قصة احتفال الأبقار

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا أن نعلّم أطفالنا أنّنا لا نميّز بين أحد منهم عن الآخر لأي سبب، فدائماً ما يحب المربي أبناؤه كلّهم بالدرجة ذاتها، هذا ما حاول المزارع أن يعلّمه لأبقاره التي اختلفت على نسبة حب المزارع الطيب لها، ولكنّها اكتشفت في نهاية الأمر أن المزارع يحبهما كلاهما بنفس الدرجة.

قصة احتفال الأبقار

كان هنالك مزارع طيب يمتلك مزرعة صغيرة وبداخلها الحيوانات، يمتلك هذا الرجل من الحيوانات ثلاثة من الخراف والأبقار وحصان وثور واحد وحمار، ويمتلك كذلك البعض من البط والدجاج، كان المزارع يحب حيواناته ويعتني بها كثيراً؛ فيقدّم لها الطعام والشراب، ويقوم بتنظيف حظيرة الحيوانات بشكل يومي، حتى إنّه كان يجلس ويتحدّث مع حيواناته ويشعر أنّها تفهمه ويفهمها.

وفي يوم من الأيام نشب شجار صغير بين بقرتين، كانت الأولى لونها بني والثانية سوداء، قالت البقرة ذات اللون البني: أنا هي المفضّلة لدى المزارع؛ فهو يضع في رقبتي ياقة لونها أحمر، أمّا البقرة السوداء فقالت: بل أنا هي المفصلّة لدى صاحبي؛ فهو يضع حول عنقي ياقة وجرس أيضاً.

حاولت حيوانات المزرعة أن تفصل بين البقرتين، جاء الثور وقال لهما: لا داعي لهذا الخلاف؛ فالمزارع يحبّنا جميعاً بنفس الدرجة، ولا يفرّق بين أي أحد، ولكن البقرتين استمرّا بالخلاف، وقالت البقرة البنية للسوداء: سأمتنع عن إنتاج الحليب لعدّة أيام، لأثبت لكِ أن المزارع يحبّني أكثر، وقالت البقرة السوداء: وأنا سأمتنع عن إنتاج الحليب؛ وستري ماذا سيفعل المزارع معي.

في اليوم التالي جاء المزارع لحلب أبقاره، وعندما اقترب من البقرة البنيّة وأراد حلبها، لم تنتج له شيئاً، فذهب إلى البقرة السوداء وكانت النتيجة نفسها، حزن المزارع وكان يظن بأنّ أبقاره مريضة؛ فذهب وأحضر الطبيب ليفحصها، وعندما قام الطبيب بفحصهم أخبر المزارع أن البقرتين سليمتين، ولكن إن بقيا هكذا فمن الأفضل أن يقوم بذبحهما وبيع لحومهما والاستفادة منهما.

عندما غادر الطبيب جلس المزارع حزيناً يبكي على أبقاره ويقول: كيف سأقوم بذبحكما وأنا اعتدت أن أكون معكما كل يوم، لقد ربيّتكما عندما كنتما صغيرتين، غضبت حيوانات المزرعة من تصرّف هاتين البقرتين الغير مسؤول، ولكن البقرتين مع مرور الوقت شعرا بالندم؛ بسبب أنّهما سببّا الخسارة للمزارع بعدم بيع الحليب، وقرّرا أن ينتجا له الحليب كما كان وأكثر، فرح المزارع كثيراً، وقرّرت حيوانات المزرعة أن تقوم بالاحتفال بتلك المناسبة، فأحضروا البرسيم ووضعوه أمام البقرتين وأقاموا احتفالاً كبيراً، وعلمت البقرتين وقتها أن المزارع يحب كل حيوانات المزرعة بنفس الدرجة.


شارك المقالة: