قصة الأمير السعيد

اقرأ في هذا المقال


هذه القصة هي من تأليف الكاتب الإنجليزي أوسكار وايلد، وهو من أكثر الكتّاب شهرة في منطقة لندن، وسنحكي في قصة اليوم عن المأساة التي يعيشها أغلب الأشخاص وهي الفقر، ويحكي عنها تمثال الأمير السعيد لطائر السنونو.

الأمير السعيد:

كان هنالك في إحدى القرى تمثالاً جميلاً يقف فيها ويطل على جميع مدن القرية، كان هذا التمثال لأمير ومغطى بالقشور الذهبية، وكانت العينان مرصعتان بالياقوت الأزرق وكان على عامود حجري طويل، وكان يطلق عليه اسم (تمثال الأمير السعيد)؛ والسبب في ذلك أنّه كان يعني لأهل القرى السعادة وينظرون له من هذا المعنى.

على سبيل المثال كانت الأمهات عند بكاء أطفالهن يطلبون منهم أن ينظروا إلى تمثال الأمير السعيد وأن يكونوا سعداء مثله، وفي مرة من المرات كان هنالك طائر السنونو، وكان هذا الطائر يحب نبتة من القصب ولكن عليه أن يهاجر ويلتحق بسرب الطيور المهاجر إلى إفريقيا، لذلك تأخّر في السفر واضطر أخيراً لترك هذه النبتة فوصل إلى تمثال الأمير السعيد ووقف تحته ليحتمي من البرد والمطر.

أثناء وقوف هذا الطائر تحت التمثال إذ نزلت عليه قطرة فطار ليذهب من هذا المكان، ولكنّه عندما طار سقطت عليه قطرة أخرى فنظر للأعلى فوجد شيئاً غريباً، نظر إلى عيني تمثال الأمير السعيد فوجدها مليئة بالدموع ويبكي، فاقترب الطائر منه وسأله: ما بك أيها الأمير السعيد لماذا تبكي؟ أجابه الأمير التمثال: أنا كنت أشعر بالسعادة قبل موتي وذلك لأنّني كنت داخل القصر ولا أعلم ماذا يحصل بالخارج، وكنت أقضي أوقاتي في الرقص واللهو.

أكمل الأمير التمثال قائلاً: انظر لهذه المرأة التي تحيك الفستان للأميرة ولديها ابن مريض في الغرفة المجاورة، ويطلب منها عصير البرتقال ولكن هي لا تملكه ولا تجد أمامها سوى ماء النهر، ونظر للطائر ليطلب منه شيئاً فقال له: أيها الطائر هل أطلب منك أن تأخذ الجوهرة الموجودة على سيفي وإعطائها لهذه المرأة، فقال له الطائر: ولكن يجب علي ألّا أتأخّر عن أصدقائي وأكمل طريقي، ولكنه فجأة عاد فقال: حسناً سأعطيها للمرأة وأكمل سفري يوم غد.

أعطى الطائر الجوهرة للمرأة، وعندما طار لداخل منزلها وجدها تكاد تنام من شدة الإرهاق على ماكينة الحياكة لديها، فوضع الجوهرة بجانب المرأة طار، عندما استيقظت ووجدت الجوهرة كادت تطير من شدة سعادتها واستطاعت شراء الدواء والطعام لطفلها، وعندما أكمل طريقه في الطيران وجد الأميرة تقف على نافذتها وتقول: يا هل ترى هل أكملت الخياطة فستاني.

في اليوم التالي رأى تمثال الأمير السعيد شاباً لا يملك مالاً ويريد أن يقوم بتأليف مسرحية؛ فتوقّف عن ذلك بسبب شدة البرد، فطلب التمثال الأمير من الطائر أن يأخذ إحدى عييه ويعطيها لهذا الشاب ليساعده، فأخذ الجوهرة التي تمثّل عين تمثال الأمير وأعطاها للشاب.

في اليوم الذي يليه وجد تمثال الأمير السعيد فتاة صغيرة تبكي ووالدها يريد إجبارها على العمل وهي لا تريد ذلك، فعاد وطلب من طائر السنونو وقال: قم بانتزاع عيني الثانية وأعطيها لهذه الفتاة، رفض الطائر وقال له: ولكن هكذا ستصبح تمثال أعمى، كان تمثال الأمير السعيد مصرّاً فوافق الطائر وأعطى الفتاة الجوهرة، أخذتها وذهبت للمدرسة وأصبحت سعيدة.

بعد ذلك طلب الأمير من هذا الطائر أن ينتزع منه القشور الذهبية التي تغطّي جسمه وقال له: خذ هذه القشور وأعطيها لجميع سكان القرية الفقراء، فعل الطائر ما طلبه منه تمثال الأمير وأصبح جميع سكان القرية سعداء ولكن التمثال هو الوحيد الذي لم يكن سعيداً، وبعد أن كان مرصعّاً بالذهب والياقوت اصبح بائساً رمادي اللون فأصبح قبيحاً.

اشتد البرد وعرف الطائر أنّه لن يستطيع إكمال طريقه للسفر لإفريقيا عند أصدقائه؛ لذلك قرّر البقاء بجانب هذا التمثال ليحتمي به من المطر وطلب منه أن يخبره القصص ليسلّيه، في يوم من الأيام مات هذا الطائر وحزن الأمير كثيراً عليه، ومن شدّة حزنه انكسر قلب التمثال المصنوع من الرصاص، في اليوم التالي جاء عمدة البلدة ولمّا رأى التمثال هكذا قرّر انتزاعه ووضع تمثال آخر مكان، فأخذه وصهره وأخذ جثة الطائر وألقاها في القمامة وأخذ القلب الرصاصي ووضعها بجانبه.

في اليوم التالي تمّ حمل جثة الطائر وبقايا تمثال الأمير السعيد، وكانوا هم من أكثر من يسكن القرية جمالاً فأخذتهم إلى مكان جميل، وعاشوا هنالك السعادة الأبدية.


شارك المقالة: