قصة الأمير والأقدار الثلاثة أو( THE PRINCE AND THE THREE FATES) هي قصة خياليه قصيرة لأندرو لانغ من سلسلة كتاب الجنيات البني.
الشخصيات:
- الملك.
- الأمير.
- زوجة الأمير.
قصة الأمير والأقدار الثلاثة:
ذات مرة ولد طفل صغير لملك حكم دولة عظيمة يمر عبرها نهر واسع، كان الملك يشعر بالفرح، لأنه كان يتوق دائمًا إلى ابن يرث تاجه، وأرسل رسائل للتوسل إلى جميع الجنيات الأقوياء ليأتوا ويروا هذا الطفل الرائع، وفي غضون ساعة أو ساعتين، اجتمع الكثيرون حول المهد بحيث كان الطفل سيتعرض لخطر الاختناق، لكن الملك الذي كان يراقب الجنيات بفارغ الصبر، انزعج لرؤيتهن حول الطفل بتلك الطريقة، فسأل بقلق: هل هناك شيء؟
نظرت إليه الجنيات وقمن بهز رؤوسهن في الحال: إنه فتى جميل، وهذا أمر مؤسف للغاية، حيث نتوقع أن القدر سيكون أنه يجب أن يموت، إما على يد تمساح أو ثعبان أو كلب، ولكن لا نستطيع إنقاذه لأنّ هذا يفوق قدرتنا، ثمّ بعد ذلك اختفت الجنيات.
ووقف الملك في مكانه زمانًا منزعجًا مما سمعه، ولكن نظرًا لكونه ذا طبيعة تبعث على الأمل ، بدأ على الفور في ابتكار خطط لإنقاذ الأمير من الهلاك المروع الذي كان ينتظره، أرسل على الفور للحصول على صانع بناء جيد، وأمره ببناء قلعة قوية على قمة جبل، والتي يجب أن تكون مزودة بأثمن الأشياء من قصر الملك، وكل نوع من الألعاب يمكن أن يرغب الطفل في اللعب بها. وإلى جانب ذلك ، كما أصدر أوامره الأكثر صرامة بأن يسير الحارس حول القلعة ليلاً ونهارًا.
عاش الطفل في القلعة بمفرده مع ممرضاته وكان يأخذ تهويته على المدرجات الواسعة، التي كانت محاطة بجدران، مع خندق تحتها، وجسر متحرك فقط لربطها بالعالم الخارجي، وفي أحد الأيام، بعدما أصبح الأمير كبيرًا بما يكفي ليركض بسرعة بمفرده، نظر من الشرفة عبر الخندق المائي ورأى كرة صغيرة ناعمة منفوشة لكلب يقفز ويلعب على الجانب الآخر.
بالطبع، تم إبعاد كل الكلاب عنه خوفًا من أن يتحقق كلام الجنيات، فالتفت إلى الخادمة التي كانت تسير وراءه، وقال: ما هذا الشيء الصغير المضحك الذي يجري بسرعة كبيرة هناك؟ فقالت الخادمة: هذا كلب يا أمير، فطلب منها الأمير ان تحضر له واحدًا مثله، ليرى أيهما يمكنه الركض بشكل أسرع، كانت الخادمة في حيرة شديدة لمعرفة ما يجب القيام به.
كان لديها أوامر صارمة بعدم رفض أي طلب للأمير، لكنها تذكرت كلام الجنيات وشعرت أن الأمر خطير، و في النهاية أخبرت الملك القصة كاملة، وتركته يقررما يفعل، قال الملك: أحضروا له كلبًا إذا أراد واحدًا، لذلك تم العثور على جرو صغير للأمير، مرت سنوات، ولعب الصبي والكلب معًا حتى كبر الصبي وأصبح وقويًا.
جاء الوقت أخيرًا عندما بعث برسالة إلى والده يقول فيها: لماذا تجعلني أسكن هنا، لا أفعل شيئًا؟ أعرف كل شيء عن كلام الجنيات عند ولادتي، لكنني أفضل بكثير أن أُقتل في الحال على أن أعيش حياة خاملًا بلا فائدة هنا، لذا أعطني السلاح، ودعني أذهب، أنا وكلبي أيضًا.
ومرة أخرى استمع الملك لرغباته، وتم نقله هو وكلبه في سفينة إلى الجانب الآخر من النهر حيث كان هناك حصان أسود ينتظره، مربوطًا بشجرة، ثمّ ركب بعيدًا أينما تأخذه حصانه، وكان الكلب دائمًا في أعقابه وركب حتى وصل مطولًا إلى قصر الملك، كان هذا الملك عديم الأهتمام برعاية بلده، فقد قضى كل وقته في صنع الألغاز.
و في الفترة التي وصل فيها الأمير الشاب إلى المملكة، كان الملك قد أكمل للتو منزلًا رائعًا لابنته الوحيدة، وكان القصر له سبعون نافذة، كل منها ترتفع سبعون قدمًا من الأرض، وقد أرسل الحرس الملكي حول حدود الممالك المجاورة ليعلنوا أن من يستطيع تسلق الجدران إلى نافذة الأميرة يجب أن يفوز بها كزوجته.
انتشرت شهرة جمال الأميرة، وكان هناك الكثير من الأمراء الذين يرغبون في تجربة الوصول إليها، وكان الأمراء يتسلقون الجدران كل يوم دون جدوى حيث لم يستطع أي منهم الوصول إلى القمة، وأمضى الأمراء عدة أيام على هذا النحو عندما وصل الأمير الشاب، حيث رحبوا به جميعاً، ثمّ سألوه: من أين أتيت؟ وابن من أنت؟ لكن الأمير الشاب كانت لديه أسباب لإخفاء حقيقته.
فأجاب: والدي كان سيد الخيل لملك بلدي، وبعد وفاة والدتي تزوج زوجة أخرى، في البداية سارت الأمور على ما يرام، ولكن بمجرد أن أنجبت أطفالها كرهتني، وهربت خشية أن تؤذيني، تأثرت قلوب الشبان الآخرين فور سماعهم هذه القصة، وفعلوا كل ما في وسعهم حتى ينسوا أحزانه الماضية.
وعندما سأل الأمير الشبان ماذا تفعلون هنا: أجاب الشباب: نقضي كل وقتنا في تسلق جدران القصر، في محاولة للوصول إلى نوافذ الأميرة، ولكن، حتى الآن لم يصل أحد إلى القمة، ثمّ قرر الأمير المحاولة في التسلق، لذلك وقف في اليوم التالي حيث يمكنه مشاهدة الشباب وهم يصعدون، ولاحظ الأماكن على الحائط التي بدت أكثر صعوبة، وقرر أنه عندما يحين دوره سيصعد في اتجاه آخر.
وفي صباح أحد الأيام، بعد مراقبة القصر لعدة أيام شعر أنه يعرف مخطط الجدران عن ظهر قلب، وأخذ مكانه إلى جانب الآخرين، حيث تمكن من فهم البروز الصغير التي ساعدته للوصول أخيرًا لنهاية القصر، حيث وقف على عتبة نافذة الأميرة، وعندما نظر اصدقائه من الأسفل، ورأوا يدًا بيضاء ممتدة لجذبه إلى الداخل.
ثم ركض أحد الشبان مباشرة إلى قصر الملك، وقال: صعد السور، وربح الجائزة! فقال الملك : من؟ أي من الأمراء يمكنني أن أدعي أنه صهري؟ أجاب الشاب: الشاب الذي نجح في الصعود إلى نافذة الأميرة ليس أميرًا على الإطلاق، إنه ابن سيد الخيل للملك العظيم الذي يسكن عبر النهر، وغادر من بلده هربًا من كراهية زوجة أبيه.
كان الملك غاضبًا جدًا، لأنه لم يخطر بباله أبدًا أن يزوج ابنته بغير الأمراء، ثمّ صاح بغضب: ليعود إلى الأرض التي جاء منها، هل يتوقع مني أن أعطي ابنتي له ؟ وبدأ في تحطيم أواني الشرب في غضبه، فركض الشاب على عجل إلى منزله مع أصدقائه، وأخبر الشاب بما قاله الملك.
وعندما سمعت الأميرة كلماته، أمرت الرسول بالعودة إلى الملك والدها وأخبرته أنها أقسمت نذرًا ألا تأكل أو تشرب مرة أخرى إذا طرد الشاب الذي ربح الرهان، ثمّ كان الملك غاضبًا أكثر من أي وقت مضى عندما تلقى هذه الرسالة، وأمر حراسه بالذهاب على الفور إلى القصر وقتل الشاب، لكن الأميرة ألقت بنفسها بينه وبين قاتليه، الذين غادروا القصر وأخبروا الحكاية إلى والدها.
في تلك الأثناء كان غضب الملك يتلاشى، وبدأ يفكر في ما سيفكر فيه شعبه به إذا خالف الوعد الذي قدمه علنًا، فأمر بإحضار الأميرة أمامه والشاب أيضًا، وعندما دخلوا غرفة العرش، قال الملك: أخبرني من أنت؟ لأنني لن أصدق أبدًا أنه ليس لديك دماء ملكية في عروقك.
لكن الأمير لم يرو له إلا نفس القصة، ومع ذلك، كان الملك قد أحب الشاب لدرجة أنه لم يتكلم بشئ، وتم الزواج في اليوم التالي، وتم إعطاء قطعان كبيرة من الماشية وملكية كبيرة للزوجين الشابين، وبعد فترة قصيرة قال الأمير لزوجته: حياتي في أيدي ثلاثة مخلوقات، تمساح وثعبان وكلب.
صرخت الأميرة وقالت له: كم أنت متهور! كيف يمكنك الاحتفاظ بهذا الوحش الفظيع بجانبك وكانت تقصد كلبه؟ سأعطي الأوامر بقتله في الحال، لكن الأمير لم يستمع إليها وأخبرها أنه لن يقتل كلبه الصغير العزيز، الذي كان رفيقه في اللعب منذ أن كان جروًا؟ فرجته الأميرة أن يحمل دائمًا سيفًا، ويكون معه شخص ما عندما يغادر القصر. و بعد بضعة أشهر، سمع الأمير أن زوجة أبيه قد ماتت، وأن والده أصبح مريضًا، وكان يتوق إلى أن يكون ابنه الأكبر بجانبه مرة أخرى، ولم يستطع الشاب أن يظل أصمًا لمثل هذه الرسالة، فودع زوجته وانطلق في رحلته إلى المنزل.
وأثناء رحلته الطويلة، حدث أنه ذات ليلة، عندما كان نائمًا في مدينة على ضفاف النهر العظيم، صعد تمساح ضخم بصمت إلى غرفة الأمير، ولحسن الحظ، استيقظ أحد حراسه وهو يحاول التسلل من أمامهم، وحبس التمساح في قاعة كبيرة، وانقذ الأمير الذي تابع طريقه لمملكة والده.
عندما وجد الأمير أنه من غير المحتمل أن يغادر مملكة أبيه مرة أخرى، أرسل طلبًا لزوجته، وأمرها الرسول بإخبارها أنه سينتظر قدومها إلى المدينة على ضفاف النهر العظيم. وعندما وصلت الأميرة، استعد على الفور لبدء استقبالها، وفي أحد الليالي بينما كان نائمًا، لاحظت الأميرة شيئًا غريبًا في أحد أركان الغرفة حيث كانت بقعة مظلمة، وتتحرك ببطء نحو الوسائد التي كان الأمير يستلقي عليها.
وعندما رفعت رأسها لتستمع، رأت أنه رأس الثعبان الطويل فتذكرت كلام الجنيات، ودون أن يوقظ زوجها، نزلت من السرير، وأخذت وعاءً ثقيلًا من الحليب كان موجودًا على الطاولة، ووضعته على الأرض في طريق الثعبان، ثمّ حبست أنفاسها عندما اقترب الثعبان، وشاهدته وهو يضع رأسه في وعاء الحليب، و هذا ما كانت الأميرة تنتظره، وأمسكت بسيف زوجها، وقطعت رأس الأفعى عن جسدها.
وفي صباح اليوم التالي لهذه المغامرة، انطلق الأمير والأميرة إلى قصر الملك، لكنهما وجداه ميتًا عندما وصلا إليه، ثمّ قاموا بدفنه، ثمّ استلم بعد والده قيادة المملكة، وفي صباح أحد الأيام، خرج الأمير وكلبه كالمعتاد واقتربوا بالقرب من ضفة النهر، كان الأمير يركض بأقصى سرعة خلف كلبه عندما كاد أن يسقط على شيء يشبه جذعًا من الخشب كان يرقد في طريقه، حيث تحدث إليه صوت تمساح.
وقال التمساح: لا يمكنك الهروب مني، أنا قدرك وأينما ذهبت، ومهما فعلت، ستجدني دائمًا أمامك، وهناك وسيلة واحدة فقط للتخلص من قوتي، إذا تمكنت من حفر حفرة في الرمال الجافة والتي ستبقيها مليئة بالماء، فسوف تنكسر تعويذتي، سوفأعطيك هذه فرصة واحدة، اذهب الآن.
وعندما أخبر الامير الحزين زوجته بما حدث، صرخت الأميرة: إذا كان هذا هو كل شيء، يمكنني أن أحررك بنفسي ، لأن عرّابتي الخيالية علمتني أن أعرف استخدام النباتات وفي الصحراء غير البعيدة من هنا تنمو عشبة صغيرة بأربع أوراق سيبقي الماء في الحفرة لمدة عام كامل، سأذهب للبحث عنها عند الفجر، ويمكنك البدء في حفر الحفرة بأسرع ما تريد.
غادرت الأميرة في الصباح الباكر فوق حصانها وبعد مسير طويل في الصحراء الحارقة، رأت صخرة طويلة كانت النبته قد نمت على قمتها، ولحسن الحظ، كانت قد أحضرت معها حبلًا، ثمّ تعلقت به الأميرة ووصلت إلى الجانب الآخر بأمان، ثم التقطت العشب الثمين، ونزلت إلى الأرض مرة أخرى.
غادرت الأميرة الصحراء بسرعة عائدة إلى المملكة، ثمّ وجدت الأمير الذي توقف على ضفة النهر العظيم، ذهبت إلى حيث كان الأمير يقف بجانب الحفرة التي حفرها في الرمال الجافة ، وبجانبها قدر ضخم من الماء، بعيدًا عن التمساح الذي كان يرقد في الشمس، وأسنانه الحادة وفكاه الأصفران مفتوحتان على مصراعيهما.
وبإشارة منها، سكب الأمير الماء في الحفرة، وفي اللحظة التي وصلت فيها إلى الحافة، ألقت الأميرة في النبتة ذات الأوراق الأربع، ثمّ وقفوا لمدة نصف ساعة وأعينهم متجذرة في البقعة، لكن الحفرة ظلت ممتلئة كما كانت في البداية، مع ورقة خضراء صغيرة تطفو على القمة، ثم استدار الأمير بصرخة انتصار، وغرق التمساح في النهر. لقد هرب الأمير إلى الأبد من مصائره الثلاثة! ثمّ قال: زوجتي كانت أقوى من قدري.