قصة الأميرة جوليا

اقرأ في هذا المقال


نسمع عن الكثير من القصص التي تحكي ظلم الأميرة، سنحكي في قصة اليوم عن قصة ظلم للأميرة المخطوفة جوليا، حيث تم اختطافها من حضن والديها طمعاً في العرش، ولكن الأميرة جوليا تعود لوالديها بمساعدة الساحرة الطيبة.

قصة الأميرة جوليا

في إحدى العصور القديمة يعيش الملك والملكة سعيدين في قصرهما، وكان لدى الملكة بنت جميلة كالقمر اسمها جوليا تعيش بظلّ والديها بمحبّة وسعادة، وكانوا يعتنون بها ويعطونها كل الحب والحنان، وعندما أصبحت جوليا بعمر الخمسة عشر عاماً خرجت من القصر ولم تعد، منذ ذلك الوقت عاش الملك والملكة حزن وخيّم البؤس على القصر باختفاء الأميرة جوليا.

أمضى الملك وقتاً طويلاً في إرسال جنوده بحثاً عن أميرته الصغيرة، ولكن دون أي فائدة؛ فلم يعثر على أثرها أي أحد، وكانت الملكة تنام كل يوم على أمل أن تستيقظ وتجد ابنته المفقودة في سر غامض، في القرية المجاورة لتلك البلاد كان هنالك فتاة اسمها لجين، تعيش لجين مع والديها حياة بائسة؛ حيث كان والديها يجبرانها على العمل ليلاً ونهاراً دون راحة أو انقطاع.

لم يكن والدي لجين أب وام صالحين أبداً، وكانت هي ابنتهما بالتبنّي فقط، يطلب منها والديها كل يوم أن تقوم بالكثير من المهام مثل تنظيف الأرضيات وتغسيل الصحون، وتنظيف حديقة المنزل وغيرها الكثير من المهام، وكلّ ذلك من أجل وجبة صغيرة فقط في المساء، حتّى إنّ الوجبة التي تحصل عليها ليست جيدة الطعم؛ ولكن لم يكن لديها أي خيار إلّا تناولها؛ فهي تكون تتأوّه من جوعها، بالإضافة إلى أنّها لا تملك المال لشراء غير هذا الطعام.

كانت لجين تعيش كل يوم قصة مأساة حقيقية؛ حيث كانت والدتها تقوم بحبسها في القبو أسفل المنزل كل مساء، وذلك بعد أن تنتهي من إنجاز المهام الشاقّة، ولم تكن تسمح لها بالذهاب إلى أي مكان، تجلس لجين في القبو كل يوم تبكي بشدّة؛ فهي تعلم أنّها لا تعيش مع والديها الحقيقيّن، وكانت دائماً تتساءل في حيرة شديدة: يا ترى لماذا قام هذا الرجل والمرأة بتبنّي فتاة مثلي، هل يكون السبب من أجل العمل فقط! ولكن لم يكن هنالك إجابة.

وفي يوم من الأيام بينما كانت لجين جالسة وتبكي لمأساتها إذ ظهرت لها سيدة جميلة الوجه، وكانت تلك السيدة تلبس ثياباً جميلة وملوّنة، نظرت تلك السيدة إلى لجين وسألتها عن حالها، تعجّبت لجين ممّا رأت وقالت لها: من أنتِ؟ قالت لها السيدة: أنا سيدة تحقيق الأماني السارّة، عليكِ فقط أن تخبريني ما هي أمنيتك لأقوم بتحقيقها لكِ.

ظلّت لجين تشعر بالحيرة لأجل تلك السيدة، وكيف استطاعت الوصول إلى القبو، ولكنّها أخبرتها بأمنيتها الوحيدة وهي الهروب من القبو الذي تسكن به، قالت لها السيدة: لا تقلقي يا لجين، سوف أساعدكِ بالهروب من هذا القبو المزعج، ولكن عليكِ أن تأتيني بخصلة من شعر والدتكِ الشريرة حتّى أستطيع مساعدتك بالهروب.

ظلّت لجين تفكّر في كيفية الحصول على خصلة من شعر والدتها الشريرة، وفي صباح اليوم التالي استيقظت لجين على صوت والدتها وهي تقول لها: هيا استيقظي وابدئي بتنظيف المنزل وجدرانه، وبينما كانت لجين تنظّف إذ غادر والديها المنزل، سار والدي لجين في طريق طويل ومعتم في الغابة، ينتهي هذا الطريق بكوخ تسكنه ساحرة شرّيرة، وكانت تلك الساحرة قد أخبرت والدي لجين باختطاف تلك الفتاة من والديها؛ وهذا من أجل أن ينتظرا موت الملك والملكة، ويحظيان بالحصول على العرش من بعدهما.

وكانت تلك الساحرة تريد روح الفتاة الطيبة لجين؛ وذلك من أجل أن تتحوّل الساحرة بعد موت لجين إلى شابّة جميلة، وكانت قد أخبرت والديها أن يحبساها في القبو كي لا تخرج وتصل إلى والديها بأي طريقة، وعندما عادت والدة لجين إلى المنزل بدأت تصرخ على لجين بشدّة وقالت لها: لماذا لم تنظفِّ المنزل جيّداً؟ قالت لها لجين: لقد نظّفت كل شيء، غضبت والدة لجين من ردّها واقتربت منها لتضربها، انتهزت لجين الفرصة وقامت بشد شعر والدتها كي تأخذ منه خصلة.

أخذت لجين الخصلة وكانت تنتظر تلك السيدة الجميلة الطيبة، وعندما ظهرت لها فجأة أخبرتها بأنّ الساحرة الشريرة قد حصلت على خصلة من شعرها هي، كي تقوم بعمل تعويذة لموت الملك والملكة، وهي تريد استبدال تلك الخصلة بخصلة والدتها الشريرة حتّى تقوم بفكّ التعويذة، قالت السيدة للجين: سوف أذهب لأقوم بفكّ التعويذة، وعندما تسمعين صوت رجل غريب ينادي، فقط اخرجي من القبو واذهبي معه.

ذهبت الساحرة الطيبة للساحرة الشريرة، وطلبت منها فك التعويذة مقابل أن لا تخبر الملك بسرّ ما فعلت، وافقت الساحرة الشريرة وقامت باستبدال خصلة لجين بخصلة شعر والدتها الظالمة، وفي ذلك الوقت عادت الساحرة الطيبة وأخبرت الملك والملكة عن مكان ابنتهما، لقد كانت لجين هي الأميرة جوليا المخطوفة.

أسرع الملك ليقابل ابنته المفقودة، وقف خارجاً وبدأ ينادي عليها بصوت عالي، عندما سمعت لجين الأميرة جوليا النداء أسرعت للخارج، أخبرها والدها بما حدث معها منذ زمن طويل، وفرحت الأميرة جوليا برجوعها لحضن والديها الحقيقين وعاشت معهما بسعادة، عوضاً عن حياتها البائسة مع من قام باختطافها.


شارك المقالة: