قصة التاجر ومنزله أو (The Merchant and his Home) هي قصة خيالية من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا، الذي قدم الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتى اليوم مثل الجميلة النائمة، كانت الحكايات الخيالية والحكايات الشعبية الفرنسية من أوائل القصص الشفوية التي تمّ جمعها وتدوينها للمؤلف تشارلز بيرولت كاتب الحكايات الخيالية والفولكلور.
الشخصيات:
- التاجر.
- ابن التاجر.
- الحفيد.
- زوجة الابن.
قصة التاجر ومنزله:
كان هناك تاجر استطاع أن يبحر بسفينته ويحقق أرباحاً طائلة بتجارته منها لدرجة أنه أصبح ثريًا، وعندما كبر أصبح الشيء الوحيد الذي يهتم به الآن في الحياة هو ابنه الذي اعتنى به ومنحه كلّ ما يحتاج في الحياة حيث لم يكن هناك شيء جميل للغاية أو باهظ الثمن أراده الصبي ولم يمنحه له، سواء كان سيفًا مُذهَّبًا أو سلسلة ذهبية، أو عباءة حريرية أو حصانًا مطليًا بالحرير.
الآن، وقع هذا الابن في حب ابنة الملك، ولم يكن يعرف السلام ولا الراحة حتّى ذهب والده لطلب يد الفتاة للزواج، في تلك الأثناء كان هذا الملك يحب الترف، وقد أنفق كلّ ثروته للترفيه عن نفسه، وعندما جاء إليه التاجر لخطبة ابنته ترك التاجر يتكلم ثم بقي صامتًا لفترة طويلة، وقال أخيرًا: السيد جاك: إذا كنت قد فهمتك بشكل صحيح، فأنت وابنك ترغبان في التقرب من منزل رجل عظيم ونبيل.
إذا كان الأمر كذلك وتريد تزويج ابنك من ابنتي، فعليك على الأقل أن تفعل ما يفعله المرء قبل دخول الدير حيث يعطي المرء الدير جميع ممتلكاته الدنيوية، افعل لي هذا وقدم لي هذه الهدية، ثمّ سنرى ولكنّ التاجر بحسب اعتقاده كان دائماً ما يقول ولعشرات المرات في وقت سابق من حياته، إنّه من الجنون أن تتخلى عن ثروتك التي تعبت في جمعها قبل أن تموت.
ولكن الآن كل ما يريده هو ما يرضي ابنه فوافق على تقديم كلّ ثروته من أجل سعادة ابنه، وتمّ تقديم الطلب يوم الاثنين وتمّ توقيع عقد الزواج يوم الثلاثاء، كانت الفتاة فخورة وقد شعرت بالفخر أمام والد زوجها الذي كان بالنسبة لها لا يزال ينفث المال الذي حصل عليه بشق الأنفس من أجلها، وبدأت تقلل من احترامها له ورأى الخدم والخادمات في المنزل الجديد ذلك بما فيه الكفاية.
وسرعان ما تبعوا أيضًا حذوها وبدا أنهم فقدوا احترامهم لسيدهم السابق في هذا المنزل الذي كان ملكه من قبل، وكان بالكاد يحصل على بعض الخبز المحمص في الصباح أو في الساعة الرابعة، كأسًا من الماء أو الحليب، ثمّ كان عليه أن يتعلم ألا يطلب شيئًا على الإطلاق، وأن لا يتكلم ولا يتدخل في شؤون أحد في بيته وأن يتنحى عن الجميع.
كان يذهب للشمس بنفسه في الفناء ويجلس في زاوية، وذقنه على يديه ويداه على رأس عصاه، ومرّ عام بعد عام كئيب، وظلّت متاعبه تصبح أكبر منه، وكان الشيء الوحيد الذي استمتع في فعله هو سرد قصص لحفيده عن رحلاته البحرية عندما ذهب لشراء شحنات من التوابل أو تخزين المرجان الكهرماني والوردي، ولكن الآن كان الولد قد تجاوز السابعة من عمره وقد تم إرساله إلى المدرسة.
وفي أواخر الخريف كان الرجل العجوز يفكر في كل ذلك الحفيد الذي لم يعد يراه أبدًا، والابن الذي لم يره على الإطلاق وهذا المنزل الذي لم يعد له، والتابوت الذي ينتظره عندما رأى فجأة من فناء منزله ابنه وهو قادم ذات صباح، قال الابن: في رأي زوجتي لا يمكنك أن تشعر بالراحة هنا في هذا المنزل، ألا تعتقد أنه من الأفضل أن تذهب وتعيش في مكان آخر؟ فقال الأب بحزن: لكن يا بني، بالتأكيد لن تخبرني أنني يجب أن أغادر منزلنا؟
فقال الابن: زوجتي تصر على ذلك بغضب ودموع لأنّها منزعجة من وجودك حيث عندما يأتي أصدقاؤها لرؤيتها وزيارتها ويرونك على الدرجات وأنت تبدو مثل متسول عجوز محطم وتومئ برأسك، وتتدلى قطرات من أنفك يشعرها ذلك بالخجل، بدأ الرجل العجوز يرتجف ويختنق وقال: بالتأكيد لم أكن أجلس في الطريق كثيرًا، في هذه الزاوية من الفناء، فقال الابن الجاحد: إنّ زوجتي من غرفتها تسمع صوتك تسعل وتبصق، ولم تعد تتحمل الأمر بعد الآن.
فقال العجوز: لن تضطر إلى سماعي لفترة أطول، موتي ليس بعيد المنال، فقال الابن: على أي حال يا أبي سوف تضطر إلى مغادرة هذا المنزل، فقال العجوز: وإلى أين أذهب يا بني؟ من سيرحب بي في هذه المدينة، إذا لم يستقبلني ابني؟ فقال له الابن: نحن فقط نضيع الوقت في هذا الحديث، لقد أويناك هنا لفترة مدتها سبع سنوات وأكثر ولقد حان الوقت لأن نفترق وخذ هذه الحقيبة يوجد فيها ماء وخبز.
فقال العجوز: حسنًا يا بني سأذهب في الشتاء، أطلب فقط أن يحضروا لي بطانية من أحد خيولك في أيام والدي، كنت دائمًا أضع خبزًا في مجموعة ممتلكات شخص ما لتذكيره بنفسي أعطني بطانية لتذكرك وسأستغني عن الحقيبة، وفجأة وصل الحفيد الصغير الذي توقف وقد عاد من المدرسة على بعد خطوات قليلة، وكان يعتقد أنّ شيئًا خطيرًا كان يحدث وما زال مذهولاً يحدق بهم بعينين واسعتين.
قال والده: يا ولدي اذهب وأحضر بطانية حصاني الكبيرة ذات اللونين وأعدها إلى جدك، ركض الصبي إلى الإسطبل وسرعان ما عاد بالبطانية حيث فتحها وطواها إلى نصفين، وشق حافتها بسكين جيبه ومزقها إلى نصفين من الأعلى إلى الأسفل، تنهد الرجل العجوز وأخذ نصف بطانية بيد مرتجفة وقال للصبي الصغير: أوه يا ولدي، لم أكن لأتصور أنك كنت قاسياً مثل والدك، ماذا ستفعل بالنصف الآخر؟
سأل الأب بصوت منخفض مندهشًا جدًا من موقف الصبي ماذا يفعل، كان يشاهده الآن وهو يطوي نصف البطانية مثل امرأة تطوي ملاءة بشكل مرتب لوضعها بعيدًا وهو يقول: هذا النصف من أجلك سأعطيك إياه في اليوم الذي أبعثك فيه بعيدًا، تحول الأب فجأة إلى اللون الأحمر خجلاً وقال للرجل العجوز: أبي، هل تسامحني؟ الآن أرى نتيجة ما فعلته لقد أخطأت. سأجعل زوجتي وجميع خادماتنا وخدمنا هنا ينتبهون لهذا، إنّ هذا المنزل من هذا اليوم فصاعداً، وطوال حياتك سيكون لديك هنا المكان الذي هو لك وسنكون نحن ضيوفاً عندك.