قصة الأمير مالاندراش والأميرة ساليكالا أو (Story of Prince Malandrach and the Princess Salikalla) هي حكاية شعبية روسية، تمّ جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، نشرت عام 1916، للناشر (A. M. Philpot، Limited London) روبرت إم ماكبرايد.
الشخصيّات:
- الأمير مالانراش.
- الأميرة ساليكالا.
- القيصر أبراهام.
- والد الاميرة ساليكالا.
قصة الأمير مالاندراش والأميرة ساليكالا:
عاش في مدينة أنديريكا القيصر، وهو رجل ذكي اسمه أبراهام توكسالا موفيتش مع زوجته لمدة ثلاثين عامًا في سلام وسعادة، لكن لم ينجبا أي طفل، وكان القيصر يصلى بدموع أن يمنحهم الله ولداً، وتحققت رغبتهم، وكان لديهم ولد صغير أطلقوا عليه اسم ملاندراش، وكان القيصر يعلّم ابنه كل أنواع الفنون، وعندما أصبح الولد في سن النضج، ذهب إلى القيصر.
وقال: سيدي وأبي، لقد علموني فنون مختلفة، لكن هناك فن واحدًا لم أتعلمه بعد، قال القيصر: ابني الشجاع، أخبرني ودعني أعرف الفن الذي ترغب في تعلمه، وسأقدم لك معلمين مجتهدين لتعليمك ما تريد، فأجاب الفتى: سيدي، كنت أقرأ بالأمس كتابًا، وجدت فيه أنّ هناك أشخاصًا قادرين على الطيران بأجنحة، لديّ الآن رغبة كبيرة في تعلم هذا الفن، وأريد منك أن تحضر لي معلمين ماهرين ليعلموني ذلك الفن.
أجاب القيصر: يا بني الشجاع، يستحيل أن يطير الرجال في الهواء، لا بد أنك كنت تقرأ شيئًا سخيفًا أو حكايةخرافية، لا تصدق مثل هذه القصص، ومع ذلك، سأرسل إلى جميع الأراضي الأجنبية للبحث عن مثل هؤلاء الأشخاص، وإذا كان من الممكن العثور عليهم، فسأطلب إحضارهم إلى هنا، وقد يقومون بتدريسك فنّهم، لذلك أرسل القيصر على الفور رسلًا إلى الأراضي البعيدة، وأمرهم بالبحث في كل مكان عن رجال طيارين، وإحضارهم إلى بلده.
فخرج الرسل إلى بلاد مختلفة، وبعد ثلاث سنوات وجدوا أستاذًا في مدينة أوستريبا، وأتوا به إلى القيصر إبراهام، وعندما رآه مالاندراش شعر بسعادة غامرة، ثمّ سأل القيصر هذا الشخص عمّا إذا كان يفهم فن الطيران، فأجاب الرجل: أيها الملك، في الحقيقة أنا أول سيد في تعليم الطيران بلادنا، إذا رغبت جلالة الملك في أن أقوم بتعليم الأمير مالاندراش أن يطير في الهواء، قم فقط ببناء قاعة كبيرة وشاهقة بطول مائتي متر وعرضها كذلك.
وارتفاعها مائة قدم، ويجب أن تكون هذه القاعة فارغة تمامًا، وبها عدد كبير من النوافذ وخزانة صغيرة مجاورة لها، وعندما سمع القيصر هذا، أمر على الفور ببناء مثل هذا القصر في الحال، وبمجرد أن أصبح كل شيء جاهزًا، صنع الرجل زوجًا من الأجنحة، وبدأ يعلمه أن يطير في هذه القاعة، وعندما كان يتوقف عن التدريس، كان يضع زوجي الأجنحة في الخزانة ويغلقها، ويأخذ المفتاح معه.
ولكن حدث ذات يوم، عندما أخذ مالاندراش درسه، وأغلق السيد على الأجنحة في الخزانة، لاحظ مالاندراش هذا، ودون أن يقول أي شيء لمعلمه، وفي تلك الاثناء، أعدّ القيصر وليمة رائعة، ودعى عدد كبير من الضيوف، ثم قام مالاندراش بالتسلل بسرعة إلى القاعة الكبيرة، وأخذ جناحيه من الخزانة، وثبتهما على كتفيه، ودخل الفناء، وبدأ يرفرف بجناحيه، ثمّ طار إلى المبنى العالي.
ونزل عليه، واستراح هناك، وهو يحدق ببهجة على مملكة أبيه، بعد فترة رغب في النزول على الأرض، ولكن فجأة خاف أن يخذل نفسه من هذا الارتفاع، وبدلاً من أن ينزل صعد أعلى وأعلى، حتّى ظهرت الأرض له مثل تفاحة، وعندها هبّت رياح قوية حملت مالاندراش إلى بلد غير معروف، وخذلته قوته فلم يستطع إدارة جناحيه فبدأ في السقوط، ثمّ نظر إلى البحر الواسع من تحته، وكان خائفًا جدًا، ولكن بعد أن جمع قوته المتبقية ارتفع عالياً مرة أخرى.
ونظر حوله من جميع الجوانب الأربعة ليرى ما إذا كان يمكن رؤية أي شاطئ، فرأى جزيرة صغيرة، فطار نحوها ونزل وخلع جناحيه وأخذهما تحت ذراعيه، وانطلق يتجوّل في الجزيرة بحثا عن الطعام، ووجد بالصدفة شجرة عليها ثمار حلوة أكل منها حتّى شبع، ثمّ استلقى لينام على العشب، ونام هناك حتى الفجر، وفي الصباح نهض مالاندراش وثبّت الأجنحة وصعد عالياً في الهواء، ونظر حوله من جميع الجهات ليرى مملكة أبيه، ولكن لم يستطع اكتشافها.
ولكن في المساء رأى شاطئًا كانت عليه غابة كثيفة، فنزل وخلع جناحيه، واتبع طريقًا، ووصل أخيرًا إلى أبواب المدينة، ثمّ أخفى جناحيه تحت الأدغال ودخل المدينة واستفسر عن السوق، وذهب إليه واشترى عباءة طويلة، ثمّ عاد إلى الغابة، ووضع جناحيه تحت ذراعه، وانتقل مرة أخرى إلى المدينة حيث التقى برجل سأله فقال عن مكان لينام فيه، وعندما سأله الرجل من أين أنت، أجاب مالاندراش: أنا تاجر من الهند.
وقد جئت إلى هنا على متن سفينة مع بضاعتي، ولكن تحطمت سفينتنا في عاصفة، وألقيت على شاطئ هذه المملكة على طوف، فقال الرجل الغريب: إن شئت تعال وعِش معي، وسأحافظ عليك مثل ابني، لذلك وافق مالاندراش وعاد إلى المنزل مع الشخص الغريب، وعاش في منزله أكثر من شهر، ولم يخرج أبدًا من الفناء، فسأله الرجل: لماذا لا تمشي في المدينة أبدًا وترى المباني والآثار القديمة؟
فطلب مالاندراش من الرجل أن يمشي معه ويريه القصر الملكي، فوافق الرجل على ذلك، وفي اليوم التالي، استيقظ مالاندراش تساريفيتش مبكرًا، وخرج مبكراً إلى خارج المدينة، ورأى بناء حجري ضخم محاط بسور، ولم يستطع رؤية أي بوّابة، ولكن فقط بابًا صغيرًا كان مغلقًا، تعجب مالاندراش بشدة من هذا المبنى، وعاد إلى المنزل، وسأل مضيفه عنه.
أجاب الرجل أنه مبنى ملكي، تسكن فيه ابنة القيصر ساليكالا، ولكن سبب حبسها هناك لم يعرف، وعندما سمع مالاندراش هذا أخذ جناحيه وعاد في اليوم التالي إلى المبنى الحجري، وحلّق فوق الحائط إلى الحديقة، ونزل على شجرة، وبينما كان جالسًا على الشجرة، وشاهد الأميرة من خلال النافذة، وفي غضون ساعة طار من النافذة التي تركتها مفتوحة، ورأى أنها كانت نائمة، ثمّ أراد أن يوقظها، لكنّه لم يجرؤ.
فوقف يحدق في جمالها ومكث هناك حتى طلوع الفجر، ثمّ أسرع إلى المنزل خوفا من إيقاظ الأميرة، ووضع حذائها على السرير كعلامة أنّ شخصًا ما كان هناك، وذهب إلى المنزل، وعندما استيقظت الأميرة سألت خادمتها عن سبب وجود الحذاء فوق سريرها، فأخبرتها الخادمة أنّها لا تعرف السبب، وفي المساء كرر مالاندراش زيارته للأميرة.
ولكنّها هذه المرة تظاهرت بالنوم وحين دخول الأمير، أمسكت به وجعلته يخبرها عن هويته، ثمّ قال لها الحقيقة كاملة من البداية إلى النهاية، وكانت الأميرة سعيدة بوجوده، ثمّ أخبرته الأميرة بقصتها حيث أنّ والدها حجزها خوفاً على حياتها، لأنّ أحد الحكماء أخبره أنّ هناك خطر على حياتها حتّى سن الخامسة عشر، وبقي الأمير بعد ذلك يزورها خفية، وفي احد الأيام أكتشف والدها أمرهما، فأرسل القيصر على الفور مجموعة كبيرة من الرجال للقبض على مالاندراش.
ودخل الجنود المنزل الذي كان يسكن فيه مالاندراش، وأخذوه أمام القيصر، ثمّ سأله القيصر عن اسمه وبلده، وعندما عرف القيصر أنّه ابن ملك، زوّجه ابنته وتمنّى لهما السعادة، وتمّ الاحتفال بالزفاف على الفور، وبعد الزواج بعام طلب الأمير الأذن بالذهاب مع زوجته إلى والده، ثمّ أمر القيصر بتجهيز سفينة، وأبحر مالاندراش مع زوجته إلى وطنه، وعندما وصلوا إلى بلاط والده، شعر القيصر إبراهام بسعادة غامرة عندما رأى ابنه الحبيب.