قصة الألوان

اقرأ في هذا المقال


من أسوأ الصفات هي السخرية من الآخرين، فلكل شخص ما يميّزه عن غيره، سنحكي في قصة اليوم عن مجموعة من الألوان كانت تسخر من اللون الأسود وتنعته باللون القبيح، ولكن عندما أدركت أنّ هذا اللون هو لون مهم ومميّز، قرّرت الاعتذار منه والتعاون معه برسم لوحات جميلة ورائعة.

قصة الألوان

كان هنالك ولد صغير يحب الألوان كثيراً ويحتفظ بها في درجه الخشبي، وفي يوم من الأيام بدأت هذه الألوان تتجاذب أطراف الحديث، وكان كل لون من هذه الألوان يتحدّث ويتباهى بنفسه ويذكر ميّزاته، كانت جميع الألوان تتحدّث ما عدا اللون الأسود، فلم يكن الولد يستخدمه أبداً.

كان الجميع يعلم أن الولد الصغير لا يستخدم اللون الأسود؛ لذلك بدأت الألوان الأخرى تسخر منه وتتباهى بنفسه أمامه، أحدهم قال: نحن الألوان الزاهية أما أنت لا معنى لك فأنت لون حزين ومملّ خصوصاً عند رسم ملامح الطبيعة فأنت لا ترمز إلى شيء، أمّا نحن فيلوّن بنا كل المناظر الجميلة.

ردّ عليهم اللون الأسود بكل ثقة: توقفّوا عن الاستهزاء بي؛ فأنا لون مميّز لا يستخدمني إلّا الرسّامون المبدعون، فهم يقومون برسم لوحاتهم الفنية الشهيرة باستخدامي أنا فقط دون استخدامكم أنتم، ويقومون ببيعها بأسعار عالية، وحصلوا بذلك على شرف وشهرة واسعة لا يحصل عليها رسامون المناظر الطبيعية.

شعرت باقي الألوان بالاغتياظ الشديد من كلام اللون الأسود، وبدأت تزيد في حديثها وسخريتها وتقول: كفاك أيّها اللون القبيح أنك لا يستخدمك أحد في تلوين المناظر الجميلة الخضراء والصفراء والحمراء، أنت لا تستطيع أن تضيف للمنظر الجميل أي شيء كما نفعل نحن؛ بل أنت ترمز لكل ما هو قبيح وغير ملفت.

زاد غضب اللون الأسود من كلام الألوان لأخرى وقال لهم: أنتم تقولون بأنّني لون قبيح إذاً سأريكم ماذا سأفعل الآن بهذه اللوحة، اتجّه اللون الأسود إلى لوحة المنظر الطبيعي وقام بتلوين كل ما فيها بنفسه؛ حتّى أن الشمس بدت قرصاً أسوداً من شدّة غضبه، ولم يكتفِ بذلك بل قال لهم: من الآن فصاعداً سأحوّل كل شيء إلى لون الظلام.

شعرت الألوان بالخوف وبدأت تركض وتختبئ منه في كل مكان، وراء الكراسي وتحت السجّاد فهو كان يتوعدّهم بعقاب شديد، وفجأةً دخل الولد الصغير غرفته ليرى لوحته قد تم إفسادها، وتحولّت بأكملها إلى اللون الأسود، علم ماذا حدث فقال للون الأسود: لا تحزن فأنت سيد على رؤوس الألوان، وأنا كنت أنوي أن أرسم بك ظلال الشجر والأزهار. شعرت بقية الألون بالندم لما قالته لهذا اللون، واعتذرت منه وقرّروا جميعاً أن يقوموا بتشكيل لوحات جميلة مع بعضهم البعض.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996 قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010 قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018 قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: