هنالك الكثير من الأشخاص الذين يطلق عليهم مدعيّ المعرفة، وهذا ما يصيبهم بالغرور، بينما في حقيقة الأمر أنّهم لا يعرفون شيئاً، هذا ما حدث مع الثعلب ماكر الذي كان يدّعي المعرفة والذكاء، وبسبب غروره هذا عرّض نفسه وصديقه لخطر الأسد، ولولا حيلة صديقه لكان هو وصديقه فريسة له.
قصة الثعلبين
في إحدى الغابات تعيش الحيوانات كلّها بسلام، وكان من ضمن تلك الحيوانات يعيش ثعلبان ماكران واحد اسمه ماكر وواحد اسمه فلفول، وفي يوم من الأيام جاء الثعلب فلفول وقال لصديقه الثعلب ماكر: يا ماكر لقد سمعت بأنّ لديك مئات الحيل من أجل أن تقوم باصطياد فرائسك، هل هذا الأمر صحيح؟ قال له الثعلب ماكر بكل ثقة: نعم بالطبع؛ فأنا يسهل علي أن أصطاد الفرائس، قال له الثعلب فلفول: هل تسمح لي بمرافقتك في الغابة؟ قال له ماكر بغرور: نعم وسترى بعينيك.
بينما كان الثعلبان ماكر وفلفول يمشيان في الغابة؛ إذ سمعا صوت زئير الأسد الذي كان يملأ المكان، شعر الثعلب ماكر بالذعر الشديد، ولكنّه بدأ يتظاهر أمام الثعلب فلفل بأنّه ليس خائفاً وقال: يا إلهي هذا صوت الأسد! قال له فلفول: هيا يا ماكر استخدم واحدة من حيلك لننجو من هذا الأسد المفترس.
وعندما اقترب الخطر قال الثعلب ماكر: أنا لا أمتلك الحيل؛ لقد كنت أكذب عليك، قال له الثعلب فلفول: حسناً كان عليك أن لا تدّعي المعرفة وتغترّ بنفسك، دعني أنا أعالج الأمر اتبعني فقط، سار الثعلبان مع بعضهما البعض حتّى وصلا للأسد، سلّم الثعلب فلفول على الأسد وقال له: يا أيّها الملك العظيم لقد جئنا لك لتحكم بيننا، فقد مات والدي وترك لنا عشرة عجول لنوّزعها بيننا، وهذا أخي ماكر يريد أن يأخذها كلّها لنفسه.
فكّر الأسد قليلاً ثم قال في نفسه: سآكل العجول أوّلاً، ومن ثم أعود لآكل الثعلبين، وقال: أين هي العجول يجب علي أن أتأكّد من صدق كلامك؟ قال له الثعلب فلفول: إنّها في قمة الجبل يا سيدي، وسرعان ما ذهب الأسد للبحث عن تلك العجول لالتهامها، هرب الثعلبين بسرعة، قال فلفول للثعلب ماكر: إنّ غرورك هو من أوصلنا هنا، ولولا أنّني قمت باختراع حيلة لكنّا الآن وجبة في معدة الأسد.
