قصة الأمير بيتر مع المفاتيح الذهبية والأميرة ماجيلين أو( Story of Prince Peter with the Golden Keys, and the Princess Magilene) هي حكاية فولكلورية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.
الشخصيّات:
- الأمير بيتر.
- الأميرة ماجلين.
- والدي الأمير.
- والد الأميرة.
قصة الأمير بيتر مع المفاتيح الذهبية والأميرة ماجيلين:
عاش في فرنسا هناك يومًا أميرًا اسمه فولشفان مع زوجته بترونيدا، وكان لديهما ابن وحيد اسمه بيتر، كان لدى الأمير بيتر في شبابه ميل كبير للقيام بأعمال الفرسان وأعمال الحرب، وعندما بلغ سن الرشد، انتشر اسم الأمير الشجاع بين الناس وذاع صيت شجاعته، وحدث أنّه في هذا الوقت وصل فارس اسمه رويغانديس إلى هناك من مملكة نابولي، والذي قال ملاحظًا شجاعةبيتر: أيّها الأمير بيتر، هناك ملك في نابولي لديه ابنة جميلة تدعى ماجيلين.
وهذا الملك يكافئ بسخاء مثل هؤلاء الفرسان الذين يحاربون من أجل الفوز بابنته، ثمّ ذهب بيتر إلى والده ووالدته وتوسّل لهما أن يسمحا له بأن يسافر إلى مملكة نابولي ليتعلم هناك كيفية تطوير نفسه كفارس، ولكن بشكل خاص لرؤية جمال ابنة الملك ماجلين، لذلك سمح له والديه بالذهاب بحزن شديد، وحثوه على إقامة صداقة مع الرجال الطيبين فقط، ثمّ أعطوه ثلاث خواتم ذهبية مرصعة بحجارة كريمة وسلسلة من ذهب، وودعوه بسلام.
عندما وصل الأمير بيتر إلى مملكة نابولي، أمر عاملًا ماهرًا أن يصنع له معطفًا من الجلد وخوذة، ويربط بها هذين المفتاحين الذهبيين، ثمّ ركب إلى الانظمام لسباقات البطولة حيث اجتمع الملك وفرسانه، وهناك أخبرهم أنّ اسمه بيتر مع المفاتيح الذهبية، ووضع نفسه خلف الفرسان، ركب السير أندريه أولاً، وظهر ضده ابن ملك إنجلترا، وضرب أندريه هنري بضربة قوية لدرجة أنّه كان قريبًا من حصانه، وعندها انطلق لانديوت ابن الملك، وأطاح بأندريه سكرينتور.
عندما رأى الأمير بيتر هذا ركب ضد لانديوت، وصرخ بصوت عالٍ: العمر الطويل والسعادة لجلالتهم والأميرة الجميلة ماجيلين! وقاتل لانديوت بشراسة لدرجة أنّه ألقى به وجواده على الأرض، ودفع الرمح في قلبه، فأشاد الملك ببيتر وشجاعته في القتال، وأكثر من ذلك أعجبت الأميرة ماجيلين به وجميع الحاضرين، وأصبح في مقدمة فرسان الملك.
عندما رأت الأميرة ماجيلين الشجاعة والمظهر الجميل للأمير بيتر، وقعت في حبه، وعقدت العزم على أن تكون زوجته، ومنذ ذلك الوقت كان الأمير بيتر يزور ابنة الملك الجميلة يوميًا، ويعطيها الحلقات الذهبية الثلاث عربونًا عن حبه، فذهب معها خارج المدينة، وركبوا على خيولهم، وأخذوا معهم كمية من الذهب والفضة، وسافروا طوال الليل، ثمّ جاء الأمير بطرس إلى غابة لا يمكن اختراقها، ممتدة بين الجبال حتى ساحل البحر حيث توقفوا للراحة.
وألقت ابنة الملك بنفسها على العشب من التعب ونامت، لكنّ الأمير بيتر جلس بجانبها وراقبها وهي نائمة، ثم لاحظ عقدة في إبزيم ذهبي في ثوبها فقام بفكها حيث وجد الحلقات الثلاث التي أعطاها إياها، فوضعهم على العشب ولسوء الحظ، طار غراب أسود والتقط الحلقات وطار معهم إلى شجرة، تسلق بيتر الشجرة ليصطاد الطائر. ولكن عندما كان على وشك الاستيلاء عليها، طار الغراب إلى شجرة أخرى، وهكذا من شجرة إلى أخرى، ثم فوق البحر وترك الحلقات تسقط في الماء التي أضاءت جزيرة.
ركض الأمير بيتر بعيدًا بعد الغراب إلى شاطئ البحر، ونظر حوله حتى وجد قارب صيد صغيرًا للتجديف إلى الجزيرة، ولكن بدون مجاديف، اضطر إلى التجديف بيديه، وفجأة هبّت ريح عنيفة وحملته إلى عرض البحر، وعندما رأى بطرس أنه بعيد عن الأرض، اقترب من اليأس من الخلاص، وصرخ بتنهدات ودموع: آه! يا ويلي، لماذا أخرجت الخواتم من مكانها الآمن؟ لقد دمرت كل فرحي، لقد حملت الأميرة الجميلة وتركتها متروكة في غابة بلا مساعدة، وسوف تمزقها الوحوش البرّية، أو تفقد طريقها وتموت من الجوع.
أنا القاتل الذي سفك دماء الأبرياء! وبهذا بدأ يغرق في الأمواج، في تلك الأثناء جاءت سفينة تبحر من تركيا، وعندما رأى البحارة رجلاً يغرق في البحر أخذوه حيث كان نصف ميت على متن سفينتهم، ثمّ أبحروا حتى وصلوا إلى مدينة الإسكندرية حيث باعوا بيتر إلى الباشا التركي، لكنّ الباشا أرسل الأمير بطرس كهدية إلى سلطان تركيا الذي عندما رأى سلوكه الملكي ووسامته، جعل من بيتر سيناتورًا عظيمًا، وأكسبه استقامته وسلوكه اللطيف حب الجميع.
في تلك الأثناء عندما استيقظت الأميرة ماجيلين من نومها في الغابة، نظرت حولها من جميع الجوانب، لكنّها لم تر الأمير بيتر في أي مكان، لقد بكت من الحزن واليأس، ولكنّها نهضت ودخلت الغابة وصرخت بصوت عالٍ بكل قوتها: الأمير النبيل بيتر، أين أنت؟ وهكذا تجولت لفترة طويلة وقابلت راهبة، التي أعطتها ثوباً نظيفاً، ووصلت مطولاً إلى المرفأ حيث استأجرت سفينة إلى البلد الذي يعيش فيه والد بيتر.
هناك سكنت مع سيدة نبيلة اسمها سوزانا، واختارت مكانًا بين الجبال كمرفأ، وبنت ديرًا أطلقت عليه اسم القديس بيتر، وأنشأت مستشفى لاستقبال الغرباء، وهكذا عاشت ماجلين بالتقوى والصلاح، ثم جاء والد بطرس ووالدته لزيارتها، وأحضرا لها الحلقات الثلاث قائلين إن طباخهما اشترى سمكة، ووجد بداخلها هذه الحلقات، ولكن كما أعطوهما لابنهما بيتر الذين توقعوا أن يكون قد غرق في البحر، أعادوها لها وبكوا بمرارة.
بعد أن عاش الأمير بيتر لفترة طويلة في بلاط السلطان التركي، أعرب عن رغبته في السفر إلى بلده الأصلي، فصرفه السلطان بهدية كبيرة وأعطاه الكثير من الذهب والفضة والمجوهرات الغالية، ثمّ استأجر بيتر سفينة فرنسية، وحمل مجوهراته داخل براميل غطاها بالملح، وأبحر إلى بلده الأصلي، ورسوا في جزيرة ليست بعيدة عن فرنسا، لأنّ الأمير بيتر كان يعاني من دوار البحر.
ثم تجوّل على الشاطئ وضلّ طريقه في الجزيرة، ورقد ونام بسرعة، بحث عنه البحارة في كل مكان لفترة طويلة، ونادوه بصوت عالي، لكنّهم لم يجدوه، وذهبوا في طريقهم، ووصلوا مطولاً إلى الدير، وهناك وضعوا براميل الملح، وذات مرّة عندما كان هناك نقص في الملح في الدير، أمرت ماجلينا بفتح البراميل والعثور على الملح، ولكنّها عثرت على كنوز لا حصر لها.
تم العثور على الأمير بيتر من قبل بعض البحارة الآخرين في الجزيرة، وتم نقله إلى هذا الدير، حيث تم وضعه في مستشفى ماجلينا ومكث هناك لأكثر من شهر، وكان بطرس يبكي كل يوم، وذات يوم جاءت ماجيلين إلى المستشفى، ورأت بيتر يبكي، وسألته عن سبب دموعه، وقد روى لها بالضبط كل مغامراته، ثم عرفته ماجيلين وأرسلت لإبلاغ والديه أنّ ابنهما بخير وبصحة جيدة.
سرعان ما جاء الأب والأم إلى الدير، واستقبلتهما ابنة الملك في ثياب أميرية، ولمّا رأى الأمير بطرس والديه عانقهما وبكيا معه، لكن الأمير بيتر وقف وأخذههم وقال: أبي وأمي، هذه الفتاة هي ابنة ملك نابولي العظيم، وهي من اردت الزواج منها، ثم تزوجا وعاشوا في سعادة دائمة.