قصة الأمير بيايا أو (Prince Bayaya) هي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.
الشخصيات:
- الأمير بيايا.
- الأميرات الثلاث.
قصة الأمير بيايا:
كان هناك ملك بلد بعيداً عن مملكته مشغولاً في حروبه وأثناء غيابه أنجبت زوجته الملكة ولدين توأمين، وكان هناك ابتهاج كبير في جميع أنحاء البلاط وعلى الفور تمّ إرسال الرسل إلى الملك ليخبروه أخبار الحدث السعيد، كان كلا الصبيان يتمتعان بصحة جيدة ونشيطان، كان أحدهما والذي كان أكبر بعمره كان هو الأصعب بطبعه، وكان يلعب دائماً في الفناء ويكافح من أجل التسلق على ظهر حصانه.
ومن ناحية أخرى كان شقيقه الأصغر يحب اللعب في الداخل على السجاد الناعم، وكان دائمًا يلاحق والدته ولم يخرج أبدًا إلى الخارج إلا عندما يتبع الملكة في الحديقة، لهذا السبب أصبح الأمير الأصغر هو المفضل لدى الأم، وعندما كان الأولاد في السابعة من العمر عاد الملك من الحروب، نظر إلى أبنائه بفخر وفرح وقال للملكة: ولكن من هو الأكبر سناً؟
اعتقدت الملكة أنّ الملك كان يسأل لمعرفة من هو وريث العرش، وأخبرته الأم بأنّ ابنها المفضل على الرغم من أنّه الأصغر أنّه هو الأكبر سناً، وبالطبع لم يشك الملك في كلمة زوجته، بعد ذلك كان يتحدث دائمًا عن الأصغر باعتباره وريثه، وعندما أصبح الأولاد شبانًا، سئم الأكبر سناً من الحياة في المنزل وسماع الجميع دائمًا يتحدث عن أخيه كملك المستقبل.
و كان يتوق إلى الخروج إلى العالم والبحث عن مغامرات خاصة به، وفي أحد الأيام بينما كان يشكو حزن قلبه للحصان الصغير الذي كان رفيقه منذ الطفولة، تحدث الحصان إليه بصوت بشري مما أثار دهشته وقال: بما أنّك لست سعيدًا في المنزل اخرج إلى العالم، لكن لا تذهب بدون إذن والدك، أنصحك بعدم اصطحاب أحد معك وعدم ركوب الخيل إلا أنا، وسوف يجلب لك هذا حظًا سعيدًا.
سأل الأمير الحصان كيف حدث أنه يستطيع التحدث مثل الإنسان، قال الحصان: لا تسألني عن ذلك، لأنّني لا أستطيع إخبارك، لكنّني أتمنى أن أكون صديقك ومستشارك وسأظل كذلك ما دمت تطيعني، وعد الأمير أن يفعل ما نصحه الحصان، وذهب على الفور إلى والده ليتوسل له الإذن للسفر، في البداية كان والده غير راغب في السماح له بالرحيل لكن والدته أعطته الإذن على الفور.
وبعد الإقناع حصل أخيرًا على موافقة والده، وبالطبع أراد الملك أن ينطلق الأمير بطريقة تليق برتبته مع مجموعة كبيرة من الرجال والخيول، لكنّ الأمير أصر على رغبته في عدم ذهاب أحد معه وقال: والدي العزيز لا أحتاج أي حاشية، اسمح لي ببعض المال للرحلة ودعني أركب وحدي على حصاني الصغير، هذا سيمنحني المزيد من الحرية ومتاعب أقل.
ومرة أخرى كان عليه أن يجادل والده لبعض الوقت، لكنّه نجح أخيرًا في ترتيب كل شيء حسب رغبته، وجاء يوم الفراق حيث وقف الحصان الصغير مثقلًا عند بوابة القلعة، وودع الأمير والديه وأخيه، وبكوا جميعًا وفي اللحظة الأخيرة أستاء قلب الملكة على الخداع الذي مارسته ضد ابنها، وطلبت من الأمير وعدًا بأنّه سيعود إلى المنزل في غضون عام أو على الأقل يرسل لهم رسالة عن مكان وجوده.
لذلك امتطى الأمير حصانه الصغير وذهب الحصان بسرعة مدهشة و حمل الأمير مسافة كبيرة حتى رأوا أبراج مدينة جميلة، ثم غادر الحصان وعبر حقلاً إلى صخرة كبيرة، وعندما وصلوا إلى الصخرة ركلها الحصان بحافره ثلاث مرات وفتحت الصخرة، ثمّ استدارا إلى الداخل ووجد الأمير نفسه في إسطبل مريح، وقال الحصان: الآن ستتركني هنا، وتذهب بمفردك إلى البلدة المجاورة.
ويجب أن تتظاهر بأنك غبي وأن تكون حريصًا على نفسك، واذهب إلى القصر واطلب من الملك أن يجعلك تعمل في خدمته، وعندما تحتاج إلى أي شيء بغض النظر عن ماهيته، تعال إلى الصخرة واقرع ثلاث مرات وستفتح لك الصخرة، قال الأمير في نفسه: حصاني يعرف بالتأكيد ما يدور حوله لذلك بالطبع سأفعل بالضبط كما يقول، فتنكر بتغطية إحدى عينيه وجعل وجهه شاحبًا.
ثمّ قدم نفسه إلى الملك على أنّه فقير، وشفق الملك على حاله وأخذه في خدمته، كان الأمير جيداً في الخدمة ولم يمض وقت طويل قبل أن يسلمه الملك إدارة المنزل، وطلب منه نصيحته في الأمور ذات الأهمية، وأحبه الجميع وسرعان ما ناداه الجميع بيايا، في تلك الأثناء كان للملك ثلاث بنات، كل واحدة أجمل من الأخرى، وكانت الكبرى تسمى زودينا، والثانية بودينكا، والصغرى سالفينا.
أحب الأمير أن يكون مع الفتيات الثلاث، ولأنّه كان غبيًا وكان في تنكره قبيحًا جدًا، لم يعترض الملك على قضاء أيامه معهن، ولم يفكر الملك أنّ هناك أي خطر من سرقة بيايا لقلب إحدى الأميرات، لكنهن أحببنه ثلاثتهن، وكنّ دائمًا يأخذنه معهنّ أينما ذهبن، ولكنّه من جهته أحب الأصغر سنًا، وعندما لاحظت الأختان الأكبر سناً ذلك كانتا تضايقان سلافينا، وذات صباح كان الملك جالسًا حزينًا وكئيبًا.
وعندما سأله الأمير ما الأمر، قال الملك: قبل سنوات حلقت ثلاثة تنانين في الهواء ونزلت على صخرة عظيمة بالقرب من هنا، و في الحال دمروا البلاد وأكلوا الماشية وقتلوا الناس، وسرعان ما كانت المدينة في حالة حرب لإبعادهم، ووضعنا كل الطعام الذي كان لدينا خارج البوابات وفي وقت قصير كنا أنفسنا نتضور جوعًا، وفي حالة يأس، استدعيت امرأة عجوز وسألتها هل هناك أي طريقة لطرد هؤلاء الوحوش من الأرض.
وأخبرتني أنّ هناك طريقة، وهذه الطريقة كانت أن أقدم للمخلوقات المروعة بناتي الثلاث الجميلات عندما يصلن إلى مرحلة الأنوثة، وفي ذلك الوقت كانت بناتي مجرد أطفال صغار وقلت لنفسي قد تحدث أشياء كثيرة في السنوات القادمة، لذلك من أجل التخفيف عن أرضي المنكوبة، وعدت التنانين بمنحهم بناتي ولقد ماتت الملكة المسكينة في الحال من الحزن.
لكن بناتي نشأن وهن لا يعرفن شيئًا عن مصيرهن، وفي الليلة الماضية أرسل لي راعي خبرًا أنّ التنانين قد استقرت مرة أخرى في صخرتها القديمة وتطلق هديرًا مخيفًا، يجب أن أضحي لهم غدًا بأكبر بناتي وبعد غد طفلتي الثانية، واليوم الذي يليه أصغر بناتي، ثمّ ذهبت بيايا إلى الأميرات ووجدهن يرتدين ملابس الحداد، حاول البيايا تهدئتهنّ، بإخبارهنّ أنه من المؤكد أن هناك شخصًا ما سيظهر لإنقاذهنّ.
انتشر الحزن والارتباك في جميع أنحاء المدينة، وسرعان ما تم تغطية كل منزل وكذلك القصر باللون الأسود وسمع صوت الحداد من كل جانب، سارع بيايا إلى خارج المدينة سرًا وعبر الحقل إلى الصخرة حيث تم تثبيت حصانه السحري، طرق ثلاث مرات حيث فتحت الصخرة ودخل، وطلب المساعدة من حصانه، فقال الحصان: أنا أعرف كل شيء عن تلك التنانين، وفي وقت مبكر من صباح الغد أعود وسأخبرك بما يجب عليك فعله.
وفي اليوم التالي في أول خط فجر كان على الصخرة حيث استقبله الفرس وقال: ارفع الحجر تحت حوضي وأخرج ما تجده هناك، أطاع البيايا ورفع الحجر ووجد تحت الحجر صندوقًا كبيرًا، وجد داخل الصندوق سيف، ولجام حصان أيضًا فأخذهما على الفور، وبينما كانت البنت الكبرى للملك تودع قصرها حزينة، ونقلها الحراس من المدينة إلى صخرة التنين، وعندما اقتربوا من النقطة القاتلة نزلت الأمير.
وفي تلك اللحظة رأى الناس فارسًا يركض نحوهم، وأمرهم بالوقوف للوراء وتركه يتعامل بمفرده مع التنين، كانوا سعداء لقيادة الأميرة بعيدًا وذهبوا جميعًا إلى تل قريب حيث يمكنهم من خلاله مشاهدة القتال على مسافة آمنة حيث قاتل الأمير التنين بقوة، وعندما هلك التنين استدار الأمير وعاود طريقه، عادت الأميرة إلى القلعة حزينة لعدم تمكنها من التحدث إلى الفارس والتعبير عن امتنانها.
وفي اليوم الثاني أنقذ الأميرة الوسطى بنفس الطريقة وفي اليوم الثالث، تمّ نقل سلافينا إلى صخرة التنين، وهذه المرة ذهب الملك أيضاً، وأنقذها الأمير بنفس الطريقة وعلى الفور قتل التنين، وهرعت سلافينا والملك إلى الفارس وتوسلاه للعودة معهم إلى القلعة، ولكنّه رفض دون أن يعرفوا من هو، ولكنّه في اليوم التالي ذهب إلى قصر الملك وقال: أنا بيايا، أنا الشاب الغبي، وأنا الفارس الذي أنقذ بناتك من الموت.
وأنا أمير، وطلب الزواج من الأميرة سلافينا التي وافقت على الفور، وقادت الفارس إلى قاعة الاستقبال وقدمه الملك لحاشيته كعريس ابنته، وعندما تمّ شرح كل شيء ابتهج الملك وتعجب الضيوف، وبعد الزفاف انطلق بيايا مع سلافينا لزيارة والديه، وعندما وصل إلى بلده كانت أول الأخبار التي تلقاها هي وفاة شقيقه، فسارع إلى القلعة لتهدئة والديه، لقد شعروا بسعادة غامرة عند عودته، لأنّهم تخلوا عنه منذ زمن بعيد ليموت، وبعد فترة عاش بسعادة مع زوجته وحكم مملكة والده.