قصة الأرنب الشره

اقرأ في هذا المقال


علمنّا رسولنا الكريم أن نأكل بقدر حاجتنا دون أن نضر أنفسنا، ولكن الشخص الذي يتصّف بالطمع يشعر دائماً أنّه يريد المزيد حتّى بالطعام، سنحكي في قصة اليوم عن أرنب يأكل ولا يشبع، ويمضي أوقاته بالأكل والنوم فقط، ممّا أدّى إلى عجزه عن الركض والقفز، وعندما تعرّض للافتراس من قبل الثعلب فقد ذيله بسبب عدم قدرته على الهرب.

قصة الأرنب الشره:

كان هنالك أرنب لا يحب في حياته إلّا الأكل والنوم؛ فيمضي وقته طوال النهار بالأكل وفي الليل يأكل ثم ينام، ويشعر بأنّه لا يشبع أبداً وكثير التذمّر لأن الطعام لا يعجبه ولا يكفيه كما يريد؛ فهو على الرغم من كثرة أكله إلّا أنّه يرى أنّه لا يكفيه هذا ويريد المزيد أيضاً.

في يوم من الأيام قرّرت الأرانب أن تذهب إلى الحقل لتناول الأوراق الخضراء، وعندما شعرت هذه الأرانب بالشبع خرجت سريعاً ما عدا الأرنب الشره؛ فبقي يأكل ويأكل وكأنّه لا يشبع، قال له أحد الأرانب: هيا أخرج من الحقل قبل أن يأتي صاحبه ويراك، فقال له الأرنب الشره: كلّا لم يأتِ بعد، فالتفت الأرنب فرآه قادماً فصرخ قائلاً: لقد أخبرتك ها هو قد جاء، فرد عليه الأرنب الشره: الحمد لله فهو لا زال في الحقل المجاور ولم يصل بعد، أنا أريد آكل فأنا لم أشبع بعد.

بعد وقت قليل وصل صاحب الحقل؛ فأسرعت جميع الأرانب بالركض والقفز هرباً منه، ولكن الأرنب الشره لما بدأ يركض وجد نفسه متعباً من شدّة الأكل، ولم يستطع حتّى القفز، وعندما حاول أن يركض ويقفز للهروب كان هنالك مجموعة من الأحجار على حافّة الحقل؛ فتعثّر بها ووقع وأصابته هذه الأحجار في عدّة أماكن في جسمه.

وصل صاحب الحقل واستطاع الاقتراب من الأرنب الشره وهو يحمل عصاً بديه، فقام برميها على الأرنب وأصابته بجسمه وشعر بالألم الكبير، فبدأ يزحف من شدّة تعبه والآلام التي بجسده، استطاع بنهاية الأمر أن يصل لمنزله، وشكر الله وحمده على أنّه لم يمت، كان يسير خلف هذا الأرنب ثعلب، وكان يراقبه وهو يتعثّر بمشيه على الأرض؛ فعندما اقترب منه مسك بذيله وكان هو على باب المنزل.

حاولت الأرانب شدّه بقوّة لإنقاذه من الثعلب الذي يريد افتراسه، ولأن معدته كانت مليئة بالطعام علق بالباب، كانت الأرانب تشدّه من الداخل، أمّا الثعلب فيقوم بشد ذيله وهو يصرخ من شدة الألم، بنهاية الأمر استطاعت الأرانب أن تدخله للمنزل، ولكن بعد أن قطع الثعلب ذيله، وعاش بقية حياته يتحسّر على الذيل الذي فقده بسبب شراهته في الأكل.


شارك المقالة: