قصة الببغاء والغرور

اقرأ في هذا المقال


دائماً يودي الغرور بصاحبه إلى الندم والخسارة، هذا ما حدث مع الببغاء الذي كان يسخر من الغراب، وعلى الرغم من توبيخ أمّه له لم يكن يأبه بشيء، ولكن حدث ما حذّرته والدته منه، وفقد الببغاء جماله وشعر بالندم على غروره.

قصة الببغاء والغرور

في إحدى الغابات يعيش الببغاء كوكي مع عائلته، كان هذا الببغاء شديد الغرور والتباهي بنفسه، ويرى نفسه دائماً أنّه من أفضل الطيور وأجملها وأروعها، ولشدّة غروره الكبير كان يقوم في أغلب الأحيان بتقليد أصوات الطيور الأخرى بسخرية واستهزاء، خاصّةً طائر الغراب؛ حيث كان دائماً يقول له: أيّها الغراب الأسود لونك وصوتك مزعجين للغاية.

كانت الحيوانات دائماً تطلب من هذا الببغاء أن يتوقّف عن غروره، ولكن كان دائماً يقول: وكيف لا أكون مغروراً، هل هنالك من هو بجمال ريشي الذي أمتلكه، أو بجمال ألواني الباهية الزاهية! ومن شدّة غضب الغراب من غرور الببغاء راح يشتكي لأمّه أفعاله السيئة، شعرت الأم بالخجل والحرج بسبب غرور ابنها، وقامت بتوبيخه إن فعل ذلك مرّةً ثانية وأنّها سوف تعاقبه، لكن الببغاء كان يسخر من الغراب ويقول: يا له من غراب مزعج حتى أنّه يشتكي من أمر تافه.

غضبت الأم من حديث ابنها وقالت له: هذا ليس أمر تافه، بل أنت تسبّبت له بالأذى، ويجب عليك الاعتذار منه، شعر الببغاء بالغضب من طلب أمّه وقالت لها: يا أمّي هذا الغراب يشعر بالغيرة من جمالي، قالت له أمّه: يا بني يجب عليك أن لا تبقى مغروراً هكذا، لكل طائر صفات مميّزة خلقها الله له، وهذا الجمال سوف يذهب بيوم من الأيام.

ظلّ الببغاء على غروره وهو يقول في نفسه: سأبقى أنا من أجمل الطيور، ولكن مع مرور الوقت صارت الحيوانات تبتعد عنه بسبب غروره، وفي يوم من الأيام بينما كان الببغاء يجلس على جذع الشجرة، إذ جاء نسر قوي وبدأ ينهش به، وكان هنالك صياد بالجوار فهرب النسر من قبضته.

علمت الأم لما حدث مع ابنها وأسرعت إليه، وعندما ذهبت إليه وجدته مجرّداً من الريش وهنالك الكثير من الجروح بجسمه، أخذته إلى المنزل وحزنت لحاله، علم الغراب بذلك وجاء يطمئنّ على صديقه الببغاء، شعر الببغاء بالحرج من الغراب واعتذر منه على سخريته منه، قالت له والدته: ألم أقل لك يا بني إن الجمال لا يدوم، والغرور سوف يسبّب لك الأذى. مع مرور الوقت تعالج الببغاء وعاد شعره لينمو، ولكنّه لم يعد مغروراً بل كان يلعب ويضحك مع الجميع، وعلم بأنّ التواضع من أجمل الصفات التي خلقها الله.


شارك المقالة: