قصة الأميرة بدر البدور

اقرأ في هذا المقال


بالحيلة والتفكير الجيّد يستطيع الشخص الحصول على ما يريد أو التأكّد ممّا يريد، هذا ما حدث مع السلطان حاتم؛ حيث تعرّض لحيرة من أمر زواج أحد أبنائه الثلاث من الأميرة بدور ابنة أخيه، ولكنّه قام بحيلة ذكيّة استطاع من خلالها معرفة من هو الأكثر حبّا للأميرة والأجدر للزواج بها.

قصة الأميرة بدر البدور

كان هنالك سلطان اسمه السلطان حاتم، وكان الشعب يحبّون هذا السلطان كثيراً؛ لأنّه طيّب القلب ويفكّر دائماً في سعادة شعبه، يحكم السلطان مدينة تسمّى مدينة الشمس، حتّى إنّ السلطان كان لا يلبس إلّا الملابس التي يصنعها تجّار المدينة؛ فيجد جميع أفراد الشعب يعملون ويكسبون الرزق.

بالإضافة لذلك فإنّ هذا السلطان يقوم بتشجيع شعبه على إنتاج الطعام الجيّد، ويعطيهم الكثير من الدعم، وجميع الصناعات لا يشتريها السلطان إلّا من صنع مدينته المحلّي، حتّى إنّ الفنون بجميع أشكالها ازدهرت في عصره، كان لهذا السلطان ثلاثة من الأولاد وهم: حسن وعلي وأحمد، وكان دائماً يقول لهم: لقد أحضرت لكم أفضل المعلّمين لأنّ من يريد أن يحكم الشعب لا يمكن له أن يكون جاهلاً؛ لذلك قرّر الابن الأكبر أن يقوم بالاهتمام بعلم فن الميكانيك والصناعات المختلفة مثل آلات الحرب وغيرها.

كما أنّه اهتم بعلم الملاحة وقام بصناعة سفينة تجري بقوة الرياح، وكان يفكّر في إمكانية أن يجعل شراع السفينة يطير فوق السماء، والابن الأوسط علي اهتم بعلم البصريات والمرايا؛ ودرس المرايا المحدّبة والمسطّحة، بالإضافة لعلم المناظير، والابن الأصغر أحمد اهتم بدراسة علوم الصيدلة وأسرار الشفاء باستخدام الأعشاب الطبية، وما هي طرق استخراجها من النباتات.

كان لهذا السلطان أخ واسمه السلطان ماهر، اتصف هذا السلطان بشجاعته الكبيرة، ولكنّه مات وترك وراءه ابنة صغيرة اسمها بدور؛ لهذا السبب طلب السلطان حاتم من زوجة أخيه أن تأتي وتسكن معه في القصر، وتجعل ابنتها تلعب مع أبناء عمومتها فيه، وافقت زوجة الأخ على ذلك وجاءت لتسكن في القصر، لأنّه قصر الأخلاق الحميدة.

كانت بدور فتاة ذكية ونشيطة ومجتهدة، وكانت كثيراً ما تدخل في المنافسات مع أبناء عمومتها مثل: مسابقات الشعر أو ركوب الخيل أو الشطرنج وغيرها، مع مرور الوقت نشأ بين بدور وأبناء عمومتها مودّة كبيرة، وكان كل منهم يحب أن يراها ويرسل لها الكثير من الهدايا، خاصّةً الابن الأصغر أحمد؛ حيث كان دائماً يحبّ أن يرى ابنة عمّه ويلس بجانبها.

وفي يوم من الأيّام جاء الابن الأكبر وهو علي لأبيه وطلب منه أن يتزوّج من ابنة عمّه بدور، وبعد عدّة أيّام طلب الابن الأوسط حسن الطلب ذاته من والده، شعر الأب أن الأمر يزداد تعقيداً، وفي نفس اليوم جاء الابن الأصغر أحمد وطلب من والده الزواج من الأميرة بدور، شعر الأب وقتها أنّه لا يعرف ماذا سيفعل، ولكنّه قال لابنه الأصغر بأنّه سيسأل الأميرة بدور عن رأيها أوّلاً.

لم يكن السلطان حاتم يعلم ماذا سيفعل، ولكنّه استدعى ابنة أخيه وأخبرها عن طلب أولاده الثلاثة، فقالت له: ماذا أفعل يا عمّي؟ قال لها عمّها السلطان: يجب أوّلاً أن تبتعدي عن ثلاثتهم؛ حتّى يتبيّن من خلال ذلك من هو صاحب المشاعر الأصدق، واتركي لي باقي الأمر، لذلك تركت بدور الأمر لعمّها السلطان كي يجد له الحل الأنسب.

طلب السلطان من أولاده الثلاثة أن يسافروا لمدّة سنة كاملة، وأعطى لكل واحد منهم ألف درهم وقال لهم: من يبقى منكم متمسّكاً بطلب زواجه من الأميرة بدور، ويحضر لها شيئاً غريباً فسوف تكون الأميرة بدور من نصيبه، لم يكن أمام الأبناء الثلاثة إلّا الموافقة على ذلك، فسافروا جميعاً وتم بينهم الاتفاق على أن يسافر كل منهم لوحده.

بعد مدّة سنة عاد الإخوة الثلاثة؛ فأحضر الأخ الأكبر صاحب علم الآلات اختراع غريب وهو حصان طائر من حديد، أمّا الابن الأوسط صاحب علم البصريّات استطاع الحصول على منظار يستطيع من خلاله رؤية أي شيء من أي مكان، والابن الأصغر أحمد صاحب علم الصيدلة استطاع الحصول على تفّاحة تستطيع علاج جميع الأمراض.

وبذلك حصل كل منهم على شيء غريب كما طلب والدهم، في تلك اللحظة احتار السلطان حاتم في ذلك؛ فقرّر أن يسأل الابن الأكبر: هل تستطيع الاستغناء عن حصانك الطائر مقابل الزواج من ابنة عمّك بدور؟ ردّ عليه الابن الأكبر: كلّا يا أبي؛ فأنا أريد السفر به مع الجميع، وسأل الابن الأوسط السؤال ذاته فردّ عليه: كلّا أنا لا أستطيع الاستغناء عن هذا المنظار مقابل الزواج من ابنة عمّي؛ فهو يساعدني على رؤية ما أريد.

وعندما سأل ابنه الأصغر أحمد: هل تستطيع الاستغناء عن التفّاحة مقابل الزواج من ابنة عمّك؟ ردّ ابنه أحمد قائلاً: بالطبع يا أبي؛ في تلك اللحظة علم الأب أن الابن الأصغر هو الأكثر حبّاً للأميرة، وعندما سأل ابنة أخيه قالت له: لطالما كنت أريد من اختاره قلبي واختارني قلبه وهو ابن عمّي أحمد.

وبذلك صارت الأميرة بدور زوجة لأحمد، أما حسن وعلي فكان كل منهم منشغل باختراعه الجديد الغريب، وبذلك نجحت خطّة الأب في كيفية اختيار الابن الأنسب للزواج من ابنة أخيه الأميرة.


شارك المقالة: