يتعرّض الشخص في حياته للقلق والحزن في بعض الأحيان، ويكون بحاجة لمن يذكرّه بالنظر إلى وضعه بطريقة إيجابية، هذا ما حدث مع قطعة القماش التي كانت تبكي على حالها، وكيف أنّها ستتعرّض للقص والحياكة، ولكن عندما أخبرها المقص والإبرة بأن مصيرها سيكون عبارة عن طقم، وسيبثّ هذا الطقم الفرحة في قلب الطفل شعرت بالراحة وأيقنت أنّهم على حق.
قصة الإبرة والمقص
في يوم ما ذهب سائد وأبيه إلى الخياط، كان سائد يريد أن يخيط لنفسه طقم العيد، وكان يحمل بيده قطعة من القماش، وعندما وصل إلى الخياط سجل لسائد مقاساته وأخبره بأنّ الطقم سيكون جاهزاً في غضون أسبوع، وضع الخياط قطعة القماش على الرف في محلّه، وعند المساء أغلق المحل وغادره وعاد إلى منزله.
عندما أغلق الخياط محلّه ساد الظلام القاتم محلّه، كان المقص والإبرة في المحل على الرف المقابل للقماش، وفجأةً سمع كل منهما صوت بكاء غريب، وعندما بحثا عن مصدر الصوت، وجدا بأنّ الصوت قادم من رف القماش، اقترب المقص والإبرة وسألا قطعة القماش عن سبب بكائها فقالت: لقد كنت قطعة من القطن، أخذني المزارع وأرسلني لمعمل الغزل حتّى حوّلني إلى نسيج كما ترون الآن، وضعوني على رف القماش وكنت أشعر بالراحة، إلى أن جاء سائد وأبيه.
أكملت قطعة القماش كلامها قائلة: أنا الآن خائفة؛ لأنّ الخياط سيقوم بوخزي بالإبرة واستخدام المقص لكي يقوم بقصّي، نظر المقص إلى قطعة القماش وقال: يجب عليك أن تكوني سعيدة بذلك؛ فأنتِ ستصبحين طقماً يلبسه الأطفال، وسترين الفرحة والبهجة والألوان على وجوههم، بينما نحن سنظلّ على الرف هكذا نحلم بما حصلتِ عليه، ولو بقيتِ على الرف مثلنا؛ لكان مصيرك التعفّن والرمي في القمامة.
بعدما أكمل المقص كلامه نظرت الإبرة لقطعة القماش وقالت لها: وأنا سأحاول غداً أن أدخل بين مساماتكِ بكل هدوء كي لا أؤذيكِ، عليكِ فقط أن تتذكرّي بأنكِ ستكونين سبباً في فرحة هذا الطفل، عندما استمعت قطعة القماش لحديث المقص والإبرة شعرت براحة كبيرة، وتوقفّت عن البكاء وصارت تنتظر يوم العيد بكل لهفة وسعادة.