يجب علينا تعليم أطفالنا عدم الثقة بكل ما يسمعونه؛ وكما يقول المثل الشهير: لا تصدّق نصف ما تسمع، هذا ما حدث مع الأميرة التي خدعها الوهم بالبحيرة السحرية بأنّها سوف تحقّق لها أمنيتها الوحيدة، ولكن بعد مرور الوقت سبّبت لها هذه الأمنية الضرر الكبير؛ ممّا جعلها تشعر بندم كبير.
قصة البحيرة السحرية
في إحدى الأزمان القديمة حيث يعيش الناس بإحدى الممالك القديمة، كان الجميع يعيش بأمان وسلام، وكانت أجواء تلك المملكة تسودها السلام والمحبّة بين جميع سكّانها، ظلّت المملكة على هذا الحال لسنوات طويلة، ولكن حدث شيء مؤسف خيّم على أهل تلك المملكة، وهي دخول ساحرة شرّيرة على تلك المملكة؛ حيث أفسدت بدخولها كل شيء.
ظلّت تلك الساحرة حديث أهل المملكة؛ فبعد أن كان يهنأ سكّان تلك المملكة بحياة رغيدة، صار حديثهم هذه الساحرة وخوفهم من نواياها الشرّيرة، كان من أوّل ما فعلته هذه الساحرة هي ذهابها إلى البحيرة المتواجدة هناك، وقامت بتحويل البحيرة هذه من بحيرة عادية إلى بحيرة سحرية؛ حيث كل من يريد الشرب من تلك البحيرة عليه أن يتمنّى أمنية واحدة، وسوف تحقّق له هذه البحيرة تلك الرغبة.
كان هنالك شروط من أجل تحقيق تلك الأمنية، فلا تحقّق البحيرة أي أمنية دون تحقّق تلك الشروط، وهذه الشروط هي عبارة عن مجموعة من التعليمات تمليها عليهم هذه البحيرة، وهي تقوم بتحقيق أمنيتهم الوحيدة عند اتباعهم هذه التعليمات بالحرف الواحد، كان النّاس يظنّون بأنّ هذا الأمر هو خير لهم، وبذلك سوف تتحقّق أمنيات سكّان المملكة جميعها.
ولكن كان هنالك في المملكة ساحر طيب يسكن بها، ذهب في مرّة من المرّات إلى الملك، وأخبره بأنّ الأمر الذي فعلته هذه الساحرة بتلك البحيرة هو أمر سيحلّ اللعنة على كل أهل المملكة، وأنّه يجب أن يقوم بإزالة تلك اللعنة على الفور، ويعيد البحيرة من بحيرة سحرية إلى بحيرة عادية، لأنّها ستسبّب شر كبير للملكة بأكملها.
بينما كان الساحر والملك يتحدّثان، كان هنالك شخص ما يتجسّس على الحديث الذي دار بينهما، وكانت ابنة الملك تعيش معه في القصر، كان لتلك الأميرة رغبة كبيرة بتناول الأطعمة اللذيذة والشهيّة، ولكن والدها كان يمنعها في أغلب الأحيان من تناول كل ما ترغب به من طعام؛ وذلك خوفاً عليها من السمنة؛ فهي أميرة ويجب أن تبدو دائماً بمظهر لائق.
عندما سمعت الحديث الذي دار بين والدها والساحر؛ قرّرت أن تذهب إلى تلك البحيرة؛ علّها تقوم بتحقيق رغبتها بتقديم المأكولات اللذيذة التي تحبّها وترغب بها، وفي اليوم التالي ذهبت الأميرة للبحيرة وعلمت من تلك البحيرة أنّ لديها أمنية واحدة، وكانت هي ترغب بالكثير من أصناف الطعام؛ لذلك جلست الأميرة وفكّرت ماذا ستفعل إزاء تلك المشكلة، قرّرت أن تطلب من البحيرة إناء سحري يوفّر لها أي طعام تطلبه.
قامت البحيرة بتحقيق الأمنية للأميرة، وقدّمت لها الإناء السحري الذي طلبته، وأخبرتها ببعض الكلمات التي تنطقها من أجل أن يعمل هذا الإناء، وبالفعل أخذت الأميرة هذا الإناء وعادت به إلى القصر متنكّرة، ودخلت به إلى غرفتها، وبدأت بطلب كل الطعام الذي تتمنّاه، بعد عدّة أيّام لاحظ والدها الملك كثرة جلوسها في غرفتها، ظنّ في بداية الأمر أنّها غاضبة بسبب منعه لها من تناول الطعام الذي تريد.
قرّر والدها أن يذهب إليها ويتفقّد أحوالها، ولكنّه عندما فتح باب غرفتها ذهل ممّا رأى؛ فقد رأى ابنته الأميرة الوحيدة وقد تضخّم حجمها وأصبحت سمينة جدّاً بشكل لا يوصف، وعندما أخبرت والدها بما حدث معها، وأنّها أصبحت لا تتوقّف عن تناول الطعام الذي يعدّه لها هذا الإناء خلال دقائق قليلة، وكانت تذرف الدموع لشدّة حزنها، قال لها والدها: أنتِ يا ابنتي سمعتِ ما دار بيني وبين الساحر، وأخذتِ من الكلام أوّله، ولكنّك لم تستمعي لبقيّة الكلام.
هذا هو هدف تلك الساحرة الشرّيرة؛ فهي تريد أن تجعل جميع سكّان المملكة يفعلون ما تريد هي وما تخطّط له، شعرت الأميرة بالندم الشديد لتسرّعها في التصرّف، وأمر الملك جنوده وألقوا بهذا الإناء السحري في النار، لكي لا يسبّب لأي أحد أي أذى أو ضرر، وعادت الأميرة بعد تمارين قاسية ونظام قاسي إلى شكلها القديم، ووعدت والدها أن تلتزم أوامره وأن لا تثق بكل ما تسمعه.