لا ينال المرء العزّة إلّا بالرضا، فهنالك بعض الأشخاص من يقبلون الذل كي يظفرون بحياة أفضل، ولا يعلمون أنّهم لو كانوا راضيين بما هم عليه لم ينالوا إلّا العزة، هذا ما حدث مع الأسد الذي حلّت به لعنة أحد الناسكين؛ فطلب من ملك الضفادع أن يهبه طعاماً لكي يأكل، ولكن ملك الضفادع اشترط عليه أن يعيش ذليلاً لديه كي يعطيه ما يقتات به، وافق الأسد على ذلك، ولو أنّه كان لو مات من جوعه لما عاش ذليلاً.
قصة الأسد الذليل
في إحدى الغابات كان هناك أسد يعيش في الغابة، وكلّما يشعر هذا الأسد بالجوع يذهب ويفترس من الحيوانات ما يريد، مرّ الوقت وكبر هذا الأسد حتّى أصبح عاجزاً عن صيد الحيوانات، وفي مرّة من المرّات كان هذا الأسد يمشي حزيناً لوحده، ومرّ بجانب النهر الذي كان مليئاً بالضفادع، صار الأسد يتذكّر تلك الأيام التي كان يصطاد بها تلك الضفادع.
لاحظ أحد الضفادع حزن الأسد فسأله عن سبب حزنه، فقال له: وكيف لا أكون حزيناً وأنا الذي كنت آكل منكم ما أريد، أمّا الآن فلو كنت استطعت أن أصيد أي ضفدع، فلن أقوى حتّى على أكله، عندما سمع الضفدع ذلك أسرع وذهب إلى ملك الضفادع وأخبره بما سمعه من الأسد.
جاء ملك الضفادع وسأل الأسد عن سبب قوله، قال له الأسد: بينما كنت في مرّة من المرّات أركض وراء أحد الضفادع كي آكله، إذ دخل منزل ناسك، وعندما رآني هذا الناسك دعا علي بالمرض والعجز، وقد تحقّق دعائه وأنا الآن عاجز عن الصيد والأكل، وحلّت بي لعنة دعائه، وأنا الآن لا أستطيع أن أشبع إلّا بما يتصدّق علي ملك الضفادع.
فكّر ملك الضفادع قليلاً ثم قال في نفسه: إنّها فرصتي كي أنال العز والشرف وأصبح أنا الملك، ثم قال للأسد: أنا سوف أعطيك كل يوم ضفدعين ولكن بشرط، قال له الأسد: وما هو شرطك؟ قال له ملك الضفادع: يجب عليك أن تجعلني أصعد على ظهرك، وتمشي بي في كل أنحاء الغابة كل يوم، فكّر الأسد قليلاً ولم يكن أمامه إلّا أن يوافق، وهكذا أمضى الأسد ما تبقّى من حياته ذليلاً كي يظفر بلقمة عيشه.