ثقيلًا، أمّا بوجودك بجانبي، ستكون مزرعتنا الصغيرة جنّة!
فقالت فيوليت: نعم، ياعزيزي، لقد انتصرت دعنا نعيش كما عشنا سنوات عديدة متواضعين في حياتنا، سعداء في عواطفنا، قالت الجنيّة: أيها الأمير النبيل والأميرة الكريمة، ستكافأين على هذه الحنان النادر والمخلص، ثمّ قالت: أيها الأمير، هناك في البئر التي حملتك إليها أثناء الحريق كنز لا يقدر بثمن لك ولفيوليت، انزل إلى البئر، وابحث عنه، وعندما تجده أحضره إلي، سأخبرك بقيمته.
لم ينتظر الأمير وركض نحو البئر، ونزل هناك، وعند وصوله إلى القاع لم ير شيئًا سوى السجادة التي كانت موجودة منذ البداية، فتش في جدران البئر وأخيرًا رفع السجادة، ورأى حجرًا أسود مرتبطًا بحلقة، رفع الحجر واكتشف نعشًا كان يتلألأ، فقال: هذا يجب أن يحتوي على الكنز الذي تحدثت عنه الجنيّة، فحمل الأمير النعش الذي كان خفيفًا، وصعد السلم على عجل، ممسكًا النعش بحذر بين ذراعيه.
سلّم النعش إلى الجنيّة، فقالت أجنيلا: هذا هو النعش نفسه الذي فقدته في الحريق، فرّدت الجنيّة: هذا هو المفتاح، افتحه يا أمير، فسارع الأمير إلى فتحه، فوجدوا الأساور التي كانت ترتديها فيوليت عندما وجدها ابن عمها نائمة في الغابة، وقنينة من الزيت المعطر! أخذت الجنيّة الأساور وأعطتها لفيوليت، وقالت: هذه هي هدية زفافي يا طفلتي العزيزة، كل قطعة من هذه الأساور لها خاصية الحماية من كل التأثيرات الشريرة للشخص الذي يرتديها.
وبالنسبة لقارورة الزيت المعطر هذه، فهي هدية زفاف الأمير ابن عمك، أعلم أنك تحب العطور، فهذا له فضائل خاصة، استخدمه اليوم، عندما تذهب لمملكتك، قال أورسون: أنا أتخلى عن مملكتي يا سيدتي، فقالت أجنيلا: من سيحكم شعبك؟ أجاب أورسون: أنت يا أمي، إذا كنت ترغبين في ذلك، كانت الملكة على وشك الرفض، عندما تدخلت الجنيّة.
قالت الجنيّة: سنتحدث عن هذا غدًا، ونظرت لأجنيلا وقالت: أنت يا سيدتي، أنا أمنعك من قبول التاج أو رفضه قبل عودتي، وأنت أيها الأمير العزيز، أنا أمنعك من تكرار هذا العرض قبل عودتي، وداعاً حتى الغد، عندما تكون سعيداً حقاً، وصعدت الجنية عربتها، وطارت القُبّرات كالبرق وسرعان ما اختفت تاركة ورائها عطرًا رائعًا.