قصة الأميرة ميراندا والأمير البطل- الجزء الثاني أو (Princess Miranda and prince Hero) هي حكاية فولكلورية بولندية، للمؤلف (A. J. Glinski) ترجمها (مود أشورست بيغز) ونشرها (John Lane، The Bodley Head London) من قبل شركة جون لين.
الشخصيات:
- الأميرة ميراندا.
- الأمير البطل.
- العجوز جاندزا.
- كوسيو.
قصة الأميرة ميراندا والأمير البطل- الجزء الثاني:
بعد ثلاثة أيام جاء إلى المرج الأخضر حيث وجد أشجار البلوط الثلاثة والباب الحديدي كما قيل له، انفتح على درج ضيق ملتوي يتجه لأسفل مؤديًا إلى زنزانة عميقة، حيث وجد بابًا حديديًا آخر مغلقًا بقفل حديدي ثقيل، وخلف هذا سمع صهيل حصان بصوت عالٍ لدرجة أنه جعل الباب يسقط على الأرض، وفي نفس اللحظة انفتح أحد عشر بابًا آخر وخرج حصان حرب، والذي حبسه الساحر هناك لعصور.
قال الحصان: لقد انتظرت طويلاً فارس مثلك، وأنا مستعد لخدمتك إلى الأبد، اركب على ظهري، أنا أعرف الطريق في كل مكان، ولكن خذ هذا السيف الذي يستطيع أن يكون غير مرئي، وقل لي إلى أين تريد أن تذهب، وستكون هناك الآن، أخبره الأمير بكل شيء، وقفز على ظهره، وانطلق به الحصان سريعاً وقبل غروب الشمس، وصل الأمير البطل إلى الغابة البدائية التي عاشت فيها السيدة العجوز جاندزا.
لقد اندهش من حجم وعمر البلوط العظيم وأشجار الصنوبر والتنوب، حيث كان هناك صمت مطلق، لا ورقة أو شفرة من العشب تتحرك، ولا شيء حيّ هناك، لا طير ولا طنين حشرة، فقط وسط هذا السكون الشبيه بالقبر صوت حوافر جواده، توقف الأمير أمام منزل صغير، ودخل إلى المنزل، فسألته جندزا العجوز: كيف وصلت إلى هنا أيها الأمير هيرو، حيث لم تخترق روح حيّة هذا المكان حتّى الآن؟
فأخبرها الأمير أنّه سيرتاح في البداية ثمّ سيخبرها في الصباح، فأعطته العجوز طعامًا وشرابًا، ووضعت له سريرًا ليستريح عليه بعد رحلته، وتركته لينام، وفي صباح اليوم التالي قال لها كل شيء، وما الذي جاء من أجله، فقالت العجوز: لقد قمت بمهمة رائعة، أيها الأمير، لذا سأخبرك كيف تقتل كوسيو، في جزيرة الحياة الأبدية، توجد شجرة بلوط قديمة، وتحت هذه الشجرة صندوق من الحديد.
وفي هذا الصندوق يوجد أرنب، وتحت الأرنب تجلس بطة رمادية، هذه البطة تحمل بيضة داخلها، وهذه البيضة مرتبطة بحياة كوسيو، و عندما تكسر البيضة سيموت على الفور، أذهب الآن واحصل عليها، أتمنى لك التوفيق، وسوف يرشدك حصانك إلى الطريق، ركب الأمير حصانًا، وسرعان ما تركوا الغابة خلفهم، ووصل إلى شاطئ المحيط، وعلى الشاطئ كانت هناك شبكة صياد فيها سمكة كبيرة.
وعندما رأت الأمير صرخت: أيها الأمير البطل! أخرجني من الشبكة، وألقني مرة أخرى في البحر، وسأرد لك الجميل! أخرج الأمير السمكة من الشبكة وألقى بها في البحر، وعندما نظر الأمير إلى البحر، ورأى الجزيرة في المسافة الرمادية بعيدة جداً، ففكر كيف سيصل إلى الجزيرة، فقال الحصان: اجلس على ظهري، أيها الأمير، وسأوصلك لهناك بأمان، فجلس الأمير على ظهر الحصان، واندفعوا من خلال الأمواج، وأخيراً وصلوا إلى الشاطئ في جزيرة الحياة الأبدية.
سار الأمير سريعًا إلى تلّة عالية حيث نمت شجرة البلوط القديمة، أخذها في كلتا يديه وسحبها، فسقطت شجرة البلوط على الأرض، وكانت هناك حفرة عميقة، نظر إلى الأسفل ورأى الصندوق المربوط بالحديد، فأخذها، وكسر القفل بحجر، ورفع الأرنب من أذنيه، ولكن في تلك اللحظة، أحسّت البطة التي كانت جالسة تحت الأرنب، بقدوم الأمير وحلّقت مباشرة إلى البحر.
أطلق الأمير رصاصة خلفها فأصابت الرصاصة البطة وسقطت، ولكن في تلك اللحظة سقطت البيضة منها إلى قاع البحر، فأطلق الأمير صرخة يأس، ولكن بعد ذلك، جاءت سمكة كبيرة كانت تسبح، وتغطس إلى أعماق البحر، ثم أتت إلى الشاطئ، وفي فكها البيضة وتركتها على الرمال، وسبحت السمكة بعيداً، ولكنّ الأمير اقترب على الفور، وأخذ البيضة، وامتطى حصانه مرة أخرى، وسبحوا حتى وصلوا إلى جزيرة الأميرة ميراندا حيث رأوا جدارًا حديديًا ضخمًا يمتد حول قصرها المصنوع من الرخام الأبيض.
ولم يكن هناك سوى مدخل واحد من خلال هذا الجدار الحديدي للقصر، كما كان هناك التنين الوحشي برؤوسه الاثني عشر، ستة منهم كانوا يحرسون بالتناوب، عندما كان ينام النصف الآخر كان يظلّ الستة الآخرون مستيقظين، وإذا اقترب أي شخص من البوابة، فلن يتمكن من الهروب من رؤوسهم، ولم يستطع أحد أن يؤذي التنين، وقف الأمير على التل قبيل تلك البوابة.
وأمر سيفه المقاتل، الذي كان لديه أيضًا القدرة على أن يصبح غير مرئي بالذهاب وإخلاء الطريق إلى القصر، فسقط السيف غير المرئي المقاتل على التنين وبدأ في قطع كل رؤوسه بقوة حتّى تدفق دمه من جروحه، وانتهى من التنين بالقضاء التام عليه حيث سقط ميتاً، ولمّا رأى الأمير هذا، ذهب إلى فناء القصر، ووضع حصانه في الإسطبل، وصعد سلمًا متعرجًا نحو البرج.
ثمّ خاطبته الأميرة ميراندا، بعد أن رأته: مرحبًا أيها أمير البطل! لقد رأيت كيف تخلصت من التنين، لكن كن حذرًا، لأنّ عدوي كوسيو موجود في هذا القصر، إنّه الأقوى سواء من خلال قوته الجسدية أو من خلال سحره، وإذا انتصر عليك وقتلك لن يعود بإمكاني العيش، فقال الأمير: الأميرة ميراندا، لا تنزعجي، لدي حياة كوسيو في هذه البيضة، ثم قال: أيها السيف الغير مرئي، ادخل القصر واضرب كوسيو، فتحرك السيف بسرعة، وضرب الأبواب الحديدية.
واقترب من كوسيو، وضربه على رقبته حتّى أسقطه أرضاً، فتطايرت الشرور من عينيه، ولأنّه بشرًا غير عادي، عندما شعر بكل هذه الضربات، ولم يعرف أبدًا من أين أتوا ،نهض وهتف وهو غاضب، حتّى تردد صوت صراخه في الجزيرة كلها، وأخيرًا نظر عبر النافذة، ورأى هناك الأمير هيرو، فقال: هذا كل ما تفعله!سأريك الآن ما سأفعله بك وخرج إلى الفناء وهرع إليه مباشرة، وبدأ يضربه!
لكنّ الأمير حمل البيضة بيد واحدة، وضغط عليها بشدة حتّى تشققت بين يديه، وعندما انسكب كل من صفارها وبياضها معًا، سقط كوسيو بلا حياة، وبوفاة الساحر تلاشى كل سحره دفعة واحدة، واستيقظ جميع النائمين في الجزيرة وبدأوا يعودون للحياة، و استيقظ الجنود من النوم وبدأت الطبول تدق، وشكلوا صفوفهم، واحتشدوا بالترتيب، وشرعوا في السير نحو القصر.
وكان في القصر فرح عظيم، فالأميرة ميراندا تقدمت نحو الأمير وأعطته يدها وسلمت عليه، وشكرته بحرارة، وذهبوا إلى غرفة العرش، واجتمعت خادماتها الإثنا عشر مع اثني عشر ضابطًا شابًا من الجيش، وتجمع الأزواج حول العرش حيث كان الأمير والأميرة جالسين، ثم دخل كاهن وتبادل الأمير والأميرة الخواتم وتزوجا، وجميع الأزواج الآخرين تزوجوا في نفس الوقت، وبعد الزفاف كان هناك وليمة ورقص وموسيقى، وفي كل مكان كان هناك ابتهاج.