قصة الإخوة الأربعة أو (The Four Brothers) من كتاب حكايات شرق الهند، للمؤلف هارتويل جيمس ،نُشرت عام 1910، للناشر: أبناء جي بي بوتنام، نيويورك.
الشخصيات:
- مخلوقات الغابة.
- ناظم.
- العملاق.
- الإخوة.
قصة الإخوة الأربعة:
كان هناك في قلب الغابة شجرة قديمة جدًا، كانت أقدم من أي شجرة أخرى هناك وشهدت الكثير من الأشياء الرائعة حولها، وكانت حكيمةً جدًا أيضًا وعرفت الكثير من الأسرار عن الغابة، وفي كل ربيع كانت تضع أوراقًا خضراء طازجة وأزهارًا بيضاء جميلة، ولكن ذات عام كانت الأزهار أجمل من أي وقت مضى، ومن بينها على أحد الأغصان السفلية، كان هناك برعم معلق هناك مثل كرة فضية بين الأوراق الخضراء.
قالت شجرة التفاح التي كانت لديها فضول كبير: أتساءل لماذا هذا البرعم أكبر بكثير من البقية، فردت شجرة التين التي كانت ثرثارة وكانت تحت التحدث إلى الأشجار الأخرى: إنّ هناك سر حول هذا البرعم، فسألت شجرة التفاح: ولكن متى سنعرف هذا السر؟ فقالت شجرة التين: في منتصف الليل ستكون هناك عاصفة رعدية ثم ينفتح البرعم، وسنراه عند البرق.
ولكن عندما جاءت العاصفة وكان هناك هدير الرعد ووميض البرق، كانت شجرة التفاح خائفة ولم تجرؤ على النظر، لكنّ شجرة التين راقبت الشجرة القديمة العظيمة وهي تمد أغصانها بشجاعة إلى العاصفة، وفي وسطها شاهدت البرعم الأبيض ينفتح بينما كان الغصن الثالث يضعه برفق على الأرض، وهناك داخل الزهرة كان يرقد أجمل طفل صغير على الإطلاق ملتف كما لو كان نائماً، جميل مثل الزهرة نفسها.
ثمّ انفتحت عيناه واستلقى مبتسماً في السماء وكان يشاهد البرق الأزرق والأبيض يتلألأ عبرها، ثمّ عندما جاء الصباح وكان كل مكان مشرقًا وهادئًا ومرة أخرى أخرج الطفل يده الصغيرة ولعب بالزهور، قالت شجرة التين: لابد أنّه طفل رائع، انظروا إلى قميصه الحريري الأبيض الصغير، إنّه يحمل لون الزهرة التي وُلد فيها وانظروا لديه ماسة براقة في جبهته.
قالت شجرة التفاح: ربما تكون نجمة وليست ماسة، ولكن بسبب سطوعها لم تستطع معرفة ما هي، ثمّ جاءت الطيور الطنانة والببغاوات والقرود وابن آوى جميعًا لتنظر إلى الطفل، قال الطائر الطنان: كان سيكون أفضل حالاً لو كان له أجنحة مثل جناحي، وقال البببغاء: أو إذا كان لديه ريش مثل ريشي سيكون أفضل، وأضاف ابن آوى: لو كان لديه فراء مثل فرائي سيكون أفضل بكثير بالنسبة له.
ثمّ بكى الطفل قليلاً، لأنّه كان جائعًا، لكنّ التين ثنى غصنًا وأسقط العسل في فمه، ثمّ ابتسم مرةً أخرى، وعندما سألت الأشجار ماذا سنسميه، فقالت الشجرة القديمة التي ولدت برعمها الجميل: اسمه ناظم، وعليكنّ جميعًا أن تعتنين به وتعلمنه أسرار الغابة، وعندما كبر ناظم علّمته الأشجار والأزهار البرية وكل مخلوقات الغابة كل ما عرفته، علمته القرود كيفية تسلق الأشجار، وعلمته السلحفاة الكبيرة التي تعيش في النهر كيف يسبح.
وأظهرت له الطيور الطنانة مكان نمو الثمار البرية وتعلم أنّ الأعشاب تشفي الكدمات، وكيفية سحر ثعابين الغابة، وأشياء أخرى كثيرة لا يعرفها الأطفال الذين يعيشون في البيوت، وفي وقت مبكر من صباح كل يوم كان يستحم في النهر، وفي الليل كان ينام في أرجوحة تحت شجرة التين التي صنعتها له الزهور، وأصبح فتى طويل القامة وجميلًا، طيبًا ولطيفًا بقدر ما كان قويًا ولا يعرف الخوف.
وأحبته كل الحيوانات في الغابة وذات يوم قال ناظم للشجرة العجوز: هناك الكثير من الببغاوات وابن آوى والقردة، ألا يوجد آخرون مثلي، هل يوجد ناظم واحد فقط؟ ثمّ قالت الشجرة القديمة: اصعد إلى أعلى فرع لي وأخبرني بما تراه، وعندما فعل ناظم هذا صرخ: أرى تلًا ذو نقطة حادة جدًا، قالت الشجرة القديمة: بالقرب من قمة ذلك التل وهو تلّ على شكل إبرة توجد شجرة مغطاة بأزهار وردية زاهية تسمى كيدزاديتا.
اصعد إليها واشتم الزهور واسألها أين الأخوة الأربعة، لذا عبر الغابة راكضاً إلى التل الذي يشبه الإبرة، وكان هناك شجرة الكيدزاديتا، فسألها الفتى وهو يشتم الأزهار: أين الأخوة الأربعة؟ قالت كيدزاديتا: على الجانب الآخر من التل، إنّهم يعدون عشاءهم، ثمّ مضى حول التل، وكان هناك أربعة رجال طويلوا القامة يقطّعون غزالاً قد قتلوه.
وعندما اقترب ركضوا لمقابلته ووجدوه فتى جميلًا والنجمة تلمع في جبهته، فقالوا له: نحن أربعة إخوة، هل ستكون الخامس؟ هل ستكون واحدًا منا؟ أجاب ناظم: سأكون أخوكم، لهذا السبب أتيت حيث كل المخلوقات في الغابة لديها إخوة وأخوات، وليس لديّ أي إخوة، ثمّ قال شيمو الأخ الأصغر، إنّهم يريدون معرفة النار لطهي لحومهم كما أخبروه أنّهم يريدون زوجة لكل منهم.
ثمّ قال أحد الإخوة الآخرين إنّ العملاق ريكال جوري قد امتلأت النيران في موقده وكان هناك أربع بنات كنّ متلهفات على الزواج يسكنّ معه، وكانوا يعلمون أنّه يعيش بعيدًا جدًا، لكنّهم لم يتمكنوا أبدًا من العثور على منزله، لذلك ظلّوا بدون زوجات أو مشاعل لإحراق الحطب الذي يطبخون به الغزلان التي يقتلونها، قال ناظم: سأريكم الطريق إلى منزله، لذلك أحضروا له قوساً.
ثمّ ثنى القوس وأطلق السهم مباشرة إلى قصر ريكال جوري، وقال: لقد مهدت الطريق لكم، وستجدون ما تريدون، ثمّ اتبع الأخوة الأربعة المسار الذي سلكه سهم ناظم، لكنّ شيمو الذي كان أسرع عداء جاء إلى قصر العملاق أولاً، كان العملاق ريكال جوري نائمًا بجوار النار في غرفة ضخمة، وكانت المدفأة تشبه كهفًا ضخمًا متوهجًا حيث كانت جذوع الأشجار بأكملها محترقة، وكان السقف مرتفعًا لدرجة أن شيمو كان بالكاد يراه.
ثم انتزع شيمو النار وركض نحو الباب، ولكنّ عندما مرّ على العملاق النائم سقطت شرارة على يده فقفز العملاق واندفع خارج المنزل بعد شيمو، لكنّه لم يستطع الإمساك به وانطلق شيمو وأسقط النار كلّها وعاد إلى إخوته دون أيّ نار بسبب الخوف من العملاق، وقال لهم: نريد أن نترك ريكال جوري وشأنه، أفضل أكل اللحم النيء طوال حياتي على الاقتراب من هذا الوحش مرة أخرى.
في تلك الأثناء وجد العملاق أنّه لا يستطيع الإمساك بشيمو وعاد إلى منزله وأكمل غفوته، وحالما ألقى بنفسه في كرسيه الكبير سألته ابنته الكبرى: هل لديك أزواج لنا أبي؟ وكلّ يوم تسأله إحدى بناته هذا السؤال ويرد العملاق العجوز العابس: لا، وكان يقول: من يمكنه الحصول على أزواج لأربع بنات دفعة واحدة؟ ثمّ سألنه عن الشاب الذي رأينه يهرب من المنزل، أخبرهنّ أنّه بينما كان نائماً جاء شاب وسرق موقد النار.
قالت زوجة العملاق: أعتقد أنك أخطأت كثيراً في طرده، كان من الممكن أن يكون زوجًا واحدًا على أي حال، وبنات العمالقة لا يتزوجنّ بسهولة، وبعد فترة استيقظ العملاق على موسيقى جميلة أتت من شجرة بالقرب من سور قصره، وعندما نظر إلى الأعلى ورأى ناظم جالسًا على أحد أغصان الشجرة يعزف على عود، وتحت الشجرة كانت الكلاب والقطط وجميع الحيوانات الأخرى التابعة له تستمع إلى الموسيقى.
واستمرت الموسيقى لدرجة أن ريكال جوري بدأ في الرقص، ثمّ نادى العملاق ناظم: هنا أيها الشاب انزل من الشجرة وسأعطيك أي شيء تريده، قال ناظم: إذاً عليك أن تعطيني بناتك الأربع، كلّ من إخوتي الأربعة يريد زوجة، بالإضافة إلى ذلك يريدون نار من موقدك، ثمّ تقدمت بناته نحو ناظم، وكنّ سعيدات للغاية لوداع والديهنّ، وأخذنّ أكبر عدد ممكن من الملابس والمجوهرات التي يمكنهنّ حملها على رؤوسهن.
وغادرن حتى وصلنّ إلى التل الذي يشبه الإبرة حيث كانت شجرة كيدزاديتا الوردية المزهرة، وهناك تزوجنّ من الأخوة الأربعة وعاشوا معًا في سعادة شديدة، لم يرد ناظم الزواج، ولأنّه كان أفضل منهم وأكثر حكمة جعله الإخوة الأربعة ملكًا لهم.