قصة الابن الحقيقي

اقرأ في هذا المقال


الولد المطيع هو كنز حقيقي، سنحكي في قصة اليوم عن ثلاث أمهات يتحدّثن عن أبنائهن، وكان بجانبهما رجل عجوز يستمع لهما، ولكنّه عندما رأى تصرّف الأبناء استطاع تمييز الابن الحقيقي منهم. وكان الابن الذي أسرع ومشى بجانب أمّه وساعدها بحمل الأغراض وتصرّف معها بكل احترام وأدب.

قصة الابن الحقيقي

في باص المدرسة اجتمع رجل عجوز مع ثلاثة من الأمّهات اللاتي كن بمرافقة أبنائهن إلى المدرسة، بدأت الأمّهات الثلاث يتحدّثن عن أبنائهن؛ فالت الأولى مفتخرة به: أنا ابني ولد مجتهد وهو متفوق في رياضة كرة السلّة، قالت الأم الثانية: أنا لدي ابن مجتهد ومتفوّق في مجال الغناء ولديه صوت رائع، أمّا الأم الثالثة فقد كانت صامتة ولم تقل شيئاً.

يبدو وكأنّ الأم الثالثة كانت حكيمة جداً، كانت الأمهات طوال الطريق يتحدّثن عن أبنائهن، وفجأة نظرت إحداهما إلى الأم الصامتة وقالت لها: لماذا لا تكلمّينا عن ابنك؟ ردّت الأم: وماذا سأقول لكم عن ابني؛ فليس لديه شيء خاصّ أو مميز بل هو كغيره من الأولاد، وفجأةً سمعن الأمّهات جرس المدرسة وبدأ الأولاد بالخروج من المدرسة.

بدأت الأمّهات كل منهنّ تنتظر ابنها، فخرج الابن الأوّل وكان معه كرة فأسرع نحو الرصيف وقام برميها فصعدت عالياً في السماء، قالت الأمهات الأخريات عنه: يبدو أن ابنك هذا حقّاً رياضي رائع ولديه موهبة حقيقية، أمّا الولد الثاني فبدأ بالمشي وهو يتمايل يميناً وشمالاً وطلب من أمّه أن تحمل له الحقيبة، وبدأ يغنّي بصوت شجي وجميل، فقالت الأمّهات: يبدو أن صوته جميلاً.

أمّا الولد الثالث فأسرع إلى أمّه وأخذ من يديها الأكياس؛ فكانت أمّه قد قامت بشراء حاجيات المنزل وتضعها بالأكياس، أخذ ابنها الأكياس وبدأ يمشي بجانبها وكان يتحدّث معها، فجأةً قام الرجل العجوز من مقعده ومرّ بجانب الأمّهات وقال لهنّ: إنني رأيت اليوم أن واحدة منكن فقط من لديها ابن، تفاجأت الأمّهات من كلام الرجل العجوز وسألنه عن السبب فقال: إن الابن الحقيقي هو من يهتمّ بأمّه ويطيعها ويحترمها، وهو رجل حقيقي على عكس الأولاد المدلّلين، فهم أبناء عاديّون جدّاً.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموة مؤلفين/2021


شارك المقالة: