قصة الأبقار الثلاث أو (The Three Cows) هي قصة خيالية للكاتب جوزيف جاكوبس، وهي من الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.
الشخصيات:
- المزارع.
- الجنيّات.
- البقرات الثلاث.
قصة الأبقار الثلاث :
كان هناك مزارع، وكان لديه ثلاث بقرات كنّ جميلات وبدينات وكانت أحداهنّ تُسمى فيسي، والأخرى دايموند، والثالثة بيوتي، وفي صباح أحد الأيام ذهب إلى حظيرة بقراته، ووجد هناك البقرة فيسي حيث كانت نحيفة جدًا لدرجة أنّ الرياح كانت ستدفعها بعيدًا، كان جلدها يتدلى حولها وقد ذهب كلّ لحمها، وحدقت من عينيها العظيمتين كما لو أنها رأت شبحًا، وما هو أكثر من ذلك أنّ المدفأة في المطبخ كانت كومة كبيرة من رماد الخشب.
لقد أزعجه ما رأى، ولم يستطع أن يرى كيف حدث كل هذا، وفي صباح اليوم التالي خرجت زوجته إلى الحظيرة ورأت البقرة دايموند كانت تبدو بحالة سيئة أيضاً وتبدو مثل فيسي لا شيء سوى كيس من العظام، وذهب كل اللحم عنها، وذهب نصف كمية الخشب أيضًا وكانت المدفأة كانت مكدسة بارتفاع ثلاثة أقدام من رماد الخشب الأبيض.
عندها عزم المزارع على مراقبة الحظيرة الليلة الثالثة ليرى ما يحدث هناك ليلاً، فاختبأ في خزانة كانت خارج باب الحديقة، وترك الباب مواربًا حتّى يرى ما يجري هناك، وبدأت عقارب الساعة تدق بهدوء الليل ببطء، وكاد المزارع يتعب من الانتظار، وكان عليه أن يعضّ إصبعه الصغير في كل دقيقة ليبقى مستيقظًا، وعندما فتح باب منزله فجأة واندفع ربما ألف جنّية، وكانوا يضحكن ويرقصن ويسحبن رسن البقرة بيوتي حتى أحضرن البقرة إلى وسط الغرفة.
توقع المزارع حقًا أنّه سيموت من الخوف، وربما لم يكن لديه فضول للبقاء والانتظار، وفكر بضرورة الهروب للبقاء على قيد الحياة، وبقيت عقارب الساعة تدق، لكنّه لم يعد يسمعها الآن، ثمّ أصبح عازمًا جدًا على التحديق في الجنيّات وما سيجري لآخر بقرة جميلة لديه، ثمّ رآهنّ يلقينها ويسقطنّ عليها ويقتلنها، ثمّ مزقنها بسكاكينهنّ وفتحنّ جسدها وسلخنها.
ثمّ ركض بعض الصغار وجلبوا حطبًا وأحدثوا حريقًا هائلاً في الموقد، وهناك قاموا بطهي لحم البقرة، وسلقن وطبخن كلّ شيء فيها حتّى أحشائها، وصاحت أحداهن التي بدا أنّها الملكة: اعتنين بأنفسكن، ولا تكسرن أي عظم، وعندما أكلنّ جميعًا، وأكلنّ كل قطعة من لحم البقرة حتّى بدأن يلعبنّ بالعظام، ويقذفنها نحو بعضهن البعض حتّى سقطت عظمة ساق صغيرة بالقرب من باب الخزانة.
وكان المزارع خائفًا جدًا خشية أن تأتي الجنيّات إلى هناك ويجدنه في بحثهنّ عن العظمة حتّى أنّه مد يده وسحبها إليه، ثم رأى الملكة واقفةً على المنضدة وتقول: اجمعنّ العظام! وطارت جميع الجنيات بحركات سريعة كالبرق حتّى أصاب المزارع الدوار لشدة سرعتهنّ ووقف مذهولاً وقد نسي نفسه في مراقبة تلك العفاريت، وقد استمرينّ في التقاط العظام، وبعد اكتمال مهمتهنّ قالت الملكة: رتبوهنّ.
ووضعوهنّ جميعًا في أماكنهنّ المناسبة وقمنّ في إخفاء بقايا البقرة، ثمّ لففن الجلد عليها وضربت الملكة بعصاها كومة العظام والجلد، وقام بحركة معينة حتّى قفزت البقرة وتوقفت بشكل رهيب، لقد كانت على قيد الحياة مرة أخرى، لكن للأسف هذه المرة عندما كانت الجنيات يسحبنها إلى مكانها في الحظيرة، توقفت غير قادرة على جرّ نفسها، لأنّ هناك عظمة مفقودة.
وفجأة صاح الديك ويبدو أنّ ضوء الفجر قد اقترب منهنّ، لذلك طرنّ بعيداً، وزحف المزارع إلى الفراش وهو يرتجف، ولا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة من شدة رهبته.