يجب علينا دائماً أن نستمع لنصائح ووصايا الكبار فهم يملكون الخبرة الكافية بالأمور التي قد نجهلها، هذا ما حدث مع المزارع وأبنائه؛ فقد أوصاهم أبيهم قبل موته بالاحتفاظ ببطيخة كبيرة، وعدم التفريط بها، كان الإخوة يجهلون سبب تلك الوصية، ولكن بعد مدّة من الوقت أدرك أبناؤه الثلاثة ما هي الحكمة من ذلك.
قصة البطيخة والإخوة
كان هنالك مزارع يمتلك أرضاً كبيرة وكان هذا المزارع نشيط ومجتهد ولديه ثلاثة من الأبناء، كان هذا المزارع يعمل في مزرعته كل يوم ويطلب من أولاده الثلاثة أن يساعدوه بالعمل في أرضه؛ كي يستطيعوا الاعتناء بها بعد موته، وفي يوم من الأيام شعر المزارع الأب بالمرض الشديد؛ فاستدعى أولاده الثلاثة وقال لهم: يا أبنائي أنا أشعر بأنّني لن أستطيع تحمّل التعب، أوصيكم بالاعتناء بالأرض من بعدي، وأنا قد احتفظت لكم ببطيخة كبيرة وأطلب منكم الاحتفاظ بها.
مات المزارع واحتفظ الأولاد الثلاثة بتلك البطيخة كما أخبرهم والدهم المزارع؛ فقد كان الأب يعتزّ بتلك البطيخة وأخبرهم بعدم التفريط بها مهما حدث، ظلّ هؤلاء الأولاد محتفظين بتلك البطيخة لفترة طويلة، ولكن في يوم من الأيام شعر أحدهم وهو الأخ الأكبر بأن الاحتفاظ بها ليس به أي فائدة؛ فقرّر أن يخبر إخوته بأنّه يريد التخلّص منها.
وافق الأخ الأوسط أما الأصغر فقد عارض الأمر وطلب الاحتفاظ بتنفيذ وصية أبيهم المزارع، ولكن إخوته الآخرين قالوا له: ولكن من المؤكّد أن تلك البطيخة قد تلفت؛ فنحن نحتفظ بها منذ عدّة أشهر، ولن نرى من الاحتفاظ بها أي فائدة، ظلّ الإخوة يتجادلون بالأمر حتّى وافق الأخ الأصغر ولكن بشرط صغير.
اشترط الأخ الأصغر أن يقوم هو وإخوته باستخراج ما بداخلها وزراعته في الأرض قبل التخلّص منها، وافق الإخوة الثلاثة على ذلك، وقاموا باستخراج اللب من البطيخة وقاموا بزراعته في مزرعتهم، بعد عدّة أشهر نضج في مزرعتهم الكثير من البطيخ اللذيذ، أدركوا وقتها ما هي الحكمة من وصية أبيهم المزارع بالاحتفاظ بتلك البطيخة؛ فإن كل جديد يولد من القديم، وأدركوا بأنّ مزرعتهم هي المكان الأنسب لزراعة البطيخ.