تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب البريطاني الصادرة عن المؤلف الشهير ستيفن نايت، وقد دار محور الحديث فيها حول إحدى العصابات التي قامت بجرائم عدة في وقت من الأوقات في العديد من المدن العالمية.
قصة الأقنعة الهزيلة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة برمنجهام، وقد كان وقت الوقائع بعد الحرب العالمية الأولى، حيث أنه في تلك الفترة وقعت إحدى الصفقات التي تُعنى بالأسلحة في يد واحدة من ضمن العصابات التي انتشرت بشكل واسع في ذلك الوقت وتعرف باسم عصابة بيكي، وفي تلك الأثناء تم تكليف أحد أهم المحققين والذي يدعى المحقق كمبل في تولي تلك القضية والبحث عن الأسلحة، وقد كان السيد كمبل أحد كبار المفتشين في الشرطة الملكية.
وأول ما التقى المحقق مع رئيس العصابة كان في سباق للخيول، وهناك حدث بين المحقق ورئيس العصابة الذي يدعى توماس خلاف كبير وقد حاول المحقق الضغط على رئيس العصابة من أجل أن يعترف بمكان وجود الأسلحة، وبعد أن وجد أنه لا فائدة منه حاول المحقق البحث عن عدة شخصيات من أجل الوصول إلى المكان الذي توضع فيه الأسلحة، وقد كان برفقة المحقق في تلك العملية ضابطة تدعى جريس، وخلال بحث تلك الضابطة حول القضية وقعت في حب رئيس العصابة.
وفي يوم من الأيام قام توماس بتهديد المحقق أن يبتعد عن عائلته وأنه إذا لم يقوم بذلك، فإنه سوف يقوم بتسليم ما بحوزته من أسلحة إلى أفراد المقاومة الأيرلندية، وفي ذات الوقت وقع عراك بين عائلة رئيس العصابة وعائلة أخرى تعود لرئيس عصابة آخر تعرف باسم عصابة لي؛ وقد كان ذلك الخلاف بسبب حصان سباق، وذلك العراك جعل توماس يتحالف مع المحقق، لكن ذلك التحالف لم يستمر لفترة طويلة، إذ سرعان ما انقلب عليه.
ومن أجل تهدئة الأوضاع بين العائلتين قامت عائلة توماس بتزويج ابنهم الأصغر والذي يدعى جون من ابنة عائلة لي والتي تدعى إيمي، لم يكن جو راضياً عن ذلك الزواج، إلا أن عائلته أجبرته على ذلك، وفي أحد الأيام خوفاً من أن يقوم المحقق بإيذاء أحد من عائلة توماس وبسبب الحب الكبير الذي تكنه له الضابطة، قامت بإخبار المحقق عن مكان الأسلحة، وفي المقابل قد أخذت وعداً منه بأن يقوم بحماية عائلة توماس؛ وذلك لأنه تحالفت عائلة توماس مع عائلة لي ضد المحقق.
وقد استمر تحالف العائلتين ضد المحقق لفترة طويلة، وفي ذات الوقت كانت تسعى عائلة توماس إجراء توسع في أعمالها وعلى وجه التحديد في عمل المراهنات، وهذا الأمر قد دفعها إلى الانتقال إلى مدينة لندن، وفي لندن تدخل عائلة توماس في صراع مع شخص يدعى دربي، وقد كان دربي له علاقات وأتباع كُثر، والذي أمرهم أن يقوموا بالهجوم على اثنين من أشقاء توماس واللذان يدعيان تومي وآدا، وحينما تم الهجوم عليهما ومحاولة قتلهما سرعان ما تدخل المحقق وأنقذ حياتهما؛ وذلك من أجل الوعد الذي قطعه للضابطة.
وفي مدينة لندن واجهت العائلة الكثير من الصعوبات والتعقيدات كما توسعت مشاكلهم كذلك، وفي إحدى المشاجرات دخل أحد أشقاء توماس الذي يدعى آرثر في مشاجرة كبيرة، وعلى إثر تلك المشاجرة قام آرثر بقتل أحد الأشخاص وتم إلقاء القبض عليه وزجه في السجن، وهنا فكرت عمة توماس أن تتبع المحقق فهي تعتقد أنه هو ما جر خلفه كل تلك المشاكل، وحينها عزمت على قتله، وبالفعل لم تمضي أيام قليلة حتى قتلته، وهنا اتضح لكافة أفراد عائلة توماس أن بقائهم في لندن لن يكون من الأمور السهلة، إلا أن هذا الأمر لم يردعهم من أجل العودة إلى مدينتهم، إذ تقرر العائلة القتال لأخر نفس، وأول ما قاموا به هو عقد اتفاق بين كل من شخص يدعى أرفي وتوماس؛ وقد كان ذلك الاتفاق من أجل القيام بسرقة الرهانات من السيد دربي.
وبعد مرور ما يقارب على العامين من الصعوبات التي عاشتها العائلة قرر كل من توماس والضابطة العقد على الزواج، وذلك من أجل أن تتحسن نفسيات الجميع من تلك المتاعب، إلا أن ما حصل بعد ذلك كان أعظم، حيث أنه تتورط العائلة في إحدى صفقات تبادل أموال، والتي كان ينبغي عليها إتمامها مع دوقة تدعى تاتيانا، ولكن تلك العملية باءت بالفشل؛ وذلك لأن المسؤول على تلك العملية قدم لهم كلمة سر خاطئة، وسرعان ما قام أحد أفراد العائلة بقتله.
ويوماً عن يوم كان يزاد أعداد الأعداء لتلك العائلة، مما تسبب في قتل الضابطة، ولكن رأى توماس أنه ينبغي عليه إكمال حياته ومواجهة المصاعب؛ وذلك من أجل حماية عائلته، ولهذا قام في ذلك الوقت بإبرام صفقة سيارات مدرعة، في تلك الأثناء تظهر أمام توماس شخصية جديدة وهو قديس يدعى السيد هيوز، ولكنه كان لا يروق إلى توماس، وهذا ما جعله يفكر في اغتياله، إلا أن تلك العملية فشلت بسبب اعتراض عمة توماس على ذلك الأمر، ولكن ذلك القديس قام بخطف ابن توماس، وهنا رأى توماس أنه من الأفضل أن يقوم بقتله، وهذا ما حصل بعد عدة لحظات وتمكن توماس من تحرير ابنه، ولكن تلك الجريمة قد أسفرت عن إلقاء القبض على كل من عمة توماس وابنها الذي يدعى مايكل وشقيقه الذي يدعى جون.
وبعد مرور ما يقارب ستة شهور تم الحكم عليهم بالإعدام، وهنا قام توماس بإرسال تهديد شديد اللهجة للحكومة، وقد كان ذلك التهديد يسفر عن قتل مجموعة كبيرة من الناس الأبرياء، وهذا ما دفع بالحكومة من أجل إطلاق سراحهم والعفو عنهم وعن آرثر كذلك.
ولكن لم تستقر حياة العائلة بعد ذلك، إذ واجهت تهديد لحياتهم قادم من دولة إيطاليا في هذه المرة؛ وقد حدث ذلك جراء تورطهم مع إحدى عصابات المافيا الإيطالية، وقد كان ذلك التهديد يتولى مهمة تنفيذه شخص يدعى لوكا، إذ حضر من إيطاليا من أجل قتل العائلة، ولكنه لم يتمكن سوى من قتل جون، وحينما حصل ذلك سرعان ما قام توماس بقتله، وهنا بدأ يفكر توماس في طريقة يؤمن الحماية لعائلته، وقد توصل إلى أن أنسب حل هو أن يقوم بالترشح من أجل أن يصبح عضو في البرلمان، وبالفعل نال ذلك وأصبح عضو في البرلمان.
ثم بعد ذلك بدأ مايكل ابن العمة يتولى شؤون العائلة المالية، ومع بدء انهيار وول ستريت حذره شقيق توماس الذي يدعى تومي من أجل أن يقوم بسحب أموالهم من البورصة، ولكن مايكل تجاهل ذلك التحذير مما تسبب في خسران العائلة مبلغ مالي كبير ومن هنا توترت العلاقة بين كل من مايكل وتومي.
وعلى إثر ذلك التوتر يقرر مايكل العودة مع زوجته التي تدعى جينا إلى برمنجهام، ولكن تلك العودة لم تستمر طويلاً، فلم يلبث هناك فترة قصيرة حتى عاد من جديد بالانضمام إلى العائلة، ولكن الغالبية من أفراد العائلة كانوا ينظرون إليه على أنه خائن للعائلة، وخاصة تومي، كانت زوجة مايكل متعطشة للسيطرة على العائلة، وفي كل يوم تدفع مايكل من أجل أن يطلب من جميع أفراد العائلة التنحي عن الشركة وترك زمام الأمور له ولها، ولكن في إحدى المرات قام تومي بطردهما من المنزل.
وفي ذلك الوقت على الرغم من خسران العائلة إلى الأموال، إلا أن تومي بدأت مسيرته السياسية تلمع وتسير بقوة، وقد أصبح نائب عن مدينة برمنجهام في البرلمان، وفي يوم من الأيام قام تومي بتقديم كم من المعلومات إلى أجهزة المخابرات البريطانية حول من يدعى وأزوال.
وفي إحدى المرات حاول تومي قتل وأزوال؛ وذلك لأنه اعتقد أن أجهزة المخابرات لا تفعل ما يكفي، لكن محاولته باءت بالفشل، وفي النهاية القصة ازداد التوتر في الأحداث وقد أوصل ذلك الأمر بتوماس إلى حافة الجنون فيضع المسدس على رأسه، بينما ظهر أمامه فجأة شبح زوجته الضابطة، إذ دعته للعكوف عن ذلك الأمر، ولكنه لم يصغي إلى ذلك، وحينما يضغط توماس على الزناد اكتشف أن شقيقه آرثر قد أزال الرصاص بدون أن يلاحظ.