قصة الأميرة ميراندا والأمير البطل - الجزء الاول

اقرأ في هذا المقال


قصة الأميرة ميراندا والأمير البطل- الجزء الأول أو (Princess Miranda and prince Hero) هي حكاية فولكلورية بولندية، للمؤلف (A. J. Glinski) ترجمها (مود أشورست بيغز) ونشرها (John Lane، The Bodley Head  London) من قبل شركة جون لين.

الشخصيات:

  • الأميرة ميراندا.
  • الأمير البطل.
  • الشمس.
  • القمر.
  • الرياح.
  • الأمير البطل.

قصة الأميرة ميراندا والأمير البطل:

بعيدًا في المحيط الواسع، كانت هناك جزيرة خضراء ذات يوم تعيش فيها أجمل أميرة في العالم، تدعى ميراندا حيث عاشت هناك منذ ولادتها، وكانت ملكة الجزيرة، لا أحد يعرف من كان والديها، أو كيف أتت إلى هناك، لكنّها لم تكن وحدها، لأنّه كان هناك اثنتا عشرة فتاة جميلة كانت معها في الجزيرة، وكنّ خادماتها، وقد زار قلة من الغرباء الجزيرة وتحدثوا عن جمال الأميرة العظيم.

وأتى الكثيرون في الوقت المناسب، وأصبحوا رعايا لها وبنوا مدينة رائعة، حيث كان لديها قصر رائع لتعيش فيه، وبمرور الوقت جاء عدد كبير من الأمراء الشباب للزواج منها، لكنّها لم تهتم بالزواج من أيّ منهم، وإذا أصرّ أحد على ذلك، وحاول إجبارها على أن تكون زوجته، فيمكنها تحويله هو وجميع جنوده إلى جليد، بمجرد تثبيت عينيها عليهم.

وفي أحد الأيام، خرج كوسيو الشرير، وهو ملك العالم تحت الأرض إلى العالم العلوي، وبدأ في التحديق حوله باستخدام تلسكوبه، حيث مرّت إمبراطوريات وممالك مختلفة أمامه، وأخيراً رأى الجزيرة الخضراء والمدينة الرائعة عليها، والقصر الرخامي في هذه المدينة، وفي هذا القصر الاثنتي عشرة سيدة شابة جميلة، ومن بينهن رأى الأميرة ميراندا نائمة على أريكة جميلة، ونامت كطفل بريء.

لكنّها كانت تحلم بفارس صغير، يرتدي خوذة ذهبية على جواد شجاع، ويحمل صولجانًا غير مرئي، يقاتل من تلقاء نفسه، نظر إليها كوسيو، وكان سعيداً بجمالها، وضرب الارض ثلاث مرات وحينها وقف على الجزيرة الخضراء، فاستدعت الأميرة ميراندا جيشها الشجاع وقادتهم إلى الميدان لمحاربة كوسيو الشرير، لكنّه كان ينفخ عليهم بأنفاسه السّامة، ويجعلهم جميعًا نائمين بسرعة.

وعندما كان سيضع يده على الأميرة، عندما ألقت نظرة ازدراء عليه، وحوّلته إلى كتلة من الجليد، وهربت لعاصمتها، ولكن كوسيو لم يبق طويلا الجليد، وبمجرد أن غادرت الأميرة، حرر نفسه من قوة نظرتها واستعاد شكله المعتاد، وتبعها إلى عاصمتها، ثمّ جمع جميع سكان الجزيرة ينامون، ومن بينهم الفتيات المخلصات الاثني عشر للأميرة، كانت الوحيدة التي لا يستطيع أن يصيبها سحره هي الأميرة.

ولكن خوفًا من نظراتها، أحاط بالقلعة التي كانت مبنية على تل مرتفع بسور حديدي، ووضع تنينًا له اثني عشر رأسًا أمام البوابة، وانتظر حتى تستسلم الأميرة من تلقاء نفسها، مرّت الأيام، ثمّ الأسابيع، ثمّ الأشهر، وصارت مملكتها صحراء، وكان كل شعبها نائمين، وكان جنودها المخلصون نائمين أيضًا في الحقول المفتوحة، وكانت دروعهم الفولاذية كلها صدئة، وكانت النباتات البرية تنمو فوقها دون إزعاج.

كانت فتياتها الاثنتي عشرة نائمات في غرف مختلفة من القصر، وبقيت وحدها، وظلّت تمشي بحزن ذهابًا وإيابًا في غرفة صغيرة في أعلى البرج، حيث بقيت تبكي وتتنهد بحزن، كان الجميع صامتين حولها كما لو كانوا ميتين، وبين الحين والآخر، لم يكن كوسي يجرؤ على رؤية نظراتها الغاضبة، كان يطرق الباب ويطلب منها الاستسلام، ووعدها بجعلها ملكة لمملكة تحت الأرض.

لكنّ جميع محاولاته كانت كلها بلا فائدة، لأنّ الأميرة كانت صامتة، ولم تهدده إلا بنظراتها، لكنّ الأميرة ميراندا كانت حزينة في سجنها الوحيد لم تستطع أن تنسى الحبيب الذي كانت تحلم به، وكانت تحلم في رؤيته كما ظهر لها في حلمها، ونظرت عينيها الزرقاوين إلى السماء، ورأت سحابة تطفو، فقالت: أيتها السحابة! من خلال تحليقك في السماء الساطعة! ابقي، واسمعي تنهداتي الحزينة!

ثمّ قالت: أنا أدعوك في حزني أن تقولي لي، أين هو الأمير الذي حلمت به؟ وهل يفكر بي الآن؟ ردّت السحابة: لا أعرف، اسألي الريح، ونظرت إلى السهل الواسع، فلما رأت الريح تهب بحرية، قالت: أيتها الريح التي تحلق في العالم الواسع! هل تشفقين على حزني وبكائي! أشفقي علي! أين أميري؟ أين تبتعد خطواته؟ وهل هو الآن يفكر بي؟

فأجابت الريح: اسألي النجوم، إنّهم يعرفون أكثر مني، لذا صرخت إلى النجوم: أيها النجوم! مع إشعاعاتك الساطعة المتوهجة! انظري إلى دموعي أين أميري؟ قالت النجوم: اسألي القمر، هو يقترب من الأرض، ويعرف أكثر، فقالت للقمر: أيها القمر الساطع، كما تحافظ على مكانك في السماء المرصعة بالنجوم، هناك أرض النوم هذه، انظر إلى الأسفل الآن، وقل لي أين أميري؟

أجاب القمر: لا أعرف شيئًا عن حبيبتك، أيتها الأميرة، ولكن هنا تأتي الشمس التي ستكون قادرة بالتأكيد على إخبارك، وأشرقت الشمس في الفجر، وفي الظهيرة وقفت فوق برج الأميرة، وقالت الأميرة: أنت روح العالم! أخبريني أين أميري؟ قالت الشمس: الأميرة ميراندا، جففي دموعك، وطمني قلبك، حبيبك يسارع إليك من أعماق البحار من تحت الشعاب المرجانية.

وفاز بالحلقة المسحورة التي عندما يضعها في إصبعه، يزداد جيشه بمقدار الآلاف فوج بعد فوج، وهناك الطبول تدق، والسيوف تلمع، إنّهم يخططون للهجوم على إمبراطورية كوسيو، لكنّه لا يستطيع التغلب عليه بقوة الأسلحة المميتة، وهناك أمل كبير في أن يتمكن من تخليصك من كوسيو، وإنقاذ بلدك، وسأسرع إلى أميرك، وداعاً، ثمّ وقفت الشمس فوق بلد واسع، وراء البحار العميقة وراء الجبال العالية، حيث كان الأمير البطل يرتدي خوذة ذهبية على حصان شجاع.

كان الأمير يحشد جيشه، ويستعد للسير ضد كوسيو، الذي يحاصر الأميرة الجميلة، لقد رآها ثلاث مرات في المنام، وسمع عنها الكثير، فقد اشتهر جمالها في جميع أنحاء العالم،قالت الشمس للأمير: ابعد جيشك، لا يمكن لأي جيش أن يغزو كوسيو، ولا رصاصة يمكن أن تصل إليه، يمكنك فقط تحرير الأميرة ميراندا بقتله، ولفعل ذلك، يجب أن تذهب لتعرف من المرأة العجوز جاندزا الطريقة لقتله، ولا يسعني إلا أن أخبرك أين ستجد الحصان الذي يجب أن ينقلك إليها.

اذهب من هنا نحو الشرق، وستصل إلى مرج أخضر فيه ثلاث شجرات بلوط، وبينهم باب حديدي في الأرض بقفل من النحاس، ستجد خلف هذا الباب الحصان، كان الأمير هيرو مندهشاً للغاية، لكنّه خلع خاتمه المسحور، وألقاه في البحر حيث كل جيشه العظيم اختفى مباشرة في الضباب، ولم يترك وراءه أي أثر، واستدار إلى الشرق وسافر إلى الأمام، للبحث عن العجوز وأخذ مشورتها.


شارك المقالة: