الحكمة من قصة اليوم هو عدم محاولة أن تكون أذكى ممّن هم مثلك، ولكن يجب أن تتعامل معهم بحسن تصرّف، هذا ما حدث مع الثعلب الجد الذي كان يريد أن يحرم حفيده من تذوّق قطعة العسل، ولكن الحفيد الصغير كان بمستوى ذكائه، واستطاع بحيلته أن يلتهم القطعة كلّها، ممّا جعل الجد يشعر بالندم.
قصة الثعلب الحقيقي
كان الثعلب يجلس في بيته منتظراً عودة أمّه من الخارج التي تأخّرت كثيراً، فتح الباب ولكن خابت آمال الثعلب؛ فقد كان القادم هو جدّه وليس أمّه، وعندما دخل الجد كان يحمل بيديه قطعة كبيرة من العسل، ووضعها على المائدة، نظر له الثعلب وكان يقول في سرّه: أنت يا جدّي ثعلب حقيقي.
كانت الثعالب قد اعتادت على معرفة الثعلب وتسميته بالثعلب الحقيقي في حال استطاع أن يحصل على العسل، وكان الحصول على العسل أمر ليس سهل، بعد قليل شعر الثعلب أنّه يريد تذوّق قطعة من العسل؛ فنهض إلى المائدة وقال لجدّه: أريد تذوق البعض من العسل يا جدّي، نظر الجد للثعلب محاولاً التحايل عليه وقال: ولكن أنت لا زلت صغير، ولا يمكنني إطعامك منه، انتظر حتّى تأتي أمّك وسترضعك الحليب.
كان الثعلب يعلم أنّ جدّه لن يعطيه العسل؛ ففكّر في حيلة، صرخ فجأةً وقال لجدّه: انظر يا جدّي إنّه الأرنب، عندما سمع الجد تلك الكلمة أسرع إلى الخارج كي يستطيع الفوز بهذا الأرنب، أسرع الجدّ خارجاً وسرعان ما غادر الجد المائدة أسرع الثعلب والتهم قطعة العسل كاملة.
عاد الجد ولم يكن قد رأي أي أرنب، وتفاجأ بأن قطعة العسل على المائدة ليس لها أي أثر، علم الجد وقتها بأن الثعلب الصغير قد قام بعمل حيلة ذكية حتى يلتهم العسل بغيابه، ولكن قبل أن يأتي الجد ويعاقب هذا الثعلب عقاباً كبيراً، نظر له الثعلب وقال: لا تقلق يا جدّي، فأنا أيضاً ثعلب حقيقي.
علم الثعلب الجد أنّه كان يجب عليه الحذر أكثر؛ فالثعالب جميعها لديها صفة المكر والحيلة، وكان يجب عليه أن لا يترك قطعة العسل أمام حفيده الذي كان مصرّاً على أكلها، وأنّه كان يجب عليه أن يسمح لحفيده بتذوّق البعض من العسل.