يجب علينا اقتلاع على كل صفة أو عادة سيئة من صغارنا قبل أن تمتد جذورها إلى أنفسهم؛ فعندما يكبرون سيكون من الصعب عليهم تركها، هذا الدرس الذي أراد العجوز أن يلقّنه لابن الرجل الثري، الذي كان لديه الكثير من العادات السيئة التي لا يريد تركها أو التخلّي عنها.
قصة العادات السيئة
كان هنالك رجل ثري جدّاً يسكن مع عائلته بسعادة، ولكن كان هنالك أمر يؤرّقه وهو أنّه كان لديه ابن يمتلك الكثير من العادات السيئة في حياته، ولم يكن يعرف الأب كيف يمكن له أن يمنع ابنه عنها؛ فقرّر أن يذهب لاستشارة أحد الحكماء، ذهب الرجل الثري لعجوز حكيم وأخبره عن مشكلته، فقام الرجل العجوز بطمأنته وأخبره أنّه سوف يجد له الحل المناسب لهذه المشكلة.
طلب العجوز الحكيم من الرجل أن يحضر له ابنه ليرافقه في نزهة في الغابة، مشى الابن مع العجوز، وأثناء سيرهم طلب العجوز من الابن أن يقوم باقتلاع شتلة صغيرة كانت موجودة على حافّة الطريق، فعل الابن هذا الأمر بكل سهولة، ثم أكمل سيره مع العجوز وطلب من الابن أن يقوم باقتلاع نبتة صغير، فعل الابن ذلك ولكن بقليل من الجهد هذه المرّة.
أكمل العجوز طريقه وعندما قابل شجرة كبيرة طلب من الابن أن يقوم باقتلاعها، ذهب الابن وبدأ بمحاولة اقتلاعها وبذل جهداً كبيراً لذلك؛ فقد كانت شجرة كبيرة وجذورها ممتدّة أسفل التربة، ظلّ الابن يحاول ويحاول ولكنّه في نهاية الأمر استطاع اقتلاعها بعد عدّة محاولات، وأكمل العجوز مع الابن سيره فود شجرة بحجم أكبر.
طلب العجوز من الابن أن يقوم باقتلاعها، فقام الابن بعدّة محاولات، ولكنّه في هذه المرّة لم يستطع فعل ذلك، نظر العجوز للابن وقال له: هل رأيت يا بني كيف أنّك لم تستطع اقتلاع الشجرة الكبيرة ذات الجذور الثابتة، هكذا يكون الأمر مع اكتساب العادات السيئة منذ الصغر، فعندما تستمرّ معك هذه العادات السيئة؛ سيكون من الصعب التخلّي عنها عندما تكبر، فهم الابن مغزى العجوز من هذه الطلبات، وقرّر أن يطيع والده وان يتوقّف عن عاداته السيئة.
