علينا دائماً أن نحرص على الكلمات التي ننطقها أمام أولادنا؛ فهم مرآة لنا ولما نتلفّظ به من كلمات، وعلينا أن نجعلهم يبتعدون عن الأشخاص الذين يتلفّظون بالكلمات السيئة، هذا ما حدث مع الببغاوين اللذان خالفا أوامر والديهما وغادرا العش، ممّا سبّب لهما ذلك في السكن عند أحد العائلات التي كان صاحبها سليط اللسان، ممّا سبّب لأحدهما بالتلفّظ بالكلام السيء.
قصة الببغاء وأولاده
كان هنالك ببغاء يعيش مع زوجته وأربع من الأولاد في عش كبير بسعادة، وفي يوم من الأيام كان الببغاء وزوجته يريدون الخروج للبحث عن طعام الغداء لأولادهما، وقالت الأم لأولادها: اعتنوا بالعش أثناء غيابنا، ولا تفتعلوا المشاكل مع أي أحد ريثما نعود.
عندما غادر الببغاء وزوجته العش جلس الببغاوات الصغار في العش كما أمرهم والديهم، واحد من هؤلاء الببغاوات قال: أنا أريد السفر خارجاً وأريد أن أستمتع بأوقاتي، من يريد أن يأتي معي؟ وافق واحد من الببغاوات على الذهاب معه، وبقي في العش اثنين من الببغاوات رفضوا الذهاب امتثالاً لأوامر والديهم.
عندما كان الببغاوين يطيران مع بعضهما البعض، إذ لفت لون ريشهما الجميل أحد الصيادين؛ فقرّر أن يصطادهما، وبالفعل استطاع اصطيادهما، وذهب بهما إلى السوق وقام ببيعهما لإحدى محلّات الطيور، وعندما عاد الأب والأم للعش لم يجدوا اثنين من الصغار، وعندما علموا بخروجهم ذهبوا ليبحثوا عنهم في كل مكان.
بعد مدّة من الوقت جاء رجلين إلى المحل وقام كل منهما بشراء ببغاء له، مع مرور الوقت كبر الببغاوين وصار كل منهما يكرّر ما يسمعه من العائلة التي يسكن معها، وفي يوم من الأيام استطاع الببغاء الأب أن يعرف أماكن وجود أولاده؛ فذهب إلى منزل كل واحد منهم وقام بأخذ أولاده وعاد بهم إلى العش.
ولكن الببغاء الأب تفاجئ بأن أحد أولاده كان يكرّر كلمات سيّئة؛ لأنّه كان يعيش مع رجل سليط اللسان، قامت الأم بتوبيخ أبنائها وقالت لهم: ألم أحذّركم من عدم الخروج، لقد سببّ لكما الخروج في الضياع لعدّة سنوات، وسبّب لكم في تلفّظ الكلمات السيئة؛ فهنالك الكثير من الأشخاص السيّئون في هذا العالم، فندموا على خروجهم واعتذروا لوالديهم.
