يجب علينا أن نعلّم أطفالنا أهميّة قول الحقيقة، وأن نعطيهم الحرية بالتعبير عن أنفسهم، فالكتمان للطفل يسبّب له الكثير من الأذى والأضرار على نفسيّته، هذ ما حدث مع ميساء التي كانت تحب الكتمان، ولم تكن تخبر أمّها بأي شيء من الأشياء التي تحزنها، ولكن هذا الأمر سبّب لها الكثير من الأذى، وقرّرت أن تصبح صديقة لأمّها وأن تخبرها بكل شيء يحدث معها.
قصة أين صوتي
ميساء فتاة طيبة ورقيقة كثيراً، كانت تحب والديها كثيراً وتحب كل من حولها، ولكنها تعاني من شيء واحد وهو حبّها لكتمان أسرارها؛ فعندما تواجه أي موقف يسبّب لها الضرر أو الأذى، تعود للمنزل وتتظاهر بعدم الحزن، ولا تخبر به أمّها أو أي أحد.
كان هذا الأمر يسبّب لها الكبت الشديد لمشاعرها؛ فأي فتاة صغيرة تكون بحاجة للتحدّث مع أمّها، ولكن هي كانت لا تحب أن تحكي عن أحزانها لأحد، ظنّاً منها أن هذا الأمر قد يحزن الآخرين كذلك، كانت الأم تسألها كثيراً عن سبب جلوسها في غرفتها لساعات طويلة، ولكن ميساء كانت تتظاهر بانشغالها بالدراسة، بينما في الحقيقة كانت تبكي معظم الأوقات بسبب ما يحدث معها.
وفي يوم من الأيام بينما كانت في غرفتها تخلد لفراشها من أجل النوم، إذ ذهبت في النوم وبدأت ترى نفسها بالحلم وكأنّها تدخل في جدال كبير مع صديقتها سارة، وينشأ بينهما خلاف كبير، وكانت تريد العودة للمنزل لإخبار أمّها بما حدث، فقد حدث وشتمت سارة والدتها بلفظ غير لائق.
وعندما وصلت ميساء المنزل وأرادت الكلام لم يخرج صوتها، وصارت تبحث عن صوتها في كل مكان، ولكنّها لم تجده، حاولت جاهدة لأكثر من مرّة أن تخرج صوتها ولكن دون فائدة، ظلّت تبحث وتبحث حتّى وصلت لغرفتها أخيراً، وجدت بداخل غرفتها علبة زجاجية وكأنّها تتحرّك.
عندما قامت ميساء بفتح هذه الزجاجة خرج صوتها من هذه الزجاجة فجأة، وكان صوتها حزين جدّاً، وفي ذلك الوقت شعرت بالراحة الكبيرة، عندما استيقظت من نومها علمت أن هذا الحلم كان يعني لها الكثير؛ فهي تشعر بالحزن الكبير بداخلها بسبب كتمانها الكثير من الأمور عن أمّها، ومن ذلك الوقت قرّرت ميساء أن تتحدّث مع أمّها وتخبرها بكل شيء، وصارت هي وأمّها كالأصدقاء.