قصة الأمير أحمد والجنية باريبانو - الجزء الثالث

اقرأ في هذا المقال


قصة الأمير أحمد والجنية باريبانو، ( The story of Prince Ahmed and the fairy Paribanou) قصة قصيرة أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية الزرقاء 1889.

الشخصيات:

  • الأمير أحمد.
  • السلطان.
  • الجنية باريبانو.

قصة الأمير أحمد و الجنية باريبانو (الجزء الثالث):

عندما اقترب الأمير أحمد من هذه الصخور رأى سهمًا فاقترب ونظر إليه بجدية وكان في دهشة كبيرة ليجد أنه هو نفسه الذي أطلقه بعيدًا، قال لنفسه: بالتأكيد لا يمكنني ولا أي إنسان على قيد الحياة أن يرمي سهمًا حتى هذه النقطة، وعندما وجده مسطحًا غير ملتصق بالأرض فقد حكم أنه ارتد عن الصخرة، فقال لنفسه مرة أخرى: يجب أن يكون هناك بعض الغموض في هذا وقد يكون ذلك مفيدًا لي، ربما يكون الحظ الذي يجعلني أعوض حرماني، اعتقد أنه أعظم سعادة.
وبما أن هذه الصخور كانت مليئة بالكهوف وبعض تلك الكهوف كانت عميقة، دخل الأمير في إحداها ونظر حوله وألقى عينيه على باب حديدي يبدو أنه لا يوجد به قفل، لكنه كان يخشى أن يكون مثبتًا، لكنه دفع به وفتحه، فاكتشف عند نزوله سهلاً فنزل به وسهمه بيده، في البداية اعتقد أنه كان ذاهبًا إلى مكان مظلم وغامض، ولكن في الوقت الحالي ظهر ضوء مختلف تمامًا عن ذلك الذي خرج منه، وعند دخوله إلى مكان واسع على بعد حوالي خمسين أو ستين خطوة أدرك وجود قصر رائع.
في تلك الأثناء تقدمت سيدة ذات هيبة ومنظر مهيب حتى الشرفة، وكان حولها مجموعة كبيرة من السيدات يرتدين ملابس أنيقة وجميلة للغاية لدرجة أنه كان من الصعب التمييز بينهم عن السيدة، وبمجرد أن رأى الأمير أحمد السيدة، سارع بكل ما يمكن تخيله إلى الذهاب وتقديم احترامه لها، والسيدة من جهتها عندما رأته قادمًا منعته من بدء حديثه لها أولاً، لكنها قالت له: اقترب أيها الأمير أحمد على الرحب والسعة.
لم يكن مفاجئًا للأمير أن يسمع اسمه في ذلك المكان لأنه كان قريب جدًا من عاصمة والده، ولكنه لم يستطع فهم كيف ينبغي أن يكون معروفًا لسيدة كانت غريبة عنه، وأخيرًا رد على إطراء السيدة بالانحناء أمام السيدة، ثم قام مرة أخرى وقال لها: سيدتي أعيد لك ألف شكر على الترحيب الذي قدمته لي بمكان اعتقدت فيه أن فضولي الطائش جعلني أتغلغل بعيدًا، لكن سيدتي هل لي دون أن أكون مذنباً بسوء الأخلاق، أن أجرؤ على أن أسألك كيف لك أن تعرفيني؟ وكيف أنت التي تعيشين معي في نفس المملكة، كنت غريبة جدًا بالنسبة لي؟
قالت السيدة: أيها الأمير دعنا ندخل القاعة وهناك سأجيبك على سؤالك، بعد هذه الكلمات قادت السيدة الأمير أحمد إلى القاعة ثم جلست على الأريكة، وعندما فعل الأمير الأمر نفس الشيء، قالت: أنت متفاجئ، وتقول أنه يجب أن أعرفك وألا أكون معروفاً منك، لكنك لن تتفاجأ بعد الآن عندما أبلغك من أنا، لا شك أنك عقلاني أن دينك يعلمك أن تؤمن بأن العالم يسكنه الإنس والجن على حد سواء.
أنا ابنة أحد أقوى الجنيات واسمي باريبانو، الشيء الوحيد الذي يجب أن أضيفه هو أنك بدوت لي تستحق مصيرًا أكثر سعادة من مصير الأميرة نورونيهار، ولكي تصل إلى ذلك كنت حاضرًا عندما رميت سهمك، وتوقعت أنه سيتعدى الأمير حسين، فأخذته في الهواء وأعطيته الحركة اللازمة لضرب الصخور التي وجدتها بالقرب منها وسأخبرك أنه يمكنك الاستفادة من الفرصة التي سأقدمها لك لتجعلك سعيدًا.

عندما لفظت الجنية باريبانو هذه الكلمات الأخيرة بنبرة مختلفة ونظرت في نفس الوقت برقة إلى الأمير أحمد مع احمرار متواضع على خديها، لم يكن من الصعب على الأمير فهم معنى السعادة التي قصدتها، لقد اعتبر في الوقت الحاضر أن الأميرة نورونيهار لا يمكن أن تكون له أبدًا وأن الجنية باريبانو تفوقت عليها بشكل لا نهائي في الجمال والرضا والذكاء، وبقدر ما يمكن أن يتخيل من روعة قصرها وثرواتها هائلة.
لقد بارك اللحظة التي فكر فيها بالسعي وراء سهمه مرة ثانية، وأجابها مستسلمًا لحبها: سيدتي هل ينبغي لي طوال حياتي أن أكون عبدك فأنا معجباً بالسحر الذي يفتن روحي، يجب أن أعتبر نفسي أكثر الرجال حظًا، عفواً عن الجرأة التي تلهمني لطلب هذه الخدمة، ولا ترفضي قبولي كأمير مخلص لك بالكامل أجابت الجنية الأمير: ألن تتعهد بإخلاصك لي كما أعطي إخلاصي لك؟ أجاب الأمير بنشوة الفرح: نعم سيدتي، ما الذي يمكنني فعله بشكل أفضل وبسرور أكبر؟ نعم، سلطتي، ملكتي، سأعطيك قلبي دون أدنى تحفظ.
أجابت الجنية: إذًا أنت زوجي وأنا زوجتك، ولكن كما أفترض أنك لم تأكل شيئًا اليوم، سيتم تقديم وجبة خفيفة من أجلك، أثناء الاستعدادات لحفل زفافنا في الليل وبعد ذلك سأريك شقق قصري ثمّ خرجت بعض سيدات الجنيات، اللائي دخلن القاعة على الفور، وعدن في الوقت الحالي مع بعض اللحوم والشراب، وبعدما أكل الأمير أحمد و شرب حملته الجنية باريبانو عبر جميع الشقق، حيث رأى الماس والياقوت والزمرد وجميع أنواع المجوهرات الفاخرة الممزوجة باللؤلؤ وكل أنواع أثمن الثروات.
لم يتخيل الأمير أن هناك أي شخص في العالم يمكنه امتلاك هذه الثروة، قالت الجنية: أيها الأمير إذا كنت معجبًا بقصري كثيرًا، وهو بالفعل جميل جدًا فماذا ستقول لقصور رؤساء أجناسنا التي هي أكثر جمالًا ورحابة وروعة؟ يمكنني أيضًا أن أسحرك بحدائقي لكننا سنترك ذلك وشأنه حتى وقت آخر، اقترب الليل وحان وقت العشاء، القاعة التالية التي قادت الجنية الأمير إليها، وحيث وُضِع القماش للاحتفال كانت آخر شقة لم يرها الأمير وليست أدنى من الشقق الأخرى على الأقل.
عند دخوله إليها أعجب بالعدد اللامتناهي من الشمعدانات الشمعية المعطرة بالعنبر، وتم وضع طاولة جانبية كبيرة مع جميع أنواع الصفائح الذهبية، بحيث كانت مصنوعة بدقة من الذهب ثمّ ظهرت عدة نساء جميلات يرتدين ملابس غنية، وأصواتهن ساحرة وبدأن حفلة موسيقية مصحوبة بجميع أنواع الآلات الموسيقية الأكثر تناغمًا، وعندما جلسوا على المائدة اهتمت الجنية باريبانو بمساعدة الأمير أحمد في تناول ألذ أنواع اللحوم والتي أطلقت عليها اسمها لأنها دعته لتناولها والتي وجدها الأمير لطيفة للغاية لدرجة أنه أشاد بها.
واستمر حفل الزفاف في اليوم التالي أو بالأحرى كانت الأيام التالية للاحتفال وليمة مستمرة، وفي نهاية الستة أشهر، تذكر الأمير أحمد والده السلطان الذي كان دائمًا يحبه ويكرمه وكان لديه رغبة كبيرة في معرفة كيف كان وما هي أحواله، ولا يمكن إشباع تلك الرغبة دون ذهابه لرؤيته، لذلك أخبر الجنية بذلك وأراد أن تمنحه الإذن للذهاب.
قالت الجنية: أيها الأمير اذهب عندما تريد، لكن لا تأخذ الأمر على نحو خطأ إذا أعطيتك بعض النصائح حول كيفية التصرف في المكان الذي تذهب إليه، أولاً لا أعتقد أنه من المناسب أن تخبر السلطان أبيك عن زواجنا، ولا تخبره شيء عني، ولا عن المكان الذي كنت فيه، أخبره أن يكتفي بمعرفة أنك سعيد ولا ترغب في المزيد، واجعله يعرف أن الغاية الوحيدة من زيارتك هي الشوق له وإبلاغه بمصيرك .
وقد عينت عشرين رجلاً مهيئين ومجهزين لمرافقتك وعندما أصبح كل شيء جاهزًا ودع الأمير أحمد الجنية ووعدها بالعودة قريبًا، ثم تم اصطحب جواده الذي كان أرقى أنواع الخيول وكان جميلًا مثل أي مخلوق في إسطبلات سلطان الهند، وامتطاه وانطلق في رحلته وسرعان ما وصل الأمير أحمد هناك وفرح الناس برؤيته مرة أخرى، استقبلوه بفرح وتبعوه في حشود إلى شقة السلطان، استقبله السلطان واحتضنه بفرح كبير، وشك في نفس الوقت بالبلاء الذي لحق به بعد غيابه الطويل والذي قال إنه كان أكثر حزنًا لذلك، بعد أن آلت السلطة لصالح أخوه الأمير علي كان يخشى أن يكون قد ارتكب بعض الأعمال المتهورة.
حكى الأمير قصة مغامراته دون أن يتحدث عن الجنية التي قال إنه لا يجب أن يذكرها ثمّ قال: الشيء الوحيد الذي أطلبه من جلالتك هو إعطائي إجازة للمجيء كثيرًا وإعطائي احترامي، فأجاب سلطان جزر الهند: يا بني، لا أستطيع أن أرفض الإذن التي تسألني عنها، لكنني أفضل أن تقرر البقاء معي أخبرني على الأقل إلى أين يمكنني أن أرسل إليك إذا لم تحضر أو عندما أعتقد أن وجودك ضروري.
أجاب الأمير أحمد: سيدي ما يطلبه جلالتك مني هو جزء من اللغز الذي تحدثت إلى جلالتك عنه، أتوسل إليك أن تعطيني إذنًا لأبقى صامتًا على هذا الرأس، لأنني سآتي كثيرًا لدرجة أنني أخشى أن أظن عاجلاً أنني مزعجًا بدلاً من اتهامي بالإهمال في واجبي، لم يعد سلطان جزر الهند يضغط على الأمير أحمد لكنه قال له: يا بني أنا لا أتعمق في أسرارك، لكنني أتركك في حريتك، ولكن يمكنني أن أقول لك إنه لا يمكنك أن تسعدني بمتعة أكبر من المجيء، وبوجودك يعيد لي الفرح الذي لم أشعر به هذا الوقت الطويل، وأنك ستكون دائمًا موضع ترحيب عندما تأتي دون مقاطعة عملك بكل سرور.


شارك المقالة: